ملاحظات على شوارع مكة المكرمة!!

كلما سار الإنسان في شوارع مكة المكرمة تألم كثيراً، لما يشاهده فيها، فما يشاهد من حفر ومطبات وأرصفة مكسورة ، لا يسر مواطناً ولا مقيماً ولا حاجاً أو معتمراً، فالحفر تملأ الشوارع بدون استثناء، والأرصفة المكسورة تنتشر في الشوارع، والاسفلت المرقع هنا وهناك ، واللوحات الإرشادية، بعضها مخلوع وبعضها مكسور والبعض الآخر مخفي خلف الأشجار. فأرجو من المسؤول في أمانة العاصمة أن يأخذ جولة على شوارع العاصمة المقدسة، ممسكاً قلماً وورقة، ليسجل عليها هذه الملاحظات، وأنا على يقين بأن الورقة لن تكفيه فهو سيحتاج إلى دفتر كامل ليملأه بالملاحظات!!.


وأنا هنا لا أتحدث عن الأماكن والمواقع والشوارع التي بها مشاريع توسعة للحرم، ولا الأماكن التي بها إنشاءات، ولكن أتحدث عن أماكن تخلو من كل مظاهر المشاريع والبناء والتوسعة.

وهذه أمثلة ، هي غيض من فيض، فشارع المنصور مثلاً، به حفرة أعيدت سفلتتها منذ أكثر من ثلاث سنوات، لازالت تحمل كل ما يعنيه مصطلح (المطبات)، وعدم الأمانة في العمل ، فهي تمتد من ميدان الغزاوي وحتى دوران كدي بالمسفلة!!. تصوروا طول هذه الحفرة التي لم يتق الله من نفذ إعادة سفلتتها، فمثل هذه (المطبات) التي تتخللها حفر ومرتفعات ومنخفضات، تحدث أضراراً بليغة في سيارات الناس؟!!. ومثال آخر، هناك حفرة بجانب الرصيف الأوسط أمام الدفاع المدني بحي الخالدية (1) أمام قصر أفراح أبو الخير، ملاصقة للرصيف، لو سقط فيها إطار سيارة لتأذى بصورة كبيرة، فأين البلدية عنه؟!. كما أجرت البلدية سفلتة في شارع الشيخ بن جبرين المؤدي إلى حي الشوقية، حيث توقفت السفلتة أمام مركز الإسعاف الموجود قرب مسجد نصير بحي الإسكان، وبالتحديد عند الالتفاف باتجاه كوبري الإسكان، حيث أظهرت الأرض أنيابها في شكل حفر، عند زاوية الالتفاف؟!. فلماذا لم يتم إكمال السفلتة ، ولماذا هناك حفر موجودة حتى الآن؟!. إضافة إلى ذلك، إذا ما سار الإنسان بسيارته في الشارع المؤدي إلى الانفاق في نهاية شارع عبدالله عريف، وقبل الإشارة بحوالي مائة متر تقريباً، فإنه حتما سيسقط في عدة حفر، خلفها الإهمال وعدم المبالاة!!!. أما شارع الحمراء الرئيسي، بمخطط الحمراء، فإن قائد أي مركبة سيلاحظ ـ من بداية الشارع، وبالتحديد أمام إشارة فندق (الانتركونتننتال) في اتجاه الخط الدائري الثالث ـ حفراً كما سيلاحظ أن أغطية مجاري السيول بعضها مرفوع عن مستوى الإسفلت، وبعضها منخفض، كما سيشعر بأن سيارته قد (انهبدت) من رداءة السفلتة التي نفذت بعد ردم حفرة السيول، وكأن الإنسان يسير في (بطناجات وسبخات) جدة قديما؟؟!!.

ويتكرر الحال أمام إدارة التأمينات الاجتماعية أمام رابطة العالم الإسلامي، كما يتكرر في الرصيفة، وفي شارع أجياد ويتكرر في البحيرات، وتحت الكوبري الموجود أمام نادي الوحدة بالتنعيم.

أما ما يوجد داخل أنفاق الخط الدائري الثالث فحدث ولا حرج، فعين القطط فيها أصبحت أذية واضحة للسيارات، كما أن ارتفاع منسوب سفلتة بعض الحفر أو انخفاضها، قد يؤدي بل يؤدي بالفعل إلى خلع أو إعطاب (مساعدات ويايات) السيارات أو يصيبها بأضرار بالغة؟!. وحدث ولا حرج عن الفواصل المعدنية الموجودة على الكباري، والتي إما أنها تآكلت بفعل الزمن وبفعل مرور آلاف السيارات عليها، أو أنها خلعت بعيداً عن أماكنها، مسببة حفراً عميقة بعض بعرض أربعين سم. تقريباً، وبطول عرض الطريق، والتي بدأت أمانة العاصمة أو الجهة المسؤولة عنها بالتنبه لها بعد سنوات من الألم الذي مزق صدور مالكي المركبات التي (اتبهدلت) بالمرور عليها طوال هذه السنوات.

ومن جهة أخرى، لا أعرف لماذا تقفل (الدورانات) في معظم شوارع مكة المكرمة، مما يضطر السائقين إلى الدوران من مسافات بعيدة جداً، مسببين إرباكاً للدوران الوحيد المتاح أمامهم وازدحاماً شديداً له!!. والحل بسيط وهو وضع اشارات مرورية لتسهيل حركة السير في الشوارع، وليس قفل (دوراناتها!!).

أما (براميل) الزبالة الموضوعة في الأحياء، مثل حي الخالدية (2)، فهي لا تجسد المظهر الحضاري للعاصمة المقدسة التي نريدها أن تتحول إلى مدينة عصرية بمعنى الكلمة، فالبراميل الموضوعة في الأحياء، لا تمت إلى النظافة أو الحضارة، بصلة؟؟!. فشكل وحجم البرميل لا يتناسب أبداً مع شكل الشوارع، والعمارات التي تقف مرفوعة الرأس أمامه، وقد كسيت واجهاتها بالرخام أو بالحجر الأردني أو حجر الرياض، فلا يليق بأن توضع مثل هذه البراميل أمام هذه العمارات وفي شوارعنا، وسؤالي للبلدية: هل يمكن لبرميل مكشوف بحجمه المتواضع، استيعاب زبالة ثلاث أو أربع عمارات في الشارع؟!!. أرجو مشاهدة ذلك في حي الخالدية (2) وغيره من أحياء مكة المكرمة!!. ومن المفروض ، حضارياً، وضع حاويات للزبالة تكون مغطاة، وتكون في مرمى للزبالة تكون قد خطط لها من قبل البلدية في شوارع الأحياء. وأتذكر قبل أربعين عاماً، وضعت البلدية في الشبيكة بالقرب من منزلنا مرمى للقمامة، كان مسورا بسور حجري، فلماذا تغير الحال الآن؟!.

كما يوجد منظر مؤلم ، يتكرر في شوارعنا، وخاصة حول إشارات المرور، حيث يقف عمال النظافة، بالقرب من هذه الإشارات، ليلتقطوا الأوراق والمخلفات، وأظنهم يرمونها ثانية ليلتقطوها مرة أخرى طوال اليوم، وكأن الشارع ليس به أية أعمال نظافة إلا حول إشارة المرور؟!. وبسؤال بعض العارفين، أخبروني بأن هؤلاء العمال يستجدون سائقي المركبات، عند الإشارات ، لضعف رواتبهم، التي تقدر بمائتين وخمسين ريالا، تدفع لهم كل عدة أشهر، لذا، تجدهم يستجدون الناس، في هذه المواقع؟!. وأنا أقول (لا حول ولا قوة إلا بالله) اتقوا الله في هذه العمالة التي أتت من بلادها لتخدمنا وتعمل على تنظيف شوارعنا؟!.

ومن منبر الندوة أرجو أن نجد إجابات شافية كافية وافيه لهذه الملاحظات وغيرها مما يملأ شوارع مكتنا الحبيبة، وعاصمة الإسلام والمسلمين. .

ولا أدري لمن نوجه ملاحظاتنا هذه، هل لأمانة العاصمة المقدسة، أم إلى البلديات الفرعية، أو إلى المجلس البلدي، أم إلى وزارة المواصلات... المهم أن تصل ملاحظاتنا إلى الجهة المسؤولة، فأموال الناس أهدرت ، وسياراتنا (اتبهدلت) ونفوسنا تعبت.. والله من وراء القصد .. ويا أمان الخائفين.

الندوة 11/1/1431هـ