الماء في الحج!
قبل دخول شهر رمضان الماضي انقطعت المياه عن العديد من أحياء العاصمة المقدسة وبدأ العراك عند الأشياب فلما سأل الأهالي عن السبب قيل لهم إن خزان المليون بالمعيصم يوجد به تسرب جارٍ إصلاحه عن طريق فرق صيانة قادمة من الرياض، مع التأكيد الرسمي على أن إنتاج محطة الشعيبة رقم ثلاثة كافية جدا لتلبية احتياجات مدن ومحافظات المنطقة وبفائض يزيد عن حاجتها وأنه لا نقص في المياه لمدة عشر سنوات قادمة!
ولما دخل موسم الحج مرت أم القرى والمشاعر بأزمة مياه لم تشهدها في المواسم الماضية حتى قبل تشغيل محطة الشعيبة رقم ثلاثة ووصل سعر ناقلة الماء من نوع «التريلا» إلى نحو ألف ريال وازداد التزاحم والعراك عند أشياب العزيزية وحضرت سيارات الإسعاف والشرطة وأعلن مسؤولو المياه في مكة المكرمة عن تشغيل أشياب الكعكية وشوهد البعض يتسولون الماء ويبحثون عنه في المساجد المجاورة لسكنهم، ولما سأل الأهالي عن السبب قيل لهم في هذه المرة بأن النقص في المياه عائد إلى عطل جزئي في المحطة أدى إلى انخفاض إنتاجها إلى النصف إضافة إلى وجود تسرب في خط رئيسي، ولذلك قطعت المياه الواصلة للشبكة ما يزيد عن شهر بالنسبة لبعض الأحياء التي يوجد بها سكان وحجاج، ونشطت السوق السوداء وربح المتعهد مما حصل، وتولدت علامات استفهام عن مدى استعداد الجهات المسؤولة عن إنتاج وتوزيع المياه للمواسم من ناحية الصيانة العاجلة والمتابعة المستمرة والتحرك السريع لإصلاح الحالات الطارئة وذلك لا يكون عن طريق الإدارة «بالمسيار!».
عكاظ 21/12/1431هـ