إلى «خبيبي » طريق الخواجات

أغرب طريق في منطقة مكّة المكرّمة هو طريق الخواجات!.


هل عرفتموه؟ إنه الطريق الذي يلتفّ حول مكّة المكرّمة من ناحيتها الجنوبية لعشرات الكيلومترات، في المنطقة الواقعة خارج الحرم، ويبدأ عند نقطة تفتيش الشميسي، وينتهي على سفح جبل الكُر، وهو مُخصّص منذ قديم الزمان لاستخدام غير المسلمين، ليتنقّلوا بين جدّة والطائف دون دخول مكّة المكرّمة!.


وتكمن غرابته في عدم كونه حالياً طريقاً ثانوياً شبه خال طيلة السنة، بل رئيسياً ومزدحما طيلتها، ويسلكه المسلمون وغيرهم، ونسبة المسلمين فيه أكبر بكثير، خاصّة أهل الجنوب وسائقي الشاحنات، ومع ذلك دمغته وزارة النقل بطابع الإهمال، فلا زال باتجاهين، وهذا يُسبّب الحوادث، وهو ضيّق جداً حتى أنّ من ينظر من سيارته إلى السيارات الأخرى المتجاوزة أو المتعاكسة يرى بالتفصيل من فيها، وتكاد مرايا السيارات الجانبية تصطدم ببعضها من ضيقه، كما لم أر أسفلتاً أسوأ جودة من أسفلته في حياتي المهنية، ولا يختلف عن الطرق الوعرة!.


أمّا رقابة إدارة أمن الطرق له، فحدّث عن غيابها ولا حرج، والسياقة فيه فوضوية لا تجد أثراً لقانون مروري أو إنساني، ولو علم (ساهر) بكثرة المخالفات فيه لَسَحَبَ كلّ كاميراته من مدننا وركّبها فيه حيث تنتظره أرباح الغرامات!.


وهناك غريبة أخرى فيه، هي أنّ كلمة (الخواجات) اقترنت لدينا بالتحضّر والتطوير، حتى أصبحت عُقدة للبعض، إلاّ في هذا الطريق، فلا هو حضاري ولا هو يتطّور، فيا (خبيبي) طريق الخواجات: آسف Sorry، لا تحزن، كلّها كم مصيبة أو كم كارثة تحدث فيك لتلتفت إليك جهاتنا المعنية، فخذها ببساطة Take it easy، ويا أمان الطرقات سلّمها، للخواجات وغير الخواجات!.

المدينة 1433/12/13هـ