مكة المكرمة في عصرها الذهبي
شرفت بتلبية الدعوة للقاء صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة رئيس هيئة تطوير مكة المكرمة والمشاعر المقدسة مع أهالي مكة المكرمة لاستعراض مشاريع تطوير مكة المكرمة والمشاعر المقدسة يوم الأحد 22/10/1433هـ ، في المعرض الدولي الخاص في مدينة جدة والمعروف بمقر شركة الشامية حيث تم استعراض المخطط الشامل لمكة المكرمة والمشاعر المقدسة ومشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لإعمار مكة المكرمة وخطة تطوير المشاعر المقدسة وكذلك المخطط الشامل للنقل في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة حيث تولى الشرح كل من معالي الدكتور عبدالعزيز الخضيري وكيل امارة منطقة مكة المكرمة ومعالي الدكتور مهندس أسامة بن فضل البار أمين العاصمة المقدسة وسعادة المهندس سامي برهمين أمين هيئة تطوير مكة المكرمة والمشاعر المقدسة.
وكان اللقاء بحق غاية في الروعة وحسن التنظيم والذي كان المستهدفون فيه أهالي مكة المكرمة على وجه الخصوص حيث كان اللقاء حسب وجهة نظري يحمل رسائل مهمة جداً منها الرد على كل المشككين والمتربصين وغير المدركين لحجم المشاريع العملاقة لتطوير مكة المكرمة والمشاعر المقدسة ، وصدق الفيصل عندما قال في كلمته الضافية وفق الله تعالى خادم الحرمين الشريفين لأن يكون في الهداة المهتدين وفي الصالحين من الأئمة والملوك وفي المبادرين لكل فعل يستحق التسجيل تاريخياً وانسانياً وتنموياً هذا الرجل الذي قال للعالم أجمع (لا شيء يغلى على مكة) وهو إذا قال صدق وإذا أراد فعل وإذا فعل انجز، فشكراً لملك وهب نفسه لخدمة الإسلام والمسلمين والارتقاء بمستوى التنمية في المملكة لتكون على مستوى تطلعات وامال وأحلام المواطن).
والرسالة الثانية في تقديري أن هذه الدعوة الكريمة جاءت قبيل احتفالنا بيومنا الوطني والمصادف يوم الأحد 7 ذو القعدة 1433هـ الأول من فصل الميزان لتدلل ان ولاة الأمر والشعب في هذه البلاد حملوا على عاتقهم نهضة هذه البلاد المباركة بحيث لا يكون الاحتفاء بهذه الذكرى الخالدة أجوف خالياً من المضمون والهدف والرسالة.
فالتنمية المستدامة التي تعيشها مدن المملكة العربية السعودية عامة ومكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة ما هي إلا نتاج ورشة عمل جبارة تواصل الليل بالنهار في سباق مع الزمن لانجاز كل ما يتطلع إليه الجميع ، رحم الله مؤسس مملكتنا على الوحدة والتوحيد جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن طيب الله ثراه الذي انجب لنا وللوطن ملوكاً اخياراً بررة ، رحم الله من غادر منهم هذه الدنيا الفانية وحفظ لنا الملك النادر عبدالله بن عبدالعزيز وساعده الأيمن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد المعظم واخوانهم الميامين.
والرسالة الثالثة المهمة هي للاجابة على كل التكهنات والاستفسارات ولطمأنة أهالي مكة المكرمة على حقوقهم وشراكتهم في التنمية ، والرسالة الرابعة موجهة لكافة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها لما تبذله هذه الدولة الرشيدة المملكة العربية السعودية من مليارات الريالات لراحتهم ولادائهم المناسك في الحج والعمرة والزيارة براحة وطمأنينة وسهولة ويسر وامان وحتى لغير المسلمين ليدركوا حجم اخلاص هذه المملكة الفتية قيادة وحكومة وشعباً في سبيل نهضة الوطن والمواطن والمقيم ويكفي هذه البلاد فخراً أن بعض دول العالم المتقدم طلبت منا دراسة ادارة الحشود للخبرة العريضة لادارة ملايين البشر في ظروف مكانية وزمانية غاية في الدقة وضيق المساحة للاستفادة وهم غير قادرين على ادارة حشود جماهير تعد بالالاف في مباراة كرة قدم على سبيل المثال لا الحصر.
اما الرسالة الخامسة فهي ان الاعلام يلعب دوراً مهماً لإبراز المنجزات أياً كانت وأنا هنا أعكس مقولة النظر في النصف الفارغ من الكأس أو عكسها فالكأس في خططنا التنموية مليء ولايوجد فراغ في هذا الكأس ويكفي أن هذا المبلغ الضخم الذي يتجاوز 100 مليار ريال لتطوير مشروع الملك عبدالله بمكة المكرمة فقط ومملكتنا تعتبر قارة تشمل مدناً عالمية ومشاريع تنموية هي بحق معجزة فوق الرمال وبين قمم الجبال ، ولقد كانت البشائر تتسابق خلاله كلمة الأمير خالد ومنها اقتراب تنفيذ شاطىء مكة المكرمة وهو عبارة عن مشروع سياحي ترفيهي على الواجهة البحرية في بحر الشعيبة يحاكي أكبر المنتجعات السياحية العالمية من حيث المساحة وروعة التصميم وجمال التنفيذ لأجل عيون أهالي مكة المكرمة ، والذين بسببهم وجه سموه الكريم يحفظه الله بتأخير فعاليات اللقاء أكثر من نصف ساعة رغم حضوره في الموعد المحدد كعادته في دقة المواعيد مهما تعددت المناسبات في اليوم الواحد ، وكان سبب التأخير ظروف الطريق من مكة المكرمة إلى شمال جدة في ظل المشاريع المنفذة في الطريق إلى جدة وداخلها من تحويلات الكباري المزالة وطريق الحرمين الموازي وقطار الحرمين وكان يقول للمشاركين ممن حضر بوسيلته الخاصة وممن يسكن مدينة جدة (لانبدأ حتى يحضر أهل مكة) في لفتة أبوية حانية وتقدير للمشاركة وحب لأهالي مكة وكان سموه يحفظه الله يشرح للحضور من مدعوين واعلاميين بنفسه مداخلاً في الشرح والتوضيح لأدق التفاصيل خلال الجولة على المعرض الذي اشتمل على المخطط الشامل لمكة المكرمة والمشاعر المقدسة ومشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لاعمار مكة المكرمة وخطة تطوير المشاعر المقدسة والمخطط العام للنقل في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة وكأنه يحفظه الله هو المصمم لهذه المشاريع العملاقة والمنفذ لها بفكره العبقري وبعد نظره الثاقب وكأنه يرسم بريشة فنان على رمال الصحراء لواقع رائع ستشهده مكة المكرمة والمشاعر المقدسة فهو بحق نعم الممثل لخادم الحرمين الشريفين يحفظه الله لتطوير المنطقة حتى تصل للعالمية وهو الذي طرح شعار ( الإرادة والإدارة) في أول يوم باشر فيه بإمارة المنطقة وها هي هذه المقولة تتحقق على أرض الواقع حتى تحولت وستتحول مكة المكرمة والمشاعر المقدسة خصوصاً ومنطقة مكة المكرمة عموماً إلى ما يفرح قلوب المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ، ولا نملك إلا الدعاء الصادق من القلب بأن يمد الحق سبحانه وتعالى في عمره المديد بتمام وكمال الصحة والعافية ليشاهد بعينيه حصاد الثمار التي زرعها في أحب البقاع إلى الله جل وعلا ورسوله الخاتم صلى الله عليه وسلم.
وفي الختام تحية شكر وتقدير خاصة لمعالي الدكتور عبدالعزيز الخضيري وكيل امارة منطقة مكة المكرمة الجندي المعلوم للجميع لجهوده خلال الحفل مستقبلاً ومرحباً وشارحاً فكان بحق دينمو اللقاء يحفظه الله ، حيث تجلت فيه الآية الكريمة (ان خير من استأجرت القوي الأمين) ، وكذلك كل الشكر والتقدير لمعالي الدكتور مهندس أسامة بن فضل البار أمين العاصمة المقدسة والذي اتمنى الإبقاء على اسمها ولسعادة الدكتور سامي برهمين أمين اللجنة العليا لتطوير مكة المكرمة والمشاعر المقدسة على الجهود العظيمة المبذولة سواءً من خلال أعمالهم الرسمية أو من خلال هذا اللقاء الذي اتسم بغزارة المعرفة وتواضع الكبار والفكر المتوهج ولا يفوتني اصالة عن نفسي ونيابة عن زملائي في الرحلة العلمية الشائقة شكر فريق العمل المكلف بتسهيل تنقلاتنا وعلى كرم الضيافة وحسن الاستقبال ، وفي مقدمتهم اخي وزميلي الاستاذ عثمان أبو بكر مالي رئيس وحدة العلاقات العامة والاعلام بأمانة العاصمة المقدسة، وختاماً اتمنى على جميع المسؤولين في الدوائر الحكومية وحتى الخاصة والأهلية الاهتمام بالجانب الاعلامي الذي يبرز الجهود الجبارة التي تبذل فمن الظلم والاجحاف عدم اطلاع الناس على تلك الجهود والمنجزات وهذا ما تبناه سمو أمير المنطقة خالد الفيصل رعاه الله، والذي يدحض كل رأي مشكك أو فكر زائف ليقول للجميع ها هي دولتكم فماذا انتم فاعلون. وعلى الله قصد السبيل.
اخر الكلام
قل للذي بصروف الدهر عيرنا
هل حارب الدهر إلا من له خطرُ
اما ترى البحر تعلو فوقه جيف
وتستقر بأقصى قعره الدررُ
وكم على الأرض من خضرِ ويابسة
وليس يرجم إلا ما له ثمرُ
وفي السماء نجوم لاعداد لها
وليس يكسف إلا الشمس والقمرُ
الندوة 1433/11/1هـ