إلى جنة الخلد يا أستاذ الأساتيذ

وأهديك ثواب المصحف الكريم إن شاء الـلـه
انه الاستاذ الجليل (عبدالكريم الجهيمان) رحمه الله عاش قرنا ورحل (عاش كريماً ومات كريماً) إنه كان في فترة احد الاساتذة المدرسين بمكة المكرمة بمدرسة تحضير البعثات بقلعة جبل هندي وكنت ضمن الطلبة في السنة الاعدادية ثم في السنة الاولى من قسم تحضير البعثات ــ واصبت بالحمى المالطية فجاء والدي رحمه الله بالحكيم الهندي المشهور في مكة المكرمة سلطان بخش زبدة الحكماء، وهذا اسمه المعروف به في مكة المكرمة وكان العلاج من قاعة الشفاء والحمية شديدة والسيد حبيب هو الصيدلي او د. حسنين بالمروة الذي يركب خلطة الدواء بموجب الروشتة التي يكتبها الدكتور، والأكل هو مسلوقة العدس ابو جبة ونبت المنقل في ركن الغرفة التي انام فيها واستمر ذلك الحال حوالي ثمانية اشهر واستأذن الوالد من د. زبدة الحكماء ان يأتي بالدكتور بشير الرومي، وكان اهل مكة يقولون (اذا شخَّص د. سلطان بخش المرض وكتب د. بشير الرومي روشتة العلاج فذلك اقصى ما يمكن وكتب الله لي الشفاء ويقول المكيون العمر قطاع الشدائد).

ولان من نجح من زملائي انتقل الى السنة الثانية بعثات ولو عدت انا للدراسة فسوف ادرس بالسنة الاولى اخذتني العزة وبكيت فعز والدي بكائي وعرف السبب ووافق والدي على بقائي ومنه رحمه الله تعلمت مهنة الخياطة ودقائقها، وتعلمت صنعة التطريز السوقي من العمر حسين بن حسن العزاوي وصنعة التطريز الدقيق من المعلمين (عبدالرحيم امين وعباس سليماني آل بدر بن عبدالعزيز رحم الله الجميع ونجحت وفي حفل بسيط دعا اليه والدي كبار معلمي الخياطة والتطريز وسكبت القهوة لهما معترفاً بالفضل لله ثم لهما واعترفا هما باعطائي لقب المعلمانية ورحم الله الجميع، وكان بعض زملاء الدراسة يزورونني احيانا في الدكان واحيانا في البيت واحيانا في الحرم، واذا كانت الزيارة في الدار فانها تكون بين المغرب والعشاء، والوالدة رحمها الله تقدم لهم عصير التوت او الرمان من وراء الباب (والآن ومن ستة اشهر ملازم المنزل واخضع لتوصيات الاطباء من مستشفيات بخش بمكة المكرمة وفقيه والفتيحي بجدة للمسكنات واتعايش معها منتظراً امر الله حسن الختام على الشهادة وبالتشخيص قرروا ان الفقرتين 4 و 5 متكلسة والعلاج هو الجراحة والتخدير الكلي ازيد من اربع ساعات ونصح كبار الدكاترة بالاجماع باستعمال المسكنات واخواني وزوجتي واولادي موافقون.. وليسمح لي القارىء فقد خرجت كثيراً عن الموضوع الذي وددت ان اكتب فيه وهو نعي الاستاذ الكبير عبدالكريم الجهيمان رحمه الله وقرأت بالشرق الاوسط في 8/1/1433هـ نعي الاستاذ ميرزا الخولي والاستاذ الحبيب عبدالرحمن الشبيلي شكرا الله لهما، وبجريدة الحياة صفحة كاملة بقلم الاساتذة احمد زين بعنوان (رجل التنوير) وسعد البازعي بعنوان (كاتب اقرب الى السيف أو البندقية) وعبدالعزيز السبيل بعنوان (مجموعة رواد في شخصية) وعبدالله الغذامي بعنوان (نجح الجهيمان واخفق توفيق الحكيم) ومعجب الزهراني بعنوان (رائد اصلاحي كبير) ومحمد القشعمي بعنوان (كان رجلا لا ينافق ولا يجامل) وبعكاظ بقلم الاساتذة محمد القشعمي وعبدالله الجاسر (اسس الراحل صحيفة اخبار الظهران ومارس التعليم ودعم المرأة ودفع ثمن مواقفه وجمع الأساطير الشعبية ووثق الامثال) وعلى الصفحة الأولى من الحياة وبقلم الاستاذ احمد زين (الجهيمان سادن الأساطير عاش قرنا ورحل) كرم في عدد من المدن السعودية واختاره المهرجان الوطني للتراث والثقافة شخصية ثقافية في العام 2001م ولعل المرحلة الأهم في حياته هي مشروعه في جمع وتوثيق الاساطير والحكم الشعبية التي استغرق في جمعها نحو 25 عاما.. قال عنه معالي د. غازي القصيبي رحمه الله (يجيئنا عبدالكريم الجهيمان محملاً بأساطير الجزيرة كلها، وشبه الناقد د. عبداله الغذامي ان ما فعله الجهيمان بما أنجزه الجاحظ والأصفهاني في العصر العباسي، فالله يرحمه ويوسع وينير مضجعه ويلهمه اجابة الملكين بالحق واهديه ثواب قراءة مصحف من القرآن العظيم ومن الله القبول والحمد لله رب العالمين

الندوة 1433/1/11هـ