دمعة حزن على عَلَمٍ في النحو والصرف والسيرة الشريفة بالبلد الأمين

الخميس 20/10/2011
حاتم بن حسن قاضي

فقدنا بالأمس القريب المربي الفاضل السيد زين بن عبدالله كتبي مدرس اللغة العربية بمدارس الفلاح بمكة المكرمة بعد أن أفنى زهرة شبابه في المساهمة في تربية العديد من أبناء هذا الجيل، فقد كان -رحمه الله تعالى- معلمًا مخلصًا مبدعًا في عمله، متقنًا له، وخصوصًا في علوم النحو والصرف وفي علوم السيرة الشريفة -على صاحبها أفضل الصلاة والسلام-، نهل في طلب العلم على الطريقة التقليدية في حلقات العلم بالمسجد الحرام، وبالأخص حلقة جده لأمه العلامة السيد/ محمد أمين كتبي، على جانب دراسته المنهجية في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية، فجمع بين تلقي العلم على يد السيد/ محمد أمين كتبي -رحمه الله تعالى- وبين الدراسة الجامعية التي كان متفوقًا فيها، ومن أبرز زملائه في الدراسة في كلية الشريعة معالي الشيخ صالح بن عبدالله بن حميد إمام وخطيب المسجد الحرام رئيس مجلس القضاء الأعلى وإخواني زهير وسهيل، وإبراهيم بصنوي وطارق وحسن جمال وعدنان يماني وعبدالله بانبلة والقاضي محمد الرفاعي وخالد بن عبدالعزيز إبراهيم وعبدالله بأحداي والسفير/ محمد أحمد طيب وغيرهم كثير، وحيث إنه تربى على يد السيد/ محمد أمين -رحمه الله تعالى- فقد كان مثالًا للكرم والشهامة والنبل ومساعدة المساكين، وكان وصولًا للرحم فعولًا للخيرات، ويخدم الأرامل والأيتام، أكرمه الله تعالى بثلاثة أبناء هم السيد/ أسامة (ثلاث سنوات) وأختاه/ شيرين ومنار يكبرنه ببضع سنوات، نجد السيد/ زيد أسكنه الله الجنة كان بارًا بأمه وإخوانه وأهله وجيرانه وبكل من عرفه، واليوم يبكي هذا العلم الفاضل موضع في الأرض وموضع في السماء. أما في الأرض فموضع سجوده وفي السماء كان صعود عمله وتبكيه القلوب المؤمنة لما قدم من حب ووفاء وإخلاص منقطع النظير لوطنه وطلابه، ولا أستطيع في هذه العجالة أن أصف المشاعر العظيمة والأخلاق الكريمة التي كان يتحلى بها رحمه الله، وبوفاته يكون المجتمع قد خسر رجلًا من أهل الصدق والبر، وأدعو الله أن يخلفنا فيه خيرًا، وأن ينزل الصبر والسلوان على قلب والدته وأخواته وزوجته وجميع السادة آل الكتبي خصوصًا أخواله السادة/ عبدالهادي وشقيقه السيد/ علي كتبي وجميع محبيه، وإلى جنة الخلد يا أبا أسامة، والعزاء إلى معالي السيد/ حسن حبشي وزير الحج والأوقاف الأسبق وأبنائه خصوصًا السيد/ ناجي الذي كان على تواصل مستمر معه خلال تلقيه العلاج، وإلى الأسرة التعليمية بمكة المكرمة وجميع محبيه، اللهم اجعله في مقعد صدق عند مليك مقتدر، و(إنا لله وإنا إليه راجعون)، وصلى اللهم على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

 

جريدة المدينة - 22/ 11 / 1432هـ