رحيل علم تربوي

رحيل علم تربوي
- عندما بدأنا العمل التربوي 1394هـ في مكة المكرمة فترة ادارة الشيخ عبدالقادر كعكي رحمه الله في مبنى ادارة التعليم في الزاهر، كان من ضمن أبرز قدامى رجال التربية والتعليم وأشهرهم في مكة الشيخ محمد بن محمد علي بن عبدالوهاب نقلي مسؤلاً عن شؤون المعلمين لجميع المراحل بعد مشوار لسنوات في إدارات المدارس ومنها الزاهر المتوسطة وغيرها.
- خلال أواخر السبعينات وأول الثمانينات الهجرية
في العاصمة المقدسة، رجل وقور عُرف تلك الفترة بأمانته وحزمه في العمل التعليمي نجح في المهام التي أسندت له بكل جدارة، أخرها الإشراف التربوي، ومن سنوات أُحيل للتقاعد وترك سيرة طيبة عند كل من عرفه،، أذكر أنه فترة مسؤليته عن توزيع المعلمين على المدارس على اختلاف مراحلها فترة التسعينات الهجرية يراقب الله في هذه المهمة التي تُعد من أصعب مهام العمل في ادارات التعليم لأن رغبات المعلمين في المكان والمدرسة تختلف من معلم لأخر، لذلك واجه رحمه الله الكثير من الضغوط والشفاعات من المجتمع المكي إلا أنه لم يلتفت لكل هذا وكان يطبق نظام الأقدمية وحاجة المدرسة والتخصص مهما كانت الظروف حتى أنه حدثني شخصياً قبل سنوات أنه لم يجد أي احراج في توجيه قريب لمدير التعليم تلك الفترة للمكان والمدرسة حسب النظام دون أدنى مُجاملة، الأمر الذي سهل عليه مهمة تطبيق العدل والمساواة رغم ما يواجه من أقاربه وأصدقائه من عتاب ولوم، ويقول أن لكل معلم ظروف لكن مصلحة العمل الأولى، لازلت أذكر مبادرته من سنوات في المناسبات خاصة في الأعياد يسبقني بالاتصال ويضعني في احراج لأن له واجب الاتصال وكنت أنوي زيارته في بيته إلا أنني لم أفعل تقديرًا لظروفه الصحية.
رحل أمس الجمعة( 8 شعبان 1446هـ ) الأستاذ النقلي تاركًا خلفه سيرة طيبة وآلاف الطلاب خلال مشواره العملي وهم اليوم في مختلف الجهات والوظائف في مناطق المملكة يذكرونه بكل خير ، العزاء لأسرته وأبنائه جمال وفيصل واستقبل ثرى المعلا اليوم السبت أحد رموز التعليم والتربية في بلادنا، بعد أن أدى مهمة من أصعب المهمات بكل صدق وأمانة.
تغمده الله برحمته ورضوانه..
* خالد الحسيني
* ٩ شعبان ١٤٤٦هـ