«قبلة الدنيا».. في المشهد المكي
«قبلة الدنيا»، في الفضاء الإلكترونيِّ، وعبر الشَّبكة العنكبوتيَّة، صرحٌ رقميٌّ احتفلتْ قبل أيَّام بمرور ٢٢ عامًا على التَّأسيس، ومنذُ تأسيسها عام ١٤٢٣ هجريَّة، وخلال مسيرتها، أصبحت موسوعةً شاملةً، ولها الدورُ الكبيرُ الثقافيُّ والاجتماعيُّ والعلميُّ في المشهد المكيِّ، في ظلِّ السِّياق الحضاريِّ والفكريِّ لمهبط الوحي، ومنبع الرِّسالات السماويَّة، مطرَّزة بعبق مكَّة؛ ممَّا عكس الحياة المكيَّة، والشَّأن المكيَّ بكلِّ ما يخصُّه، وكان طرحُها برؤية الوطن، حتَّى أصبحت منبر إشعاع، إضافةً للمحتوى المتَّزن، ووصلت لمرحلة التميُّز، وعند الكتابة عن قبلة الدنيا، أتذكَّر المهذَّب «حسن مكَّاوي»، الذي أسَّس وأشرف -مع فريق عمله- على الموقع، وليس بغريبٍ على ابن من أبناء مكَّة هذا الجُهد، فبيوت مكَّة المكرَّمة العريقة توارث فيها الأبناءُ والأحفادُ العلمَ كابرًا عن كابرٍ، وتميَّزت تلك البيوتُ بأهميَّتها التاريخيَّة والثقافيَّة والاجتماعيَّة؛ لأنَّها تحمل صدى السِّنين، وروائع الذِّكريات، وبهيج الأشجان، والنَّماذج المُضيئة، التي خرجت من بيوت مكَّة العريقة العلميَّة. و»قبلة الدنيا» تهدفُ الاستثمار في أنْ تكون المرجع الأوَّل لثروة مكَّة، المتمثِّلة في تراثها وتاريخها وثقافتها، وحقَّق الموقعُ رؤيته، بأنْ يكون موسوعةً إلكترونيَّةً شاملةً في ظلِّ السِّياق المكيِّ، وفي جميع جوانبها، والحقيقة أنَّه الواجهةُ لأهل مكَّة المكرَّمة بما يختزنه من معلوماتٍ متنوِّعةٍ في صورةٍ متناغمةٍ، تروي ظمأ الباحثين والمهتمِّين، وهنا يأتي من التزام الموقع بالحياديَّة والمسؤوليَّة بمراحل تطويره المستمرَّة، ولقد كان لموقع «قبلة الدنيا» حضورُه اللَّافت، للكثير من معارض الكتاب الخليجيَّة والمحليَّة، وذلك بحثًا عن كلِّ ما يخصُّ مدينة مكَّة المكرَّمة وتراثها، من أجل إثراء الموقع بالمزيد من المعلومات النَّادرة والمميَّزة. والنقطة ذات الأهميَّة، والجديرة بالطَّرح (متجر قبلة الدنيا)، الذي يُعدُّ أوَّل متجر متخصِّص في التُّراث المكيِّ، من صورٍ وتراثٍ وكتبٍ مكيَّةٍ، والتي تحفظ لمكَّة عبق تراثها وذكراها العطرة في قلب كلِّ مَن تشرَّف بزيارتها.
نقلا عن صحيفة المدينة 6 يناير 2024