الراقوبة

حارة ملتفة على سفح جبل لعل ويحدها من الناحية الغربية القرارة وجبل لعلع ، وتتصل بالمسجد الحرام من الناحية الجنوبية ، ومن الناحية الشرقية تلتصق بالمدعى والجو درية ، وأما من الناحية الجنوبية فتحدها الحلقة القديمة بالنقا وتمتد إلى الفلق صعودًا.

ولعل تسميتها بهذا الاسم لاعتبارها منطقة مراقبة ، أو كان فيها من يراقب الأسواق لوقوعها بالقرب من منطقة الأسواق الشعبية بجوار المسجد الحرام قديما.

وتتبع حارة الراقوبة الى القرارة من الناحية الجنوبية الغربية ، وللفلق من الناحية الشمالية الغربية ، ولمنطقة النقا من الناحية الجنوبية .

كانت حارة الراقوبة شريانا مهما عبر الطريق الموصل من والى المسجد الحرام ، فقد تفرع منها طرق يؤدي إلى المدعى ، والجودرية ، والحلقة القديمة ، وشهدت حركة تجارية وخاصة في المواسم التي تعج بزوار البيت العتيق ، وكانت مزدحمة دائما بالسيارات لضيق شارعها .

وقد سكن هذا الحي في الزمن القديم الكثير من الأسر المكية كبيت حبيب الله ، و قطب ، و البغدادي ، والرواس ،والفادن ، و شيخ عمر ، كما سكن في سفح الجبل من جهة المسجد الحرام الشيخ المقرئ محمد غفوري رحمه الله تعالى ، وسكن في الحي الشيخ يحي حابس عمدة حي النقا وشيخ الخضرية .

وقد شهدت منطقة الرقوبة إنشاء الفنادق الشاهقة في أطرافها وكان تحتها الأماكن التجارية لتجار الجملة باعة الخردوات ،كمحلات باقيس ، وكان يتمركز شيخ السبحية الزهراني بهذه المنطقة ، ومحلات البغدادي تاجر الحرير والأصباغ ، وشيخ عمر تاجر القماش ، وعمر باعطية تاجر المواد الغذائية بالجملة ، كما تمركز في الراقوبة عمدة النقا حسن الزهراني .

أزيلت هذه الحارة بالكامل ولم يبقى منها شيء وأزيل جبل لعل أيضا وأدخلت ضمن توسعة المسجد الحرام ومحي هذا الحي من الخارطة المكية ولم يبقى منها سوى ذكرى يتذكرها كل من ذكرها أو ذُكرت في ثنايا ذكرياتنا عن الحارات المكية.

المصدر : منتديات قبلة الدنيا ..مكة المكرمة .