مقراة الفاتحة

يقع الموقع في اول المدعى للخارج من المسجد الحرام من جهة المسعى وقادما الى الجودرية و بعد زقاق ملائكة وسمي المكان بمقراة الفاتحة لان الجنائز الخارجة من المسجد الحرام باتجاهها الى مقبرة المعلاة اذا وصلت هذا المكان يقرأ حاملوها ومشيعوها ومن كان في هذا المكان الفاتحة واهداء ثوابها للميت حيث ينادي احد المشييعين للجنازة اذا وصلت الى هذا المكان بصوت مسموع ( الفاتحة ) . ويقال ايضاً أن سبب إختيار هذا المكان ، كمكان لقراءة الفاتحة ،وتخصيصه بذلك ، هو أن هذا المكان   كان آخر عهد الميت بالبيت ، حيث يبدأ المكان في الإنحدار بإتجاه المعلاة ، فيعد هذا المكان بمثابة (مكان الوداع ) من الميت للحرم .

ويذكر الدكتور هشام عجيمي ان سبب التسمية انه  وعلى مدى اكثر من الف عام تعاهد ولاة وحكام مكة المكرمة بردم طلعة المروة بالصخور اقتداء بسيدنا عمر لأنها مضرب سيل ، لتخفيف الصعود وخاصة حال حمل جنازة، فيستريح المشيعون للجنازة في المدعى بعد الطلعة المُتْعِبَة ويقرأون الفاتحة للميت فسمي المكان مقراة الفاتحة .


وكان في هذا المكان يسار الخارج من الحرم مسجد صغير تقريبا متر ونصف في خمسة متر يسمى مسجد مقراة الفاتحة يصلي في هذا المسجد بائعي السوق ومن فاتته صلاة الجماعة وكان المسجد مفروش بفرش رث ولم يكن مهتم به من قبل المسئولين وقد حول هذا المسجد من قبل الاوقاف الى دكاكين وأُجر قبل هدمه بسنوات .

وكان في منطقة مقراة الفاتحة على يسار الخارج من الحرم زقاق ملائكة (زقاق الطبري) وعلى مخرجه دوارالعم احمد مجلد والذي كان يبيع بيض الكوكو بعد صلاة الظهر وبعده مداخل شارع الامير عبدالله الفيصل

وفي اليسار كان بياعي المكسرات والنقل وكان في الركن من له بسطة صغيرة على رف واضعا صندوق زجاجي في داخله قِدر موصل بالكهرباء لعمل الفشار وكان يتجمع الناس لمشاهدته لانه لم يكن مألوف لديهم ، ثم مدخل زقاق السبعة ملفات والذي ينفذ الى شارع الراقوبة ، ومركاز العمدة عبدالله ابو الريش حيث كان يجلس في واجهة السوق وبجواره بسطة القفاص لبيع الموز البلدي ، وكان بجوار مركاز العمدة من يقومون بتوزيع الخبز على الخارجين من المسجد الحرام بعد صلاة الظهر والعشاء، وخلف مركاز العمدة بياعين الحقائب الجلدية الكبيرة من اخواننا البخارية ،وامام مركاز العمدة بائع العطورات الشرقية والبخور والمنبعث من دكانه روائح عطرية تملأ المكان .

وقد كان هذا المكان في السابق متميز بحركته التجارية على مدار العام يصل لذروة نشاطة في موسم رمضان والحج وكانت ايجارات تلك الدكاكين مرتفعة لموقعها وقربها من المسجد الحرام وقد ازيل الموقع والمواقع المحيطة به لصالح توسعة المسجد الحرام واصبح ذكرى طيبة لمن ادرك وجود هذا المكان .

بقلم الاستاذ منصور النقيب ( بتصرف )