أبواب المسجد الحرام قبل التوسعة السعودية / الجانب الشمالي

 

 

رابعًا: بيان ما يقع من الأبواب في الجانب الشمالي من المسجد الحرام من الغرب إلى الشرق

19. باب السدة
سماه بذلك ابن جبير في رحلته وكذلك الفاسي, وقال ابن ظهيرة: سمي بذلك لكونه سد ثم فتح.

أنشأه الخليفة المهدي في عمارته سنة 160هـ, وجدده السلطان سليم خان عام 984هـ, وهو باب خشبي بمنفذ واحد ذو مصراعين ويعلو أرض الرواق بإحدى عشرة درجة.

عرفه الأزرقي (بباب عمرو بن العاص) رضي الله عنه. وكان يسمى (بباب العتيق) حسب ما ذكر في (الأرج المسكي) وسبب التسمية أن الباب كان قريبا من دار ابن عتيق وكان ابن عتيق من الأعيان.
ومكتوب على الباب (لا إله إلا الله محمد رسول الله).


20. باب مدرسة الزمامية
وهو تابع لمدرسة الزمامية بمنفذ واحد ويعلو أرض الرواق بتسع درجات وينفذ على الجارة الموصلة إلى قاعة الشفاء, ولا توجد كتابات على الباب.


21. باب الباسطية 

سمي بذلك نسبة عبد الباسط ناظر الجيش في عهد الملك الأشرف برسباي حيث أنه بنى بجواره مدرسة للفقراء وكانت موجودة حتى قبل التوسعة السعودية, أحدثه الخليفة المهدي في عمارته سنة 160هـ, وجدده السلطان سليم خان عام 984هـ, وهو ذو منفذ واحد بمصراعين, ويرتفع عن أرض الرواق بتسع درجات.

وكتب على الباب بخط الثلث الواضح نقرًا على الحجر:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ 

وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا .

ومن أسماء الباب ايضا (باب العجلة) وقال ابن ظهيرة في سبب التسمية لكونه كان عند دار كانت تسمى قديما دار العجلة, وذكر الأزرقي: أن تلك الدار كانت لعبد الله بن الزبير وكانت تبنى بالليل والنهار حتى فرغ منها, وقال بعض المكيين: إنما سميت بالعجلة لأن ابن الزبير كان ينقل حجارتها على عجلة اتخذها على البُخت والبقر.


22. باب القطبي

ويقع في جانب رحبة باب الزيادة من الجهة الغربية, وسمي بالقطبي نسبة إلى عبد الكريم القطبي,(حسب ما قاله الكردي).

أما ما ذكره المؤرخ حسين باسلامة فإن الباب عرف في عهده بهذا الإسم لكون الباب بجوار مدرسة قطب الدين الحنفي وسمي قديمًا (بباب زيادة دار الندوة), لم يتم تجديد بناء هذا الباب في عمارة الحرم عام 984 هـ حيث لا زال على عمارته التي أنشئت في عهد الخليفة المعتضد بالله العباسي سنة 281 هـ, وهو الباب الأثري الذي باقيا على بنائه القديم نحو 1100 سنة وهو لا يزال في العصر الحاضر (أيام المؤرخ) قوي البناء لا فرق بينه في المتانة وبين سائر أبواب المسجد الحرام, والباب له منفذ واحد لم يكتب عليه شيء, ويرتف عن أرضية رواق الزيادة بثلاثة عشرة درجة.


23. باب الزيادة (باب سويقة)

وهو مشهور في عصرنا الحالي بهذا الاسم, أنشئ في عهد الخليفة (المعتضد العباسي) في عام 281هـ وكان يسمى قديما بباب سويقة, قال الأزرقي : هو باب دار بني شيبة بن عثمان يسلك منه إلى سويقة, وهو ذو ثلاثة منافذ, قال قطب الدين في (الأعلام): قد كان هذا الباب قديما ذو بطاقين إلى أن أمر المرحوم الأمير قاسم بك ببناء المدرسة السليمانية ففتح طاقا ثالثا ثم هدمت الطاقات الثلاثة عند بناء المسجد الحرام وأعيدت  كما كانت وعدد شرفاته اثنتان وعشرون شرفة.

وله ثلاثة أبواب خشبية للثلاثة المنافذ وكل باب على مصراعين وللباب الأوسط خوخة لأجل الدخول منها ليلا وهو يعلو عن أرض رواق زيادة دار الندوة بثلاث عشرة درجة, وكتب على المنفذ الأول الذي هو على يمين الداخل للحرم :
 وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ
وكتب على المنفذ الثاني الذي هو الأوسط :
 لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا 

وكتب على المنفذ الثالث :
 وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا  و  وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا.


24. باب المحكمة

أسس هذا الباب الأمير (قاسم بك) ممرا للمدرستين اللتين هما من المدارس الأربعة التي أمر بإنشائها السلطان (سليمان بن سليم خان), وهو ذو منفذ واحد مسامت لأرض رواق المسجد الحرام ولم يكن له درج, وله باب خشبي ولم توجد أي كتابة عليه, وسبب اشتهاره بهذا الاسم هو لكونه قد خصصت إحدى المدرستين مركزا للمحكمة الشرعية الكبرى منذ زمن بعيد, وهذا الباب نافذ من الحرم إلى سويقة.

25. باب السليمانية

هذا الباب أيضا نافذ من المسجد الحرام إلى سويقة, وقد عمل هذا الباب الأمير (قاسم بك) ممرا للمدرستين الأخيرتين من المدارس الأربعة, وممرا أيضا لرباط السليمانية نسبة للسلطان (سليمان خان) منشئ المدارس الأربعة والرباط المذكور, وهو ذو منفذ واحد مسامت لأرض رواق المسجد الحرام وله باب خشبي وليس له درج ولا توجد كتابة على هذا الباب أيضا.

26. باب الدريبة

معروف بهذا الاسم منذ القدم ولم يوقف على سبب تسميته, وهو واقع في ركن المسجد الحرام بالقرب من باب السلام وهو معدود من أبوا الحرم الشمالية, وقد جدد بناءه الأمير (قاسم بك) عند بناء المدارس الأربعة, وهو منخفض عن أرض رواق المسجد الحرام بدرجة واحدة وهو منفذ واحد وله باب خشبي, ولم يكتب شيء على الباب, وهو منفذ أيضا إلى شارع سويقة.

المراجع:
1- تاريخ عمارة المسجد الحرام, حسين عبد الله باسلامة.
2- تحصيل المرام في أخبار البيت الحرام والمشاعر العظام ومكة والحرم وولاتها الفخام, محمد بن أحمد الصباغ.
3- إفادة الأنام بذكر أخبار بلد الله الحرام مع تعليقه المسمى بإتمام الكلام, عبد الله الغازي المكي.
4- التاريخ القويم لمكة وبيت الله الكريم, محمد طاهر الكردي.

 

 

 


إعداد: بدر أحمد بدرة | معالجة الصور : حسن مكاوي | نشر بتاريخ 1436/3/26هـ