أبواب المسجد الحرام قبل التوسعة السعودية / الجانب الشرقي

كان المسجد الحرام على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم فناءً ليس عليه جدران محيطة به إنما كانت الدور محدقة به من كل جانب، غير أن بين الدور أبواباً يدخل منها الناس من كل نواحيه, وفي زمن سيدنا عمر رضي الله عنه ضاق على الناس المسجد فاشترى عمر بن الخطاب tرضي الله عنه دوراً فهدمها ثم أحاط عليه جداراً قصيراً، ثم كثر الناس في زمن سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه فوسع المسجد واشترى دورًا فهدمها ووسع المسجد وبنى الأروقة وكان سيدنا عثمان أول من اتخذ الأروقة, ثم زاد ابن الزبير في إتقانه لا في سعته وجعل فيه عمدًا من الرخام وزاد في أبوابه وحسنها, فلما كان عبد الملك بن مروان زاد في ارتفاع حائط المسجد, ثم في زيادة المهدي العباسي أدخلت دورٌ كثيرة في التوسعة وهي أكبر توسعة عملت حينها حتى بداية التوسعة السعودية مرورا بما مرّ به المسجد الحرام من تعمير وتجديد خلال العهود المملوكية والعثمانية.

وحيث عُملت الأروقة كان لا بد من وجود أبواب تنفذ إلى المسجد, وسنقوم باستعراض هذه الأبواب وتأريخها حتى عام 1375هـ حيث بدأت التوسعة السعودية الأولى والتي عملت تغييرا جذريا للمسجد الحرام, على أجزاء متعددة يشمل كل جزء منها على جهة من الجهات الأربعة للحرم.

وفيما يلي أسماء ابواب المسجد الحرام الستة والعشرون مع الرسومات لمسطح المسجد الحرام خلال القرن الماضي والتي تظهر مواقع هذه الأبواب:

 

باب السلام , باب مدرسة قايتباي , باب النبي ,  باب العباس , باب علي  , باب بازان (النعوش) , باب البغلة باب الصفا  , باب أجياد الصغير  , باب أجياد (أجياد الكبير) (الرحمة) (المجاهدية)  , باب التكية (مدرسة الشريف عجلان) (بني تيم) , باب أم هاني , باب الوداع (الحزورة) , باب إبراهيم , باب الخوذي , باب مدرسة الشريف غالب , باب مدرسة الداوُدية  , باب العمرة , باب السدة (العتيق) (عمرو بن العاص) , باب مدرسة الزمامية , باب الباسطية (العجلة) , باب القطبي , باب الزيادة (باب سويقة) , باب المحكمة ,  باب السليمانية  , باب الدريبة .

أولًا: بيان ما يقع من الأبواب في الجانب الشرقي من المسجد الحرام من الشمال إلى الجنوب:-


1- باب السلام:

عُمّر هذا الباب في خلافة المهدي عندما قام بتوسعة الحرم حيث كانت مكانه دُور أهل مكة, عُرف قديما (بباب بني شيبة الكبير) و(بباب بني عبد شمس) كما قال ابن فهد القرشي, وشكل الباب بثلاث طاقات وأسطوانتين , ولا يُعلم لماذا سمي بالسلام, لأن باب بني شيبة ذو العقد في صحن المطاف هو باب السلام قديما.

 

جدده السلطان سليمان خان عام 980 هـ ولا زال على عمارته حتى عصر التوسعة السعودية الأولى حيث أزيل ولم يجدد خلال هذه الفترة لإحكام بنائه, وليس له درج عند مدخله من جهة شارع المسعى, وتم فرشه بالرخام في منافذه الثلاثة عام 1226هـ في عهد الشريف محمد بن عون وشيخ الحرم حسيب باشا بأمر السلطان عبد المجيد خان العثماني.

 

2- باب مدرسة قايتباي:
ومن أسماءه (باب القوارير), يقع بين بابي السلام والنبي, تم عمله عندما أنشأ السلطان قايتباي مدرسته, وهو نافذ من المسجد الحرام إلى شارع المسعى, وكُتب على الباب من الجهة المطلة على المسعى بخط منقور على الحجر (لمولانا السلطان الملك الأشرف أبو النصر قايتباي).


3- باب النبي:
سمي بذلك لأن في موضعه كان النبي  يخرج منه إلى المسجد الحرام ويدخل فيه منزله بزقاق العطارين (دار السيدة خديجة أم المؤمنين) رضي الله عنها, وهذا الباب أحدثه الخليفة المهدي العباسي في عمارته عام 168هـ, حيث كانت بيوت أهل مكة في هذا الموضع, وجدده الملك الأشرف برسباي و(قيل في عهد الملك الأشرف قايتباي) وكانت هذه آخر عمارة له حيث لم يجدد في العمارة العثمانية لقوة بنائه وإنما جددت شرفاته الأربع وعشرون , وشكله طاقان ويرتفع عن أرض رواق الحرم بثمان درجات, وفي عام 1314هـ جرت عمارة عمومية في المسجد وكتب على الباب اسم السلطان عبد الحميد الثاني بن السلطان عبد المجيد خان.


ومن أسماء هذا الباب أيضًا (باب الجنائز) سمي بذلك لأن الجنائز كانت تخرج منه في ذلك الوقت, وله اسم (باب القفص) لأن الصاغة كانوا يعيشون بقربه ويضعون الحل في أقفاص قرب الباب, ومن تسمياته (باب النساء) و(باب الحريرين) لأن باعة الحرير كانوا بجواره.


4- باب العباس:


وسبب تسمية هذا الباب أن دار سيدنا العباس بن عبد المطلب كانت تقابل جهته عند المسعى حيث ميل حد الهرولة, أحدثه أمير المؤمنين محمد المهدي فترة عمارته وله ثلاثة منافذ لكل منفذ باب خشبي ذو مصراعين, تم تجديد عمارته في عهد السلطان سليم بن سليمان خان عام 984هـ, وفيه العلم الأخضر.

 

 


سُمي أيضا (بباب الجنائز) لأن الجنائز كانت تصلى عنده كما ذكر القرشي, وقال التقي الفاسي لأنها تخرج منه.


5- باب علي:
أنشأه الخليفة المهدي العباسي في عمارته للمسجد الحرام سنة 164هـ, ويعرف بإسم (باب بني هاشم) و(باب البطحاء) كما ذكر الأزرقي, ويحتوي على ثلاثة طاقات (منافذ) لكل منها باب خشبي ذو مصراعين, تم تجديده عام 984هـ في عهد السلطان سليم خان, ويعلو الباب أرضية الرواق بعشر درجات.

 

وقد وجدت كتابة على أعلى هذا الباب من داخل الحرم تقول بالخط الثلث الدقيق (قد وقع هذا الإنشاء الشريف بإشارة السلطان الأعظم السلطان مراد خان بن السلطان سليم خان أيد الله ملكه سنة 988هـ, وكتب تحتها بخط الثلث البارز الكبير (الله. محمد. أبو بكر. عمر. عثمان. علي. رضوان الله عليهم أجمعين سنة 1299هـ).

 

إعداد: بدر أحمد بدرة , معالجة الصور : حسن مكاوي /  نشر في 1435/1/17هـ .

المراجع:

1- أخبار مكة وما جاء فيها من الآثار, الأزرقي.


2- تاريخ عمارة المسجد الحرام, حسين عبد الله باسلامة.

3- باب السلام في المسجد الحرام, د. عبد الوهاب أبو سليمان.

4- تاريخ عمارة المسجد الحرام, حسين عبد الله باسلامة.

5- تحصيل المرام في أخبار البيت الحرام والمشاعر العظام ومكة والحرم وولاتها الفخام, محمد بن أحمد الصباغ.

6- إفادة الأنام بذكر أخبار بلد الله الحرام مع تعليقه المسمى بإتمام الكلام, عبد الله الغازي المكي.

7- التاريخ القويم لمكة وبيت الله الكريم, محمد طاهر الكردي.