أنابيب معدنية لتثبيت صخور الهدا ومطبات لتخفيف السرعة في الأماكن الخطرة

يدشن صاحب السمو الملكي الامير خالد الفيصل بن عبدالعزيز امير منطقة مكة المكرمة ظهر غد السبت أول عقبة مزدوجة

يدشن صاحب السمو الملكي الامير خالد الفيصل بن عبدالعزيز امير منطقة مكة المكرمة ظهر غد السبت أول عقبة مزدوجة الطريق على مستوى المملكة ممثلة في عقبة الهدا التي تربط الطائف بمكة المكرمة.
“المدينة” قامت امس بجولة على امتداد الطريق من قمته وحتى نهاية الكر حيث تقوم الشركة المنفذة بوضع اللمسات الاخيرة تمهيدا لافتتاحه غدا وقد تم الانتهاء من كامل الانارة من خلال تركيب 400 عامود وتمت تجربة الانارة لكامل الطريق الذي نفذ على أحدث المستويات بإيجاد ما يقارب 15 الف حاجز خرساني على الجانبين وفي الوسط طول كل منها 2.5 متر وبمعدل 5000 وحدة في كل جانب ومثلها في الوسط كما تم إنشاء عبارات لتصريف السيول المنحدرة من الجبال وكبارٍ في مواقع مختارة ، اضافة الى ايجاد مداخل تحت الطريق للدوران والعودة الى الطائف او الى مكة المكرمة.

اما الجبال التي كان يخشى من سقوطها فقد تم تثبيتها وفق احدث الطرق العالمية من خلال الحفر لمسافات طويلة داخل الجبال وادخال انابيب معدنية تثبت من الخارج بأقفال حديدية وخرسانية ،

كما تم وضع مطبات لتخفيف السرعة في المواقع التي تزداد خطورتها وبالذات المنحدرات الخطيرة .

وحددت ادارة المرور السرعة بحد اقصى 40 كم في الساعة، وفي المواقع الخطيرة 30 كم في الساعة مع وضع اشارات تحذيرية توضح الاماكن الخطرة، فضلا عن تسيير دوريات رسمية وسرية على الطريق على مدار الساعة من اجل ضبط المتهورين، كما سيتم قريبا رصد المتهورين والمخالفين عبر كاميرات متطورة عالية الدقة.

الطريق زود أيضا بالطلاء الفسفوري وعيون القطط التي تعد من اهم وسائل السلامة التي تم توفيرها وسائل السلامة على جانبي الطريق.
طريق المشاة 430هـ

ويتصادف افتتاح ازدواجية طريق الهدا مع مرور 1000 عام على إنشاء الطريق الذي كان مخصصا للمشاة وفي منتصفه يتفرع طريق آخر للمواشي.

ووفقا للمؤرخين فقد انشئ طريق المشاة عام 430 من الهجرة اي قبل الف عام من الان حيث كان همزة الوصل بين مكة والطائف.

ويقول المؤرخ عيسى على القصير عن طريق الهدا إجمالا: ان الطائف ملتقى الطرق والمسالك البرية قديماً منذ فجر التاريخ، من اليمن ونجران، وجنوب الجزيرة العربية، مروراً بالطائف فمكة المكرمة ، وهي امتداد لطرق القوافل التجارية والحجاج من اليمن ، وعسير ، ونجد ، إلى الحجاز ، فهي معبر للحجاج والمعتمرين من نجد وشرق الجزيرة العربية وجنوبها ، وهي بوابة الحجاز كله قديماً وحديثاً وهي همزة وصل بين الطرق السريعة الداخلية حالياً.

طرق ومنافذ قديمة
وللطائف عدة مسالك وطرق ومنافذ قديماً ما بينها ومكة المكرمة ، وعلى سبيل المثال منها طرق كرا ، يعرج ، الثنية ، غرزة ، ضروب ، عفار ، اليمانية ، عقبة سلامة بالهدا ( 1 ) .

أما الطرق الرئيسية والمعروفة حالياً فهي : من الطائف ، السيل الصغير ، السيل الكبير ( قرن المنازل ) البهيتاء ، نخلة اليمانية ، الزيمة ، الشرائع ، فجعرانة إلى مكة المكرمة أو بالعكس.

أما الطريق الثاني فيبدأ من مكة المكرمة ، منى ، عرفة ، وادي نعمان ، شداد ، قرية الكر ، المعسل ، جبل كرا ، ميقات وادي محرم ، فالطائف أو بالعكس .

فقد سلك رسول الله صلى الله عليه وسلم بعضاً من هذه الطرق والمسالك حينما أتى إلى الطائف مرتين : الأولى في ليال ( بقين ) من شوال السنة العاشرة من النبوة ومعه زيد بن الحارثة مولاه، فأقام بها شهراً داعياً أهلها للإسلام ، والمرة الثانية : عندما فرغ من غزوة حنين فاتحاً الطائف ، فكان خط سيره في رحلته ، مكة ، حنين ، نخلة اليمانية، قرن المنازل (السيل الكبير) ثم على المليح ، ثم على بحرة الرغا ، ثم لية ، ثم على نخب ، ثم على الضيقة (اليسرى) ، ثم السدرة ، (الصادرة) ثم على حصن الطائف (أي سور الطائف لقبيلة ثقيف). كما سلك هذه الطرق والمسالك عدد من الرحالة العرب والأجانب ، لدى زيارتهم إلى مدينة الطائف خلال حقب وأزمنة وعقود ماضية .

و يشهد العام الهجري الجاري 1430 مرور ألف عام على إنشاء طريق للمشاة ما بين الطائف ومكة المكرمة ، عبر طريق الهدا ، جبل كرا (عقبة كرا).

وقال المؤرخ القصير في موضوع آخر ما نصه : (بالطائف عقبة وهي مسيرة يوم للطالع من مكة ، ونصف يوم للهابط إليها، عَمرَها حسين بن سلامة وهو عبد نوبي لأبي الحسن بن زياد صاحب اليمن في حدود سنة 430هـ فعمر هذه العقبة عمارة يمشي في عرضها ثلاثة جمال بأحمالها) .

ولعل هذه العقبة هي عقبة ( كرا ) وقد خربت هذه خلال القرون الماضية بسبب السيول والأمطار والإهمال قديما ، ثم جددت عمارتها سنة 1242هـ ، ودمرت بسبب السيول والإهمال.

وخلال السنوات الماضية قامت لجنة التنشيط السياحي بإعادة ترميم هذا الطريق مع إدارة التربية والتعليم بمساعدة الكشافة وإدارة الآثار بالتعليم بالطائف في صيف عام 1417هـ ، فد أصبح معلماً أثرياً يرتاده عدد من الزائرين والسواح ، أو مشاهدته عبر الركوب بالتلفريك بالهدا ، لمشاهدة هذا الطريق التاريخي ، ولا زال يذكر هذا الخط إلى الآن أمراً حقيقياً واقعاً ملموساً للعيان.

كرا : ومن قمة هذه السراة ومن وسط ( الهدا ) يتجه الطريق إلى جبل كرا ، الطود العملاق ليأخذ من قمته حافة الهدا الغربية في الانحدار ، وكرا ثنية بين مكة والطائف . وقال بن بلهيد : ( وكرا طريق يسلكه الماشي من الطائف إلى مكة أو بالعكس وهي عقبة باقية بهذا الاسم إلى الآن ( 4 ) .

عهد جديد
وخلال هذه العهد الزاهر من تاريخ الدولة السعودية مع بداية القرن الثالث عشر الهجري ، عهد جلالة الملك عبد العزيز آل سعود رحمه الله بداية عهد جديد في إعمار وتمهيد الطرق الرئيسية بين مدن المملكة ،

وكذلك من مشاريع اجتماعية ، وتجارية ، وثقافية ومن طرق ومسالك وطرق داخلية وخارجية ، وربطها بطرق ومواصلات حديثة وسريعة ابتدأ من عام 1346هـ ، وإلى الآن فقد تم تعبيد وصيانة وتمهيد طريق مكة الشرائع ، الزيمة ، اليمانية ، السيل الكبير فالطائف على عدة مراحل وسنوات متتابعة ، بداية من عام 1346هـ ، 48 ، 50 ، 52 ، 55 ، 56 ، 58 ، 66 ، 75 ، 85 ، 1395هـ( 5 ) ،

وذلك لسهولة انتقال المصطافين والزائرين إلى الطائف خلال أشهر فصل الصيف ، إضافة لنقل البضائع والمنتوجات الغذائية والركاب من جدة ومكة إلى الطائف ، لتنشيط الحركة التجارية بين هذه المدن ابتداء من عهد الملك عبد العزيز ، والملك سعود ، والملك فيصل ، والملك خالد ، والملك فهد رحمهم الله جميعاً إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين سمو الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود حفظهم الله.

و بداية فكرة مشروع إنشاء طريق يربط الطائف بالهدا فمكة بطريق سريع ، حينما قام الملك سعود بن عبد العزيز بزيارة لمنطقة الهدا أثناء اصطياف جلالته عام 1375هـ ، فقد اصدر أمره الكريم إلى وزارة المواصلات بتوسعة طريق الطائف الهدا عام 1377هـ / 1958م ، وإنشاء وتوسعة مشروع طريق الطائف / الهدا / مكة بطول 67 كيلاً .

وأثناء زيارة الملك سعود إلى الطائف في شهر ربيع الأول من عام 1378هـ وجه جلالته مؤسسة محمد بن لادن بتكملة وصيانة الطريق ، وتابع سمو ولي العهد آنذاك الأمير فيصل بن عبد العزيز يرحمه الله تنفيذ هذا المشروع الكبير واشراف على مراحل التنفيذ على أعلى المستويات العالمية للطرق ، حيث بدأت الاستعدادات للاحتفال بافتتاح طريق الطائف الهدا مكة الجديد ، وهو أول طريق من نوعه ليس في بلادنا فحسب بل في الشرق الأوسط في ذلك التاريخ

وهذا الطريق الذي يربط مكة بالطائف و بدأ العمل فيه مطلع عام 1378هـ ، يبلغ طوله 87كم موزعة كالتالي:21 كيلو مترا من مكة إلى عرفات ،23كيلو مترا من عرفات إلى الكر،23كيلو مترا من الكر إلى الهدا،20كيلو مترا من الهدا إلى الطائف.

ويشير القصير الى ان الطريق يعد معجزة تحققت في العصر السعودي وإنجاز عالمي في مجال الطرق حتى الآن والشريان الرئيسي لمدينة الطائف التي يربطها بمكة وجدة وتم افتتاحه يوم الأربعاء الموافق 3/2/1385هـ ، تحت رعاية الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود (رحمه الله) .
وخلال العقود الماضية افتتح الملك خالد بن عبد العزيز يرحمه الله التوسعة الجديدة الأولى لطريق الهدا الطائف المزدوج يوم 28/8/1398هـ مع الخط الدائري، وتم في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وضع حجر الأساس والتوسعة الجديدة الثانية لازدواج طريق الهدا / الكر يوم 27/6/1427هـ.