رافقت أعمال الهدم والإزالة لصالح المشاريع التطويرية التي تشهدها العاصمة المقدسة كتل غبارعالقة بالأجواء المحيطة بتلك المواقع، وفي المقابل أدى إهمال بعض المقاولين والعاملين على تنفيذ هذه الأعمال رش كميات من الماء على الأتربة وأكوام الدمار إلى تفاقم أمراض الصدر والربو والحساسية.

وفي حين أزيلت أحياء كاملة نتيجة لهذا الهدد، الأتربة وذرات الغبار كست وغزت العديد من شوارع العاصمة المقدسة وأحيائها القريبة من هذه المشاريع التطويرية، مما انعكس سلبا على صحة المواطنين والمقيمين والزوارالذين يعاني بعضهم من حساسية الصدر والعيون.
عبدالله الغامدي يقول إن لغيمة الغبار المنتشرة في أرجاء مكة تأثيرا على الذين يعانون اعتلالات صحية في الصدر أو العيون، ما يسبب لهم كثيرا من المعاناة، الأمر الذي يدفعهم إلى مراجعة الطبيب الذي يرجعها إلى التهابات نتيجة التعرض للغبار.

من جهته يشير اختصاصي الصدرية الدكتور عمرو مصطفى إلى أن ذرات الغبار تختلف من ناحية الحجم، فمنها الكبير والصغير الذي ينفذ من خلال التنفس إلى الشعب الهوائية، ويؤثرعليها بشكل مباشر، مما يسبب الحساسية والربو أو ضيق النفس، والتهاب الشعب الهوائية، مبينا أن الأطفال أكثر المتضررين.

ويقول اختصاصي العيون الدكتور حسن سيد إن التعرض للأتربة الناعمة يصيب بعض الناس بحساسية العين، وهي أكثر أمراض العيون انتشارا، وتصيب عادة ملتحمة العين والجفون، مشيرا إلى أن الأعراض تتفاوت في شدتها على حسب الحالة، وقد تكون خفيفة ويصاحبها احمرار ودموع بالعين، والشعور بحكة وألم، وهي لا تشكل خطرا، ونادرا ما تحدث حساسية في قرنية العين، وهي حساسية لها مضاعفات على سلامة البصر.

بدوره، أوضح مدير إدارة الإعلام والنشر بأمانة العاصمة المقدسة أسامة زيتوني، أن الأمانة تحرص على إلزام المقاولين المسؤولين عن تنفيذ المشاريع برش الماء على أكوام التراب، وذلك للحد قدر المستطاع من انتشار الغبار وتطايره في الهواء، وعن تطبيق هذا الإجراء مع المقاول، أشار إلى أن هناك رقابة صارمة وحثيثة من قبل البلديات الفرعية من أجل الالتزام بالاشتراطات المحددة.