أ.د معراج مرزا أنموذجاً

"التاريخ المكي بين أصالة تدوين الأئمة المتقدمين ..
وبراعة حفظه ونقله بأجمل تقنية وتصوير المعاصرين"
أ.د معراج مرزا أنموذجاً

عندما نقلب صفحات تاريخ مكة المكرمة ومسجدها الحرام ومعالمها ومواضعها شرفها الله نجد الإمام الأزرقي وتؤامه الإمام الفاكهي لهما في تدوين تاريخها المقام الأسمى والقدح المعلى فلهما الفضل والسبق على كل من جاء بعدهما.

ثم ننتقل عدة قرون فنقدُم على شيخ مكة ومسندها ومؤرخها وبلدانيها وفقيهها الإمام الحافظ تقي الدين الفاسي أعجوبة التصنيف والتحقيق في كل ما يتعلق بتاريخها والذي يذكرنا بشيخ التاربخ في طيبة الطيبة وأعجوبة تدوين تاريخها الإمام نور الدين الدين السمهودي واللطيف أنه ليس بينهما سوى ١١ عاماً غير أنهما كانت يكتبان بمنهج متقارب وكأنهما من مدرسة واحدة.

ثم تعاقب علماء مكة كسلسلة اسناد من قرن إلى قرن في مظاهر جمال تستحق الوقوف عندها والتأمل فيها ومن ذلك ظهور أسر علمية كان لها كبير الأثر وخرج منها قامات في تدوين التاريخ المكي كأسرة آل فهد وآل ظهيرة والطبريين وغيرهم ممن جاء بعدهم من اسماء علماء كبار كالسنجاري والعصامي وابن الصباغ والحضراوي والدهلوي ثم مسند مكة ومؤرخها الشيخ عبدالله الغازي صاحب العمل الموسوعي بدرته التاريخية إفادة الأنام … والعلامة محمد طاهر الكردي صاحب التاريخ القويم وغيرهم الكثير الطيب.

وفي هذا الزمن ومع النهضة العلمية التي نعيشها ابت بطاح مكة ومعالمها إلا وتخرج منها مكنزة تاريخيّة وشخصية فذة علمية بنكهة تجديدية لتوثيق تاريخ مكة اعتماداً على العمل الميداني وتطبيقه على ما جاء في المصادر الأصيلة وأهم الخرائط القديمة والحديثة ونوادر الصور بمنهج البحث العلمي المعتبر ..

فكان المؤرخ الجغرافي ومكنزة تاريخ معالم مكة البلداني د. معراج مرزا، تلكم الشخصية الفريدة التي استطاعات وبكل كفاءة واقتدار أن تحفر اسمها في ديوان تاريخ مكة العريق بمُكنة العالم الضليع وآداب القدوة الخليق فهو بحق أحد اساتذة الجيل السائرين على طريقة من تقدم من مؤرخي مكة بنهج معاصر رفيع تقني، وتوثيق متين علمي فحرص على جمع نوادر الصور والتقارير والخرائط والمصادر المهمة في تاريخ مكة ورحلاتها من جميع مراكز البحث والمكتبات وماله علاقة بها في الداخل والخارج وترجمة ما تحتاجه المكتبة التاريخية المكية فجزاه الله خير الجزاء.
معراج مرز مؤرخ ورمز علمي يكتب اسمه بمداد من الفخر والاعتزاز على ما قدم وما زال يقدم ..

ولقد شرفت بمعية أخي وتؤام روحي مهندس القلوب أنس صيرفي بتواصل علمي معه ورحلة سفر جميلة في المعرفة مع هذا الرمز الذي يتدفق علماً وبحثاً وتحقيقاً متجدداً ناهيك عن خزانته العلمية الثرية فيما تحويه مكتبته العامرة فضلاً عن محصوله العلمي الكبير وما يمتلكه من معارف علمية واسعة وعقل رحب وقوة ودقة في البحث والتصنيف والتحقيق.

وهو وفقه الله لم يكتفي بما تقدم وحسب بل ترك لنا جملة من ثمار غرسه ونتاج عمله وعطاءه ومن ذلك عدد من الكتب التي من تأليفه أو شارك فيها أو ترجمها ونقلها للعربية والتي من أهمها ودرتها:
"الأطلس المصور لمكة المكرمة والمشاعر المقدسة الرقمي".
ذلك العمل النفيس غاية النفاسة بما احتواه من نوادر الرسومات والصور والسرد التاريخي بعبارة سهلة جامعة مانعة.
وقد تشرف معالي د. بكري عساس مدير جامعة أم القرى الأسبق بتقديم نسخة منه لخادم الحرمين الموسوعي التقافة والتاريخ الملك سلمان بن عبدالعزيز في ١١ محرم من عام ١٤٣٨ من هجرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه واله وسلم.
وكذلك تحفته الفريدة التي بعنوان ( مكة من السماء ).
الذي جمع صوراً فضائية وجوية لمعالم من مكة مختارة في أزمنة مختلفة.
وكذلك ( أطلس تاريخ مكة ).
و(دراسات في جغرافية مكة المكرمة ).
و(أطلس فضائي لتحديد وتتبع معالم وأحداث السيرة النبوية الشريفة).
(أطلس للمواقع التاريخية والأثرية بمكة المكرمة والمشاعر المقدسة).
و(مكة المكرمة في شذرات الذهب للغزاوي).
و(الحج إلى مكة المكرمة : تجربة الحج الهندي في الفترة من 1500-1800م). من نقله وترجمته.
و(مكة المكرمة في عيون رحالة نصارى).

وغير ذلك من الكثير الطيب النافع من مؤلفات مؤرخ الوطن وجغرافيه المبرز اليافع
 د. معراج مرزا …
الذي يستحق منا كل الشكر والتقدير والثناء
 وخير ذلك هو صادق الدعاء .


د.الشريف عصام الهجاري