من أعلام بلادي - عبدالله بن حميد

الملتقى العلمي الأول الذي تنظمه رئاسة الشؤون الدينية، يوم ٢٣ جمادي الآخرة في رحاب مكة المكرمة، بعنوان “مآثر سماحة الشيخ عبدالله بن محمد بن حميد رئيس المجلس الأعلى للقضاء -رحمه الله-” برعاية مستشار خادم الحرمين الشريفين سمو أمير منطقة مكة المكرمة؛ وبحضور نائب أمير منطقة مكة المكرمة الأمير سعود بن مشعل، مناسبة أعتبرها من أهم المناسبات واللقاءات التي نفدتها الشؤون الدينية منذ بدايتها.

عرفت سماحة الشيخ عبدالله بن حميد رئيساً للإشراف الديني في منتصف الثمانينات الهجرية، كان والدي رحمه الله إلى جانب عمله في إدارة البرق واللاسلكي، اُختير مشرفاً على تشغيل وصيانة أجهزة مكبرات الصوت في المسجد الحرام لمدة 15عاماً، وكُنت أُرافقه بعض الأوقات خلال زيارته للشيخ عبدالله، وكان مقر عمله ملاصقاً للحرم من جهة الغزة.

وبعد سنوات في 1400هـ تواصلت معه في أحداث الحرم ونشرت أحاديثه في البلاد، ثم استمرت زيارتي للشيخ إذ كان من أبرز مصادري الصحفية، وكان الشيخ عبدالله يستقبل زواره في بيته في حي الششة بمكة المكرمة، وهو رجل متواضع يتحدث مع الجميع ويسأل عنهم وكُنت أتواصل معه بالزيارة الدائمة وأذكر أنه تحدث لي عن قضية شهيرة في مكة المكرمة نشرتها في صحيفة “الندوة”.

أُدخل الشيخ أواخر أيامه إلى مستشفى الهدا وزرته هناك ووجدته رحمه الله يسألني عن بعض من أعرف ويطمئن عليهم.

توفي ابن حميد في يوم الأربعاء 20 القعدة 1402هـ، الساعة الثالثة بعد الظهر في مستشفى الهدا، وصلي عليه في المسجد الحرام عصر الخميس ودفن في مقابر العدل، وقد تعرفت على أبنائه معالي المستشار في الديوان الملكي الدكتور الشيخ صالح والدكتور أحمد، وهما نعم الخلف لوالدهم.

رحم الله الشيخ عبدالله ووالدينا، والشكر لمعالي رئيس الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي، الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس وفريق العمل للملتقى، وننتظر ملتقيات توثق سيرة رجال قدموا علمهم وخدماتهم للحرمين ومنهم أول رئيس لشؤون الحرمين فضيلة الشيخ ناصر حمد الراشد رحمه الله ومن جاء بعده، وأشهر أئمة الحرمين.

خالد محمد الحسيني