«الحنانة» خبزة تصنعها النساء من باقي العجين

عرف بين أهالي مكة المكرمة في الماضي كلمة «الحنانة» وهي عبارة عن عجينة زائدة من العجين الذي تصنعه ربة المنزل تعطيها إما صبيا ليوصله إلى المخبز لخبزها ويقبض عليها أيضا ثمنا بضعة قروش أو يقبض ثمنها الخباز في ظاهرة اجتماعية تشارك ربة المنزل لقمة العيش مع الصبيان والخبازين وغيرهم من كان له نصيب من «الحنانة» حيث أصبحت الحنانة ظاهرة اجتماعية وبطلتها ربة المنزل فإذا لم يكن في المنزل سوى امرأة ولا يوجد من يوصل لها العجين إلى المخبز فإن المرأة تقف على الباب بانتظار أحد المارة وله نصيبه من الخبز وهي «الحنانة» وإذا وجد رب المنزل وأوصل العجين إلى المخبز فإنه أيضا يترك الحنانة في المنزل.


فيما قال المكيون أمثالا على الحنانة منها «إن فلانا زاد علانا على القرص حنانة» أي أن الأول زاد على الثاني في الأجر، فيما أن القرص معروف والحنانة ليست معروفة لدى الكثير من الجيل الجديد حيث إن الحنانة قرص صغير كانت ربات البيوت آنذاك يصنعنه من بقايا العجين بعد عمل الأقراص في حجمها المعتاد فيتبقى منه عجيبن قليل لا يكمل قرصا كاملا فلا يرمى العجين وإنما يعمل به قرص صغير يسمى حنانة تدليلا للقرص الصغير ويتم حينها التصرف به وفق ضوابط وعادات اجتماعية كانت موجودة في المجتمع المكي فيما مضى واختفت الآن في عصر العولمة.


وفي هذا السياق، يؤكد المؤرخ عبدالله بالعمش أنه إذا كانت المرأة تريد إعداد خبزها البيتي فإنها تضعه في الصحن الكبير لترسله إلى المخبز، حيث تقف فقط خلف باب منزلها وعندما يمر عامل المخبز كانت تصفق له بكفيها عندها يؤكد بالعمش أنه لزاما على العامل أن يقف بموجب الحق الاجتماعي ويسمع منها ويأخذ الصحن وأجرة خبزه حيث تسمى الأجرة «جعلة» وهذه تكون من نصيب الفتى الذي تسلم خبز العيش أما إذا كان كبيرا في السن فتكون من نصيب الفران والذي يبيعه في سوق المساء والذي كان معروفا باختلاف سعره عن سوق الصباح.

المصدر : عكاظ 1434/11/3هـ