المسحراتي
كان المسحراتي يخرج في كل ليلة من ليالي رمضان المبارك حاملاً معه فانوساً يضيء له الطرقات , كما يحمل معه طبلة صغيرة مثل الدف يضرب عليها بعيدان صغيرة فيكون صوتها قوياً بين الازقة في الحارات , وكان يضربها ثلاثة ضربات لطاف بوقع خاص وكان يقف تحت كل منزل وينادي أصحاب البيت بأسمائهم الكبير و الصغير لان المسحراتي يكون من سكان الحارة التى ينادي فيها فهو يعرف جميع المساكن و السكان .
ومن أقوال المسحراتي : أيها النائمون اصحوا اذكروا الله الذي سخر الرياح ان جيش الليل قد انسحب وجيوش الصباح تشعشع . اسرعوا بالشرب فقد حان موعد الصباح . وقبل هذا كله كان ينادي ويردد الحديث الشريف عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ( تسحروا فإن في السحور بركة ) هكذا يقول المسحراتي في دورانه . ثم بعد انقضاء شهر الصوم يدور المسحراتي ايضا بطبلته ليهنىء الناس بعيد الفطر فيهدون اليه شيئا من النقود او الحبوب وبعض الحلوى . وهكذا كان المسحراتي في مكة المكرمة بل وفي بعض البلدان العربية كمصر و الشام و المغرب .
أما في مكة المكرمة الآن فلم يبق للمسحراتي أثر فقد انقرض رسمه و ذهب ولم يبق سوى لبذكر الجميل .
أما سبب وجود المسحراتي فهو ان الناس كانوا ينامون في أول الليل بعد صلاة العشاء و لايسهرون حتى يتمكنوا من قيام الليل وصلاة الصبح والانتشار صباحا الى اعمالهم المعيشية فمن كانت حياتهم على هذه الوتيرة والكيفية فهم بحاجة الى من يوقظهم من النوم للسحور في شهر رمضان ولما لم يكن بتلك الازمنه مثل هذه المدافع المدوية و لا الصافرات الصارخة كان أبسط شيء هو قيام المسحراتي بهذه المهمة .
0 تعليقات