تراث الطوافة بمكة .. البرزة ومتحف ضيوف الرحمن

 

تحرص العديد من الجهات المعنية والعاملة في مجال خدمة ضيوف بيت الله الحرام بمكة المكرمة على حفظ تراث الطوافة، من خلال المعارض والمتاحف التي تحفظ الأدوات والوسائل التي كانت مستخدمة في خدمة ضيوف الرحمن منذ لحظة قدومهم من ديارهم لتأدية مناسك الحج في رحلة إيمانية مقدسة، وحتى الانتهاء من تلك الرحلة وعودتهم لديارهم وهم يحملون عن أرض الحرمين وأهلها أجمل الذكريات وخاصة عن مكة المكرمة مهبط الوحي ومنطلق الرسالة.

قصة رحلة
يقول المطوف محمد بن عبدالله سقا المشرف على متحف “برزة المطوف” المقام بمؤسسة جنوب شرق أسيا أن هذا المتحف الذي تشرف بزيارة العديد من الشخصيات والمسئولين ومن ضيوف المملكة من مختلف دول جنوب شرق آسيا يحتضن العديد من الصور والأدوات والوسائل التي تحكي قصة رحلة إيمانية جميلة يقوم بها الحاج من لحظة قدومه للملكة وحتى وصوله لمكة المكرمة والبقاء فيها حتى يوم التروية، ثم عملية التصعيد إلى مشعر عرفات الطاهر ثم النفرة إلى مشعر مزدلفة والعودة إلى مشعر منى
خلال أيام التشريق، ومن ثم النفرة إلى مكة المكرمة.

حيث كان المطوفون والمطوفات وأبنائهم يشتغلون في تلك الأيام بشؤون الحجاج وخدمتهم سواء توفير المسكن والإعاشة والمواصلات وتجهيز الخيام وغيرها من الأعمال التي كانوا يقومون بها، ويستخدمون خلالها أدوات ووسائل تلاشت في وقتنا الحاضر.

مشيراً إلى أن متحف برزة المطوف المقام بمقر المؤسسة يحتوي على العديد من الأدوات التي كانت تستخدم فيما سبق، وكذلك يعرض العديد من الوسائل سواءً في المواصلات أو في أمور المعيشة، وكذلك في الإقامة سواء في مكة المكرمة أو المشاعر المقدسة التي تعكس الوضع البسيط والمتواضع التي كانت عليه رحلة الحج قبل أكثر من قرن من الزمان.

واشار المطوف عاطف دمنهوري إلى أن هذه المتاحف التي تحتضنها عدد من مؤسسات الطوافة بمكة المكرمة تعمل على ربط الحاضر بالماضي، مشيراً إلى أن المتحف تنوع بمقتنياته الرائعة والتي تحكي قصة الحج عبر حقبة زمنية مضت، وتبين كيف كان الحج وكيف كانت رحلته ومدى المشقة التي كان يجدها ضيوف الرحمن من لحظة مغادرتهم وحتى وصولهم للمملكة، لافتاً إلى أن مثل هذه المتاحف والمعارض التراثية تكشف عن قوة الترابط بين الماضي والحاضر بحيث يتمكن أبناء اليوم من مشاهدة الحياة كيف كانت فيما سبق وكيف كانت رحلة الحج قديماً والمقارنة مع الوضع الراهن.

تراث الطوافة
فيما يشير المطوف عبد اللطيف عراقي أن عملية حفظ التراث الخاص بمهنة الطوافة يعتبر من أجمل الأعمال التي تميز بها عدد من أبناء الطائفة، وخاصة وأن بعضها أي تلك المقتنيات التراثية يحكي قصة جميلة عن الحج وأعماله وعن كيفية الخدمات التي كانت تقدم للحجاج من لحظة قدومهم وحتى مغادرتهم.

رئيس مجلس إدارة مؤسسة جنوب شرق أسيا المطوف زهير بن عبدالحميد سدايو بين أن المؤسسة وشقيقاتها من بقية المؤسسات والتي تعمل في مجال خدمة ضيوف بيت الله الحرام تعمل وعبر هذه المتاحف والمعارض إلى حفظ تراث مهنة الطوافة عبر الأجيال وتحكي هذه المتاحف والمعارض التراثية قصص جميلة عاشها جيل الآباء والأجداد في خدمة ضيوف بيت الله والسهر على راحتهم وتقديم الخدمات لهم من لحظة قدومهم وتأدية مناسكهم ومغادرتهم، لافتاً إلى أن المؤسسة قد قامت مؤخراً بإدراج مقتنيات معرض التراث على الموقع الالكتروني للمؤسسة والذي يشهد إقبال منقطع النظير للتعريف بتلك المقتنيات والأدوات التراثية إضافة إلى أن المعرض قد شهد إقبالا من قبل زوار المؤسسة ومن قبل منسوبي بعثات الحج الرسمية ومن قبل عدد من الجهات المختلفة والذين أبدوا إعجابهم بمقتنيات المتحف ومحتوياته.

جريدة المدينة - 4 شعبان 1429هـ ( هاني اسعد قفاص )