" متحف مكة " ... مقتنيات ثمينة وشواهد من قبل الإسلام




ما إن تقف على بوابته الشامخة ، حتى يصافح عينيك صرح حضاري وبهو قصر ملكي ، بأعمدته الأسطوانية ذات التيجان المذهبة حاملة سقفه العالي الذي يرتفع لأكثر من 15 متراً، بوحداته الزخرفية المكونة من الجبس والزجاج الملون، هو اليوم متحف مكة المكرمة للآثار والتراث.

يقع هذا المتحف في حي الزاهر بطريق المدينة المنورة المؤدي إلى مسجد أم المؤمنين رضي الله عنها، الذي شيده عام 1365 - 1946 الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - قصرا للضيافة ، إذ استغرق بناء القصر سبع سنوات وتم الانتهاء منه عام 1372 - 1952.

ويتكون من ثلاثة أدوار، ويشتمل على خمس عشرة قاعة عرض، تختص كل منها بمعروضات مختلفة، فهناك قاعة ما قبل الإسلام وقاعة لآثار المملكة، وقاعة للمصحف الشريف، وقاعة سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وقاعة الحج، وقاعة عمارة المسجد الحرام وقاعة التراث المكي، وقاعة معروضات روائع الحضارة الإسلامية، وغير ذلك.




ويعد "متحف مكة المكرمة للآثار والتراث" أحد أبرز الوجهات السياحية لقاصدي أم القرى من الزوار والمعتمرين والحجاج، لمقتنياته الثمينة النادرة التي تبرز جزءًا من تاريخ مكة المكرمة الحضاري، ابتداءً من عصر ما قبل الإسلام والعصر الإسلامي، كما يحتوي المتحف على المسكوكات القديمة، وشواهد من قبل التاريخ وقبل الإسلام وعهد الدولة السعودية، وجناح يمثل مراحل تطور الكتابة إضافة لتصميمه الهندسي المعماري الإسلامي الذي يمتد على مساحة 3425م2 موزعة على ساحة أمامية بمساحة 1200م2 , والمبنى الرئيسي للقصر بمساحة 1000م2 وملحق خلفي بمساحة 425م2، وباقي المساحات تشغلها طرقات وممرات حول القصر.


يحوي كتباً عمرها 600 عام

في عام 1427ه، تم افتتاح هذا الصرح الثقافي السياحي برعاية صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - الذي يمثل جذور التاريخ المكي وحضارته، تحت اسم "متحف مكة المكرمة للآثار والتراث".

المتحف يضم 15 قاعة موزعة على دورين، الدور الأرضي يتحدث عن الحقبة التاريخية في عصور ما قبل الميلاد وما قبل الإسلام لمكة المكرمة، ثم قاعات الدور الأول عن الفترة الإسلامية، ثم عهد الدولة السعودية حتى وقتنا الحاضروتوسعة المسجد الحرم من عهد الخليفة عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - إلى عهد الدولة السعودية، التي شهد فيها المسجد الحرام أكبر توسعة على مر العصور، وقاعة كبار الزوار.



ويضم المتحف مقتنيات تاريخية وأثرية وتراثية نادرة، ومنها مخطوط للقرآن الكريم مكتوب بخط اليد يعود لعام 1287هـ ، كما تضم القاعة عددا من الكتب يعود عمر بعضها إلى أكثر من 600 عام، تم حفظها بعناية فائقة لتحافظ على شكلها ولونها وقد أهدى رجل الأعمال الشيخ عبدالمقصود خوجة مجموعة من السجاد التراثي الذي تمت صناعته باليد، كما أهدى مجموعة من المخطوطات التي تم عرض مجموعة منها للزوار، وخصص ملحق السطح كقاعة للمحاضرات.

10 آلاف زائر للمتحف سنوياً

وقال مدير عام الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالعاصمة المقدسة د. فيصل الشريف: "إنه وفقا لتوجيه صاحب السموالملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز الرئيس العام للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، أن تتحول "صناعة السياحة" بمختلف قطاعاتها وأنشطتها إلى صناعة منتجة، سنعمل على تطوير متحف مكة وتحويله إلى معلم تراثي وثقافي للباحثين الأكاديميين والطلاب، ليعيشوا ويكتشفوا التعاقب الحضاري لمكة المكرمة، بصفتها مدينة عالمية تهوي إليها أفئدة المسلمين من شتى أصقاع الأرض".

وأضاف الشريف أن ذلك يأتي تفعيلاً لدور المتاحف الريادي التعليمي، ونشر الوعي الأثري ودوره الفاعل في بناء قاعدة وطنية لحفظ هذا الإرث الحضاري الذي رسخته شريعتنا السمحة، ويصبح مرجعاً تاريخياً يستطيع من خلاله الباحثون والمهتمون الحصول على كافة المعلومات التي يحتاجون إليها بشكل موثق وذا صدقية"، ويرى أن وجود مثل هذا المتحف سيعمل على تنمية المواطنة وتعزيز الصلة بين الباحثين والهوية الحضارية الوطنية الحقيقة في بلاد الحرمين الشريفين.

من جهته أفاد مدير متحف مكة المكرمة عبدالرحمن الثبيتي، أن المتحف يفتح أبوابه لمدة 8 ساعات يومياً، ويستقبل سنوياً أكثر من 10 آلاف زائر، ويزيد هذا العدد في موسم الحج من كل عام إلى نحو ثلاث آلاف زائر من بداية شهر ذي القعدة حتى نهاية شهر المحرم من كل عام.


المصدر: جريدة الرياض