التأصيل التاريخي للمعالم المكانية في مكة المكرمة .

ترتبط المعالم التاريخية في مكة المكرمة بالسيرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة وأتم التسليم وما سبق ذلك من اشارات الى نزول خليل الرحمن ابراهيم عليه السلام إلى أرض الحرم.

لذلك فإن الحجاج والمعتمرين قبل ان يتشرفوا بالقدوم إلى هذه الأرض المقدسة يتدارسون السيرة السيرة النبوية ويقفون عند تلك المعالم وتهفوا افئدتهم الى الوقوف عليها عند قدومهم الى مكة المكرمة والمدينة المنورة.

لذلك كان لزاما علينا تأصيل هذه المعالم التاريخية واثباتها على اللوحات الإرشادية للدلالة عليها فقد آلمني ان بعض أبناء مكة عندما تحدثه عن وادي ابراهيم الخليل يتبادر الى ذهنه أنه عند الحرم مرورا بالمسفلة ولا يعلم ان وادي ابراهيم الخليل يمتد من الشرائع مرورا بالمعابدة الى الحرم فأنت تشاهد الجبال اثناء دخولك الى مكة عن طريق الشرائع تضيق بك كلما اتجهت الى المسجد الحرام فتلاحظ ان جبل حراء على يمينك و ثبير غيناء على يسارك يمثلان ضفتي الوادي غربا وشرقا وقد عرف باللوحات الإرشادية بمسميات مختلفة فهو طريق الملك فيصل اذا اقبلت من الشرائع ثم يسمى طريق المسجد الحرام وحبذا لو اضيف بين قوسيين (وادي ابراهيم) وهكذا

وكلما تقدمت نحو المسجد الحرام تلاحظ ان الطريق يضيق والجبال تتقارب شرقا وغربا حتى اذا جاوز جبل ثبير تلاحظ أن الوادي يغير اتجاهه من الشمال الى الجنوب فيتجه غربا صوب المعابدة وفي هذه النقطة يعتدل الوادي فسميت تلك المنطقة بالعدل.

حتى اذا جاوز أمانة العاصمة المقدسة اتجه جنوبا الى المسجد الحرام وفي العدل يتفرع هذا الوادي ويطلق عليه شارع الحج وهو وادي فخ ولا مانع من كتابة وادي فخ بين قوسين وهكذا أما مسمى الغسالة فهو خطأ تاريخي اذ هي تسمى منطقة العدل لإعتدال الوادي في تلك النقطة اما الغسالة فلها قصة أخرى .

اما الحجون ويسمى في السيرة النبيوية بثنية كداء و التي دخل منها الزبير بن العوام سنة ثمانية من الهجرة في فتح مكة ويقال انها ثنية المدنيين المرتبطة أيضا بخليل الرحمن إبراهيم عليه السلام عندما قدم بزوجته هاجر وابنه اسماعيل فوضعها عند موضع الكعبة وقفل راجعا وهاجر تركض خلفه وتقول اين تتركنا يا ابراهيم وهو لا يلتفت اليها حتى اتعبها الركض خلفه فقالت مستفسره االله امرك بهذا ؟ قال لها : نعم فقالت في ايمان : اذا لن يضيعنا الله ورجعت ادراجها الى طفلها وسار ابراهيم عليه السلام حتى اذا جاء على ثنية المدنيين ( الحجون ) استقبل موضع البيت. ودعا بقوله : ( رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ )

وهناك خيف بني كنانه منزل رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنطقة المحصورة بين مسجد الإجابة ومسجد النوق .

ثنية اذاخر وهي الثنية التي دخل منها المصطفى صلى الله عليه وسلم مرتين في فتح مكة واخرى في حجة الوداع و تربط بين وادي فخ (شارع الحج) وشارع المعابدة الرئيسي (وادي ابراهيم).