حدثتني أمي... عن القشاشية و حريق قاعة الشفا ( 2 )
في هذه السلسلة من المواضيع يدون السيد سمير برقة أحاديث مروية عن والدته ( السيدة عابدية خوقير ) عن مكة وحارة الشامية وقاعة الشفا وحريقها المهول وما خلف كواليس الحج من قصص ومواقف في خدمة الحجاج والخُليف والقيس ...
----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
حدثتني أمي عن القشاشية بمكة المكرمة فقالت :
- ولدت فيها وكان بيتنا يطل على الشارع العام وعلى حمام القشاشية وأدخلني والدي (عمر خوقير) كتاب الفقهيه المعجونية عام ١٣٦٣ لتعلم القراءة والكتابة والحساب وكعادة أهالي مكة احتفوا وطافوا بي لحفظي سورتي عم وتبارك
- واستكملت الدراسة وتعلمي القراءة والكتابة بعد زواجي وانتقالي مع زوجي للرياض فدرست مساء ولمدة ٣ سنوات في محو الأمية بالملز حيث كنا نسكن الحلة (عمائر بن سيار) وابني الكبير هو الذي كان يأخذني للمدرسة وأولادي يدرسوا في المدرسة التذكارية وفكنت أعلمهم وأتعلم
- بعد زواجي عام ١٣٧٠ انتقلت من القشاشية الى الشامية في قاعة الشفا الملاصقة للحرم المكي من جهة باب الباسطية والقطبي والزيادة وكلها من الشامية وسميت بقاعة الشفا لكثرة إنتشار محلات الحكماء وعقاقير الطب والعطارة
حدثتني أمي عن حريق قاعة الشفا فقالت :
- في مساء ليلة الأثنين ١٣٧٨/١/٣ وبعد صلاة العشاء سمعنا الناس تصرخ حريق حريق نار نار ... بسبب أتريك سقط على قماش في دكان القماش عبدالحفيظ بخاري فأشتعلت النار وانتشرت في ما لا يقل عن ٤٤ بيت و ٤٧ دكان .
- وهربنا فحمل زوجي أمه على ظهره وأخذ أخوه السيد علي أخواته وخرجنا من الباب الخلفي على طلعة الجبل ومن هناك ذهبنا لبيتنا في أعلى الشامية(وقف بيت السادة آل باعلوي) ومكثوا أهل زوجي عندنا مدة قبل إنتقالهم لبيتهم الذي احترق مدخل البيت والدهليز
- وأتذكر أن العم صالح يماني مات له ٣ أشخاص في الحريق (وهو أخو زوج عمتي عزيزة خوقير)ومات في الحريق ابن صاحب الدكان البخاري وقد هرب كل ساكني قاعة الشفا لأن الحريق استمر لأيام ولم تشهد مكة حريقا مروعا وهائلا مثله فالحكومة كانت بنفسها موجودة وتسمع سيارات الإطفاء تنطلق في كل مكان
- وكان جيران بيت أهل زوجي في قاعة الشفا الشامية بيت اسعد حكيم وبيت عيد وبيت الزبير وبيت الساسي وبيت مكي وبيت العلوي وبيت السباعي وبيت العادة على الشارع العام وبيت اليماني وبيت المهدلي في الداخل وبيت العراقي وبيت الطيب وبيت الغزاوي
بقلم السيد سمير برقة | تم النشر في 1440/11/12هـ
0 تعليقات