" المدوان " و " البرجون " .. ألعاب شعبيّة اندثرت




" المدوان " لعبة شعبية مشهورة قديمًا في مكة المكرمة وجدة والطائف ، وهي من ألعاب الصبيان.
تتكون من قطعة خشبية مخروطية الشكل، كانت تصنع بأيدي صغار ذلك الجيل من شجر الزيتون أو من ثمرة «الدوم» بحجم ثابت تقريبا، وتلوينها وصبغها ونقشها بأشكال مختلفة، يغرس في وسطها مسمار قصير يخرج من الطرف المدبب، يدور عليه المدوان على الأرض، ومن خلال دورانه السريع تأتي المتعة والتسلية.

يبدأ المدوان بالدوران برميه بعد ترك الحبل ويستمر بحسب قوة ومهارة الرامي بسحب الحبل الملفوف حوله.
وعاد « المدوان » للظهور بعد تحديثات معاصرة بإضافة الإضاءة والأصوات المختلفة وتدويره ميكانيكيا أو الكترونيا بأشكال عدة وأحجام مختلفة.

ويقول علي سليماني، وهو من مواليد جبل السيدة خديجة عام 1379 بمكة المكرمة: كان الأولاد يمارسون هذه اللعبة بشغف كبير، وكل منهم يحاول إبراز مهاراته والتحكم بالمدوان بحركات مختلفة، مثل حمله ليدور في يده أو يمرر الخيط من تحته ، وأحد قوانين اللعبة رسم دائرة على الأرض، ويستعرض المتنافسون برميهم ومدواناتهم بحيث تدور وتتصادم ببعضها والفائزمن يبقى مدوانه في الدائرة.

https://pbs.twimg.com/media/A5EBUhNCEAA7NQA.jpg

أما " البرجون " فعبارة عن كور زجاجية ملوّنة صغيرة , كان يلعب بها في برحة ترابية , إذ تُحفر حفرة بمسافة معيّنة ويتم دفع " البرجون " بأحد الأصابع لإسقاطها فيها , والفائز هو من يُسقط أكبر عدد ممكن من " البرجون " في الحفرة .

وكانت كرات البرجون تُباع في الدكاكين الصغيرة في الحواري وتلقى رواجًا هائلاً بين الصبية , ولها عدّة ألوان مختلفة .
وهذه الألعاب الشعبية على سبيل المثال لا الحصر , إذ يوجد الكثير من الألعاب المندثرة التي تجمع أطفال الحارة الواحدة , ولا تخلو في الماضي حارة من حواري مكة المكرمة القديمة من " برحة " للّعب !