سلسلة الورّاق المكي ( 4 ) د. إيمان إبراهيم كيفي

https://f.top4top.net/p_703sqsue1.png


ضمن النشرة الرابعة لسلسلة [ الورّاق المكي ] الأسبوعية , ضيفتنا لهذا الأسبوع هي الدكتورة إيمان كيفي , الحاصلة على الدكتوراه في التاريخ السعودي الحديث والمعاصر وحديثنا حول رسالتها للماجستير _المطبوعة في كتاب_ بعنوان " الحياة الاجتماعية في مكة المكرمة في عهد الملك عبدالعزيز " .. وفوزها بجائزة الملك عبدالعزيز للكتاب , ورؤيتها للتغييرات الحاصلة في المجتمع المكّي قديمًا وحديثًا ...

مع وافر شكرنا وتقديرنا للدكتورة إيمان لقبولها دعوتنا .



  - من هي إيمان إبراهيم كيفي , وبماذا تُحب أن تُعرّف عن نفسها ؟
هي تواقة مكة المكرمة ولدت وعاشت وترعرعت في ربوع مكة المكرمة ودرست في مدارسها ، حاصلة على درجة الدكتوراه في التاريخ السعودي الحديث والمعاصر من جامعة أم القرى .


- كان موضوع رسالتك لنيل درجة الماجستير في التاريخ والحضارة الإسلامية بعنوان : ( الحياة الاجتماعية في مكة المكرمة في عهد الملك عبدالعزيز ) ... حدثينا عن كيفية اختيار هذا الموضوع ولماذا اخترتِ الكتابة عن المجتمع المكّي ؟
مكانة مكة المكرمة الدينية، فهي تحتل مكانة سامية في قلوب المسلمين ، فمكة المكرمة خصها الله بأمور لم يخص بها غيرها.
بالإضافة إلى تتبع الروايات التاريخية للحياة الاجتماعية بمكة المكرمة في عهد الملك عبدالعزيز 1343 -1373هـ / 1924- 1953م والتي لم تحظ – لحد علمي - بدراسة علمية مستقلة رغم أهميتها ، ولعلها ستكون بإذن الله من العوامل المساعدة في معرفة موروثنا الحضاري لمكة المكرمة والذي نجده في الكثير من الكتب والأبحاث بشكل مقتطفات ، ولعل جمع معلومات هذا البحث ولّم شمله ، قد يسهل على الباحثين معرفة الكثير عن هذا الركام الحضاري الزاهر الأصيل لهذه المدينة المقدسة.



  - كونك ابنة مكة المكرمة ومن ذات المجتمع الذي تتحدثين عنه, هل ساهم ذلك بشكلٍ ما في دعم مادة البحث ووفرة مصادره ومراجعه لديكِ ؟
نعم أسهم مساهمة فعالة وذلك من خلال معرفتي للكثير من الأسر المكية والمعارف والأصدقاء ، حيث اقتضت هذه الدراسة منهجاً وصفياً تحليلياً، فمن الطبيعي أن تتطلب الرجوع إلى العديد من المصادر والمراجع، سواء كانت مخطوطات أو وثائقَ أو تقاريرَ أو كتباً أو صحفاً أو مجلاتٍ أو مذكراتٍ لأصحابها، فضلاً عن الدراسة الوصفية – الاستبانة – الرواية الشفهية – المقابلات – المحادثات الهاتفية – الندوات – المحاضرات... وغيرها من الوسائل التقنية. ويمكنني إيضاح ذلك على الوجه التالي:

والحقيقة أن إعداد هذا البحث لم يكن سهلاً وميسوراً ، بل واجهت في سبيل إنجازه العديد من الصعاب التي وفقني الله سبحانه وتعالى في اجتيازها خاصَة وأن معلوماته تطلب مني الذهاب إلى أغلب المكتبات داخل المملكة وخارجها. كما تطلب إعداد هذا البحث تقصي المعلومات وخاصة من كبار السن فأعددت لذلك استبيانات وزعتها على بعض المعاصرين من أهل مكة المكرمة من جميع شرائح المجتمع ، وذلك بغية تحديد المعلومات المتفق عليها ، وإظهار بعض المعلومات التي لم ترد مدونة ، كما تطلب إعداد هذا البحث أيضاً اللجوء إلى الرواية الشفوية ، بإجراء العديد من المقابلات والمحادثات ، وحضور بعض الندوات والمحاضرات التي تحمل بين طياتها الحديث عن مكة المكرمة من جوانبها المتعددة . وقد تطلب ذلك الكثيرمن الوقت والعمل المتواصل ، لصعوبة نقل المعلومات الشفوية وتدوينها من المعاصرين سواء كان بسبب كبر السن – الشيخوخة – النسيان - المرض ، بالإضافة إلى الصعوبة في استرجاع الاستبانة بعد توزيعها على شريحة كبيرة من المعاصرين ، الأمر الذي استغرق وقتا طويلاً في تفريغ محتواها وتنسيقها .. وتحليل ما ورد فيها.


 
- من خلال قراءتك لتاريخ المجتمع المكّي في مراحل زمنية عديدة , كيف تصفي هذا المجتمع الجامع لعدّة أعراق وثقافات وحضارات منصهرة في بوتقة اجتماعية واحدة ؟ وما الشيء الثابت في تكوين هذا المجتمع ويعد سِمة خاصة به ؟
عندما ننظر في حياة المجتمع المكي وعلاقاته ، نرى ذلك التعاون الكبير بين أفراده سواء في العلاقة بين أفراد الأسرة الواحدة ، أو بين
أفراد المجتمع ككل في الشارع أو السوق أو الحرم أو المسجد أوالمدرسة...الخ نلاحظ أن هناك قضية جوهرية ، وهي لب الموضوع ، ألا وهي التربية الإسلامية الصحيحة ، فكانت هي مفتاح هذا المجتمع الذي نتحدث عنه، فقيمة الإنسان في أخلاقه وليست في مجال علمه فقط
أو علمه وماله فقط. وهذه أخلاقيات عالية تدل على أن النفوس كانت تقنع بالقليل ، والرزق فيه متسع للجميع .... وطالما كانت هناك قناعة...كان هناك رضى... وطالما هناك رضى حلت البركة ، وعم الخير والمنفعة الجميع .



- وبرأيك ما أبرز التغيّرات الاجتماعية التي حدثت ..  بين مكة قديمًا كما نقرأ عنها في الكتب  و مكة الحالية؟

لعل هناك العديد من التغيرات الاجتماعية التي حدثت وتغيرت نظراً لأن مكة المكرمة كانت تتصف بضيق الشوارع وقرب المنازل ، مما شكل مجموعة من السكان المتلاصقة والمتقاربة إجتماعياً وإقتصادياً ، حيث كانوا أكثر إتصالاً وتواصلاً وتمازجاً وإنصهاراً في العادات والتقاليد .

ولعل توسعة الحرم المكي الشريف أسهمت في النقلة النوعية التي حدثت في مكة المكرمة وأحيائها وسكانها ككل ، حيث نشأت أحياء
جديدة وشوارع فسيحة ، ونظراً لنمو الموارد المالية في المملكة العربية السعودية بعد إكتشاف البترول والقيام بالعديد من المشاريع
العمرانية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية .



- هل كان مشروع بحثك تتمّة لما صدَر قبله في ذات المجال , أم إضافة جديدة لمكتبة التاريخ المكّي ؟
آمل أن يعد هذا الكتاب عملاً جديداً يثري المكتبة المكية والعربية والإسلامية - بإذن الله -، تساعد نتائجه على إظهار ما يتعلق بتراث
وعادات وتقاليد أهل مكة المكرمة التي نعتز بها، كأصحاب رسالة، ونكون قدوة حسنة يقتدى بها في كل خير وصلاح.



- وما رأيك في المكتبة المكيّة  .. هل مازال هُناك تاريخ متعلّق بهذه " البقعة الطاهرة " لم يُكتب عنه بعد ؟
مكة المكرمة مدينة مقدسة لها حضاراتها ومقدساتها تشرئب لها الأعناق ، مهما كتب عنها ومهما قيل عنها لم يوفيها حقها .
وأشعر أن هناك العديد من الجوانب الحضارية والأثرية تحتاج إلى المزيد من التوضيح والعناية والدراسة .
فالدعوة في الأوساط العلمية المتخصصة قائمة وصريحة للبحث والتنقيب عن جميع النصوص الأصلية والروايات الشفوية عن العادات والتقاليد والحكايات والألعاب والفنون والأمثال الشعبية، والتي تعدّ حصيلة مكثفة لحياة عريقة عاشها الأجداد.



- اشتملت رسالتك على خمسة فصول مختلفة , ما الفصل الذي وجدتِ فيه مصادر شمولية أثرتْ مادة بحثك وسهّلت عليكِ المهمة ؟
الفصل الثقافي التربوي.



- لو أن شخصًا ما أراد أن يقرأ عن الحياة الاجتماعية في مكة , بأي الكتب الحاضرة في ذهنك الآن على سبيل الإشارة لا الحصر .. تنصحينه ؟

هناك العديد من المصادر والمراجع التي كتبت عن مكة المكرمة ً، محمد طاهر الكردي: التاريخ القويم لمكة المكرمة وبيت الله الكريم
أحمد السباعي: تاريخ مكة المكرمة ، محمد عمر رفيع: مكة المكرمة في القرن الرابع عشر الهجري.



- نُبارك ونهنئ حصول رسالتك على ( جائزة الملك عبدالعزيز للكتاب ) هذا التتويج الجميل لمجهودك في الرسالة , كيف رُشّحتِ له
وكيف استقبلتِ خبر الفوز ؟

بارك الله فيكم
تم ترشيح كتابي من قبل كرسي الملك سلمان آل سعود لدراسات تاريخ مكة المكرمة الذي كان كتابي من باكورة إنتاجه العلمي. والحمد لله
حصل على المركز الأول بجائزة الملك عبد العزيز للكتاب في دورته الثالثة لعام 1437هـ.

وبصراحة استقبلت الخبر بكل فرح وسرور وشكرت الله سبحانه وتعالى على نعمائه وفضله ، مازلت أتطلع إلى نعمائه وكرمه ، وذلك بفضل الله وكرمه ودعاء الوالدين ورضاهم ودعم أسرتي وزوجي لؤي بيت المال، وبالجد والمثابرة ونصح وإرشاد أساتذتي أ.د عادل غباشي وأ.د عبد اللطيف بن دهيش وأ.د أميرة مداح. وهذا يدفعني إلى المزيد من البحث والإجتهاد.



- اختاري لنا كتابًا من أثمن ما أُهديت ؟
الصراحة وبدون مجاملات كتاب والدي إبراهيم أحمد كيفي: سلسلة هذه بلادنا مكة المكرمة كتاب غزير بالمعلومات القيمة عن مكة المكرمة ومزود بالكثير من الصور هو أثمن ما أهديت.



- ما أهمية أن يكون هناك منصّة تعريفية وتسويقيّة للكتاب المكّي ؟ وهل تجدي لموقع ومتجر ( قبلة الدنيا ) دورًا في ذلك ؟
لاشك أن مكة المكرمة تحتاج إلى أكثر من منصة حتى تقدم التراث المكي والحضارة المكية العريقة وتوضح للأجيال كيف عاشت مكة المكرمة وكيف كانت وكيف اصبحت ، وتكون مرجع موثق بالمعلومات القيمة .

ولاشك أن جهود هذا الموقع قبلة الدنيا أسهم في معرفة هذا الموروث الحضاري وفي إثراء العديد من الجوانب وخاصة الجوانب المعرفية
والثقافية و الاجتماعية .



- كلمة توجّهينها لموقع ومتجر قبلة الدنيا في مكة المكرمة ؟
بارك الله فيكم وفي جهودكم ، ونشيد بمجهوداتكم وأعمالكم القيمة في هذا المجال الحيوي لمكة المكرمة .
أرجوا لكم التوفيق والسداد وجزاكم الله خيراً .
وتقبلوا فائق تحياتي وتقديري .



إعداد وتنسيق .. عضو إدارة محتوى قبلة الدنيا :
ضحى الحرازي