4000 صيني يتوقفون عن العمل في مشروع قطار المشاعر
غمرت المستنقعات المائية التي تشكلت بعد أربع ساعات من هطول الأمطار الغزيرة على العاصمة المقدسة
وكشفت جولة «عكاظ» أمس عن خلو منطقة محطة المشاعر من أي عامل، وحدها الأعلام التي رفرفت على أعمدة المحطة كانت شاهدا على وجود أناس سابقا في المنطقة، إذ غمرت مياه الأمطار أعمدة المشروع وعددا من مواقع العمل في القطار.
وفي الوقت الذي يرى عدد من المراقبين وجود خطر ينذر بمشروع قطار المشاعر، يؤكد القائمون على المشروع أنه لا داعي لأي قلق.
ويؤكد في هذا الصدد لـ «عكاظ» مدير الشركة المنفذة لمشروع قطار المشاعر الدكتور المهندس تركي آل حيدر أن المشروع لم يتضرر مطلقا من أمطار أمس الأول، «وسجل المشروع بصمة إثبات أن موقعه الجيولوجي في مأمن عن السيول»، نافيا ما رددته سابقا جهات عدة عن خطورة موقع مشروع قطار المشاعر.
وزاد آل حيدر: المشروع وضع وفق أسس ومعايير عالمية وسيظل آمنا لـ 200 عام مقبلة كما خطط له.
من جهة أخرى، أكد وكيل جامعة أم القرى الدكتور هاشم حريري أن الجامعة شكلت ثلاث لجان ميدانية لدراسة الوضع الميداني للجامعة ومدى الخطورة التي تشكلها السيول عليها.
وقال لـ «عكاظ» إن اللجان التي شكلها مدير الجامعة تكونت من أعضاء هيئة تدريس متخصصين في الجيولوجيا والجغرافيا والهندسة، وأسند الإشراف عليها ومتابعتها إلى إدارة المشاريع في الجامعة.
وقال الدكتور حريري: رأت الجامعة ضرورة تقييم الوضع الحالي للسد المقام على حرم الجامعة، لهذا شرعت لجان ميدانية في دراسة كميات الأمطار التي سقطت على واديي نعمان وعرنة، مع تقييم قدرة تحمل السد الحالي في مواجهة السيول وحماية الجامعة ومدى قوته، ووقفت تلك اللجان على الأوضاع بعد أمطار أمس الأول وسترفع توصياتها إلى إدارة الدفاع المدني وأمانة العاصمة المقدسة لاتخاذ التدابير الاحترازية اللازمة أن لزم الأمر.
وفيما يتعلق بالحلول التي تراها إدارة الجامعة ضرورية لحماية منشآتها وطلابها من السيول قال الدكتور حريري: أؤكد أن الوضع الحالي مطمئن ولا يدعو للقلق، لكن في حالة انتهاء اللجان الثلاث من دراسة وتقييم الوضع سيكون لدى الجامعة تصور متكامل عن الوضع الحالي، بحيث إذا كان السد المقام لا يوفر الحماية الكافية والتامة لجامعة أم القرى، فإن الجامعة ستكتب فورا إلى وزارة المالية لطلب اعتماد مخصص مالي لإنشاء سد احترازي آخر وذلك ضمن ميزانية الجامعة للعام المقبل.
في أثناء ذلك، بدأ أهالي العاصمة المقدسة أمس في العمل على إزالة بعض الأضرار التي خلفتها السيول، في الوقت الذي باشرت فيه معدات الدفاع المدني وأمانة العاصمة المقدسة إعادة فتح بعض الطرق المؤدية للأحياء وخصوصا الشعبية منها.
وسجلت أحياء الرصيفة وشارع الحج ومخططات الشرائع والمعيصم الأكثر تضررا بين الأحياء، حيث تعطلت الحركة المرورية في تلك الأحياء وشهدت اختناقات مرورية أثرت على حركة السير، فيما استنفرت الجهات المعنية كل الطاقات والإمكانيات البشرية والآلية لتنظيف الطرقات والشوارع.
وقسم من أهالي مكة المكرمة لم يدعوا الأجواء الجميلة التي تركتها الأمطار أمس تفوتهم، إذ تحركوا منذ ساعات الصباح الأولى قاصدين أطراف مكة، للتنزه والاستمتاع بالطقس.