نقل إمام الحرم إلى المكبرية الجنوبية بدلا من مقام إبراهيم.. تساقط الصخور يغلق طريق الهدا عدة ساعات

قضت أسرة مكونة من أبوين وثلاثة أطفال في حادثة انهيار جدار ملعب كرة قدم تحت الإنشاء على منزلهم في حي الكعكية في مكة المكرمة

قضت أسرة مكونة من أبوين وثلاثة أطفال في حادثة انهيار جدار ملعب كرة قدم تحت الإنشاء على منزلهم في حي الكعكية في مكة المكرمة بسبب الأمطار التي هطلت البارحة، فيما لا تزال فرق الدفاع المدني تبحث عن طفل رابع من أفراد الأسرة في عداد المفقودين.

وبين مدير الدفاع المدني في العاصمة المقدسة العميد جميل أربعين أن جدار ملعب كرة قدم سقط على أسرة تسكن في بيوت مبنية بالخشب والهناجر العشوائية ما تسبب في وفاة خمسة من أفرادها، وفقدان آخر.

وباشرت ثلاث فرق إنقاذ تابعة للدفاع المدني عملية إنقاذ الأسرة التي يحمل أفرادها الجنسية البرماوية، حيث تمت الاستعانة بسيارة زلازل وسيارة إنارة للبحث عن المفقودين.

وقال هاني الفقي ـ صاحب الملعب ـ إن الجدار المنهار كان آيلا للسقوط وتم إعادة ترميمه، مشيرا إلى تفاجئه بوقوع الانهيار.

وقد استنفرت الجهات الأمنية في العاصمة المقدسة البارحة إثر هطل أمطار غزيرة على مكة المكرمة شملت كافة المنطقة ما نتج عنها حدوث حالات احتجاز لمركبات تم إنقاذها عن طريق فرق الدفاع المدني، إضافة إلى تحطم بعض الطرق إثر اجتياح السيول لها.

وبدأت السيول في انحدار قوي من الضواحي الشرقية والجنوبية للعاصمة المقدسة، حيث انهمرت السيول من أعالي جبال نعمان ومناطق الكر وامتدت لتشمل ضواحي مشعر عرفات، وبالأخص في مناطق وادي المغمس والوادي الأخضر وامتد جريانها إلى منطقة المعيصم وجبل النور وشارع الحج وأجزاء كبيرة من مناطق التنعيم والنوارية.

وتوزعت الفرق الأمنية والإسعافية على جميع المناطق التي اجتاحتها السيول لفك الاختناقات المرورية ومباشرة الحوادث التي نجمت عنها تماسات كهربائية وانهيارات في بعض الشوارع.

وأكد مدير الدفاع المدني في العاصمة المقدسة العميد جميل أربعين وضعهم الخطط الاحترازية لمواجهة السيول منذ وقت مبكر، حيث تمركزت دوريات السلامة في المواقع الخطرة أثناء هطل الأمطار.

من جهته، أوضح الناطق الإعلامي في إدارة الدفاع المدني في العاصمة المقدسة النقيب صالح العليان أن الأمطار الغزيرة تسببت في جريان سيول جارفة، مؤكداً مباشرة منسوبي الدفاع المدني في العاصمة المقدسة وأجهزته كافة مهمات فك الاختناقات المرورية والاحتجاز داخل المركبات التي شل جريان السيول حركتها على الطرقات في مكة.

وكشف العليان عن إنقاذ أكثر من 48 مواطنا احتجزوا داخل مركباتهم في مناطق عدة في مكة المكرمة، غالبيتهم من الأسر والأطفال.

وأشار الناطق الإعلامي في إدارة الدفاع المدني في العاصمة المقدسة إلى أن حالة الاستنفار التي أعلنت منذ أيام فور تلقي تحذيرات هيئة الأرصاد وحماية البيئة أسفرت عن احترافية وسرعة في التعامل مع الحالات والبلاغات، مفيدا بأن حالة الاستنفار والتأهب ستتواصل في الأيام المقبلة تحسبا لهطل مزيد من الأمطار وجريان السيول.

كذلك قال مدير إدارة مرور العاصمة المقدسة العقيد أحمد بن ناشي العتيبي إن جميع الفرق من ضباط وأفراد شاركوا بجانب الجهات المعنية الأخرى في مباشرة أعمال فك الاختناقات المرورية والاحتجاز للمركبات داخل الطرق في كافة مناطق أرجاء مكة المكرمة، مبينا أن عملية إغلاق بعض الشوارع الرئيسة والفرعية في منطقة المعيصم وجبل النور لعدة ساعات مستمرة كونها تقع في منطقة منخفضة تجري فيها السيول. وأبان العتيبي أنه تم إغلاق الطريق من إشارة السندي في حي الرصيفة لوجود انهيار في التربة بجوار الطريق ما استدعى لإغلاقه احترازيا بعد مطالبة الدفاع المدني بذلك.

وأضاف «تعطلت الحركة المرورية في الدائري الثالث الرابط بين طريق جدة السريع والعزيزية لوجود مياه أعاقت سير المركبات وجرى رفعها بمشاركة الجهات المعنية».

بدورها أوضحت لـ «عكاظ» مصادر في شركة الكهرباء فرع مكة المكرمة أن الأمطار الغزيرة التي هطلت لم تسجل أي حوادث كبيرة، كاشفة أن غرف العمليات التابعة للشركة تلقت بلاغات بوقوع تماسات كهربائية.

وبينت المصادر أن فرق الطوارئ والأعطال في شركة الكهرباء باشرت 19 حادثة صنفت بالبسيطة ولم يسفر عنها وقوع أي إصابات أو وفيات للمواطنين، مشيرة إلى مباشرة 40 فرقة طوارئ لبلاغات المواطنين.

وأدى هطل الأمطار إلى نقل الرئاسة العامة لشؤون الحرمين موقع إمام الحرم المكي في صلاتي المغرب والعشاء إلى المكبرية الجنوبية بدلا من خلف مقام إبراهيم.

وبين وكيل الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام للخدمات الدكتور يوسف الوابل أن فرق الرئاسة رفعت السجاد من على صحن الطواف ووضعت فرشات في الطرقات والممرات الخارجية منعا لسقوط المارة ورواد المسجد.
وبعثت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة بتقرير للجهات المختصة تطالب فيه بتوقي الحيطة والحذر من الأمطار قبل عدة أيام من هطلها على منطقة مكة المكرمة واشتمل التقرير على كمية المياه المتوقع هطلها.

وأكد مدير الإعلام في الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة حسين القحطاني عدم تحملهم مسؤولية وقوع حوادث جراء الأمطار كون الرئاسة وجهت إنذارا مبكرا للجهات المعنية، مضيفا «أبلغنا الجهات الأمنية منذ وقت سابق عن إمكانية هطل أمطار وحددنا كمية المياه». ودعا القحطاني جميع المواطنين والمقيمين إلى اتباع الإرشادات واتخاذ الحيطة والحذر في ظل هذه الظروف.

وفي جدة، أبلغ «عكاظ» مدير الدفاع المدني العميد عبد الله الجداوي، أن إدارته ألغت جميع إجازات الضباط والأفراد، فور تلقي تحذير من الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة يفيد باحتمال نزول أمطار.

وأوضح جداوي أنه وزعت فرق مراقبة أرضية على مجاري الأودية ومصباتها وبحيرة الصرف الصحي، والسدود الاحترازية، إذ راقبت سيولا منقولة في منطقة الشعيبة بهدف الاطمئنان على الأوضاع.

وأفاد مدير الدفاع المدني أن فرق إنقاذ وإخلاء وزعت داخل أحياء جدة القديمة للتعامل بشكل مباشر في حال وقوع انهيار المنازل التاريخية في المنطقة، إضافة إلى توزيع 110 فرق إنقاذ وسلامة وطوارئ في مواقع أخرى.

وبين جداوي أن الدفاع المدني لم يتلق أي بلاغات حتى الساعة عن وقوع أي احتجاز بسبب الأمطار أو وقوع انهيارات، مشيرا إلى أن صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد محافظ جدة، يتابع عن كثب حالة الطقس ومطلع على جميع التقارير.

وفي السياق ذاته، لم تسجل الحركة الجوية للطائرات في مطار الملك عبد العزيز أي توقف وتواصلت الرحلات الجوية الداخلية والدولية فيه. بدورها، أوضحت مصلحة الأرصاد وحماية البيئة أن الفرصة مهيأة اليوم لهطول أمطار غزيرة إلى متوسطة، إذ يستمر تواجد السحب الركامية الرعدية الممطرة على المرتفعات الجنوبية الغربية والغربية.