جامعة أم القرى في خطر وحذرنا من كارثة سيول في بحرة

أوضح مدير إدارة الدفاع المدني في العاصمة المقدسة العميد جميل أربعين أن فريق المسح الجيولوجي بإدارته

أوضح مدير إدارة الدفاع المدني في العاصمة المقدسة العميد جميل أربعين أن فريق المسح الجيولوجي بإدارته يعمل حاليا على متابعة التعديات في مخططات تقع في مجاري السيول داخل مكة وخارجها «حيث يجري الفريق وضع معالجة لتلك المخططات وإيقاف بعضها التي تقع في بطون الأودية بعد أن رصدت تعديات قد تقود إلى كارثة». وكشف العميد أربعين في حوار مع «عكاظ» عن أن الدفاع المدني حذر من كارثة السيول في بحرة «لكن الجهات المختصة لم تتدخل» وأبان مدير الدفاع المدني في منطقة مكة أن رجال الدفاع المدني نجحوا في إنقاذ أهالي بحرة من الغرق وقت هطول الأمطار، مؤكدا في الوقت نفسه أن 18 ألف منزل اجتاحتها السيول في بحرة «أعمالنا موثقة بتقارير وصفية وتوثيقية لتقديمها للجنة تقدير الأضرار التي ستقف في بحرة الأسبوع الجاري».

وطالب العميد جميل أربعين وزارة الشؤون البلدية والقروية بسرعة إنفاذ الأمر السامي القاضي بموافقة الدفاع المدني على اعتماد المخططات السكنية للحد من مخاطر السيول. وإلى تفاصيل الحوار:


• بعد كارثة سيول جدة ما هي الدروس المستفادة من قبلكم في مكة؟

ــ أعمالنا لا تقوم على ردود فعل عن كوارث أو حوادث حصلت بل هي قائمة على خطط مسبقة الإعداد مرتكزة على تحديد للمخاطر وتحليلها بعد رصدها مسبقا لا سيما فيما يخص السيول حيث تعمل لجان ميدانية على تحديد مجاري السيول ومعرفة مكامن الخطورة وكيفية وضع الحلول الوقائية لا سيما تلك المواقع التي في بطون الأودية وترفع تقارير تلك اللجان إلى مقام الإمارة وتتابع متابعة فنية بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة لهذا نحن نعمل على تلافي كل قصور قد يحدث أو أخطاء قد تقع.

• التعديات ربما قادت إلى ما حدث في جدة، هل حذر الدفاع المدني في مكة المكرمة من ذلك لا سيما فيما يخص بطون الأودية ومجاري السيول؟

ــ قضية التعديات في مكة تأخذ جانبين فهناك تعديات على بطون الأودية خارج النطاق العمراني وشكلت لها لجنة لإزالة تلك التعديات مكونة من إمارة المنطقة والدفاع المدني والشرطة والأمانة، وتقف هذه اللجنة على تلك التعديات تباعا وتمت إزالة بعض تلك التعديات. كذلك مديرو مراكز الإمارة لهم دور بارز مع اللجنة، حيث يرفعون تقارير دورية حول تلك التعديات، وهذه اللجنة تعمل الآن في منطقة البجيدي حيث يجرى الآن مسح ميداني على وادي نعمان لوقف أي تعديات على بطون الأودية.

أما الجانب الآخر من التعديات، فهي المخططات التي سبق إنشاؤها في بطون الأودية قديما، فهناك متابعات كثيرة لوضع الحلول والمعالجات الممكنة سواء من إقامة سدود أو غيرها من الحلول التي تضمن سلامة تلك المخططات من مخاطر السيول.

• وكيف تتعاملون مع الأمطار حين وقوعها لتجنب أخطارها؟

ــ في حالة حدوث الخطر وحين استقبال البلاغات التحذيرية فإننا نعمل على التوعية أولا للمواطنين فلدينا سيارات إنذار متنقلة ولدينا الإنذار الإلكتروني من خلال رسائل الجوال حيث تم التنسيق مع شركات الاتصالات المتعددة لبث رسائل تحذيرية وفق أبراج الإرسال في المواقع الخطرة.

• مدينة بحرة تقع تحت مسؤولياتكم الإدارية وهي تعرضت للغرق بشكل جعل البعض يرى أنكم لم تتحركوا قبل الكارثة بالرغم من خطورة موقعها الجغرافي، كيف تردون؟

ــ تعاملنا مع سيول بحرة الأخيرة ككارثة واستنفرنا كافة طاقاتنا البشرية والآلية للتعامل مع الموقف لا سيما أنها تقع تحت مسؤوليتنا الإدارية المباشرة ونحن سبق أن حذرنا من السيول المنقولة التي قد تجتاح بحرة وعلقنا جرس الإنذار مبكرا لجهات الاختصاص في هذا الشأن. لأنها تقع في بطون أودية خطرة فهي تقع بين أربعة أودية رئيسية وهي إشارة الخياط، حلقة الأغنام، حدا، وناحية الشميسى القديم، ورفعنا تقارير تحذر من حدوث كارثة في بحرة وقت الأمطار الغزيرة لهذا كانت تلك السيول المنقولة كارثية، لكننا عملنا على إنقاذ بحرة من الغرق بقدر المستطاع، حيث أنقذنا 461 حالة من الغرق المؤكد ولم تسجل حالات وفاة في بحرة إلا حالتا وفاة بسبب صعق كهربائي، وبعد انتهاء عمليات الإنقاذ شرعنا في عمليات الإيواء وتم خلال الست ساعات الأولى من الكارثة إيواء 159 أسرة تضم 870 شخصا عن طريق المركز الإعلامي الذي أنشأناه في بحرة فورا، حيث أسكنوا في شقق مفروشة وتم حصر 18170 منزلا متضرراً إلى جانب نفوق 446 رأسا من الماشية و95 محلا تجاريا و365 مركبة، ورفعت الأوراق إلى مقام الإمارة وننتظر وقوف لجنة تقدير الأضرار عليها.

• لكن لجنة تقدير الأضرار تأخرت في الوقوف على أضرار بحرة والأهالي قاموا بإصلاح أغلب الأضرار مما خلق تخوفا لديهم من عدم تقدير تلك الأضرار بالشكل الصحيح؟

ــ كل ما حدث في بحرة من سيول وأضرار موثقة لدينا بالصور والتقارير الوصفية التي من خلالها يمكن للجنة التعويضات التثبت من حجم الأضرار، وكل هذه المواقع موثقة لدينا عن طريق أنظمة معلوماتية نستخدمها في مثل هذه القضايا، وقد استطعنا وخلال الست ساعات الأولى من الأمطار إيواء كل من تضرر منزله في بحرة، ولدينا المعلومات الكافية في ذلك ولا داعي للقلق بين الأهالي.

• هناك في مكة المكرمة أماكن خطرة جدا وقت الأمطار ولا تزال تنتظر حلولا جذرية لحماية سكانها كيف تتعاملون مع تلك الأماكن وما تقييمكم لمشاريع التصريف التي تنفذها أمانة العاصمة؟

ــــ مع كل حالة أمطار نقوم بمراجعة للمواقع التي سبق رصدها، فالأمانة تعمل على تنفيذ مشاريع السيول وبعد كل حالة أمطار يشكل فريق رصد جيولوجي من الدفاع المدني يعمل على مسح شامل لكل المواقع الخطرة، وتتم عملية تقييم شبكات تصريف السيول المنفذة.

ولدينا 9 مواقع خطرة في مكة داخل المدينة، وهي تشكل هاجسا لنا لأن منسوب المياه فيها يكون مرتفعا مع هطول الأمطار، وعندما يصلنا التحذير من مصلحة الأرصاد وحماية البيئة الذي غالبا ما يصلنا قبل الحدث بـثلاث ساعات، نقوم بتمرير التحذير إلى جهات الاختصاص وتعطى فرق الدفاع المدني أمر التحرك والانتشار السريع في تلك المواقع التسعة، حيث يتم الاستعانة بالقوارب المطاطية والسيارات البرمائية بهدف أن يكون لدينا استجابة سريعة لأي حالة استغاثة.

• لكن هناك مخططات في مجاري السيول وأخرى في بطون أودية هل شرعتم في خطة حماية لها طالما أنها مأهولة بالسكان؟

ـــ بعد الأمطار الأخيرة كلفنا فريق رصد جيولوجي بالوقوف على مخططات تقع في مجاري أودية أو شعاب، وقد شرع هذا الفريق في عمله منذ أسبوع ولا يزال العمل قائما وسيتم الرفع بنتائج الرصد وسبق أن رصدنا في مكة مخططات تقع في مجاري السيول، وحذرنا الجهات المختصة من ذلك، وهذا هو دورنا وتلك المخططات لا سيما في شمال مكة وفي شرق وجنوب مكة هي أماكن معروفة ونحن نخشى على تلك الأماكن من السيول المنقولة التي هي الهاجس الحقيقي، وبالرغم من هذا تم إجراء بعض الحلول والمعالجات وبحثنا مع المختصين في أمانة العاصمة المقدسة، وزارة الزراعة، وهيئة المساحة الجيولوجية، التي تقدم لنا دعما فنيا هاما في تحديد مجاري ومصادر الأودية، كما نستخدم الصور الفضائية لتحديد مسارات تلك الأودية ومن ثمة محاولة إيجاد الحلول، وقد أوصينا بإقامة سدود في عدة أماكن ونفذت سدود وكان لها نتائج إيجابية فالسد المنفذ في منطقة مخطط النور ووادي جليل حمت المنطقتين من كارثة، وهناك مواقع أخرى أوصينا بعمل السدود فيها والجهات المختصة لديها العلم التام بها.

• وما هي أكثر الأماكن عرضة للسيول المنقولة في مكة المكرمة؟

ــ السيول المنقولة عنصر مفاجأة خطر ولعل شرق مكة وشمالها أكثر الأماكن عرضة للسيول المنقولة، لهذا قمنا بدراسة متكاملة من خلال فريق الرصد لتلك المواقع.

• إذن هناك خطورة على بعض المخططات المعتمدة في مكة، في نظركم كيف يمكن وضع حلول جذرية لمثل هذه المخاطر مستقبلا؟

ــ في اعتقادي أن حل المشكلة يكمن في تنفيذ الأمر السامي المعتمد القاضي بضرورة عرض المخططات السكنية قبل اعتمادها من أمانات المدن على الدفاع المدني لموافقته على سلامتها، إلا أن هذا الأمر لم ينفذ منذ صدوره منذ حوالى أربعة أعوام، ولا نزال في طور المطالبة لتفعيل هذا الأمر لأن فيه حماية كاملة للممتلكات والأرواح، والدفاع المدني لن يسمح لأي مخطط بالقيام ما لم يكن في أماكن آمنة من مخاطر السيول.

• وما الدور الذي تقومون به في ظل ذلك؟

ــ عندما نستشعر الخطر في أي مخطط سنتدخل فورا وهذا ما حدث في أحد المخططات التي أوقفناها وهو مخطط في طريق مكة كان في مجرى سيل وألزمنا مالك المخطط بوضع المعالجات التي توفر الأمان وهذا ما قام به، وبعدها سمح له بالتنفيذ كما أوقفنا مستثمرا قام بإنشاء موقع ورش يضم ما يربو على 1300 ورشة في مجرى سيل، لكننا تدخلنا وأوقفنا المشروع كاملا ولا نزال ندرس الموضوع ولن نسمح بإقامته إلا بعد وجود معالجات للموقع.

• هل رصدتم حالات تعد على مجاري السيول في مكة؟

ــ رصدنا أماكن تعديات على مجاري السيول وبطون الأودية وقمنا بالرفع إلى جهات الاختصاص وتعمل لجان التعديات على إزالتها الآن ونقوم بمراقبة العقوم المحدثة التي يستحدثها أصحاب المزارع لعملية السقيا.

• ومن يقف وراء تلك التعديات هل هم مستثمرون أم حالات فردية ليس إلا؟

ــ حالات التعديات على بطون الأودية خارج مكة حالات فردية ولكن ليس لدي الدراية الكاملة وليس لدي معلومات دقيقة عن بعضها، نحن جهة منع إقامة مثل هذه المخاطر فقط، ولسنا لجنة تحقيق، هناك جهات تتبع وتحقيق لمعرفة من يقف وراء تلك التعديات.

• في مكة منشآت حكومية وحيوية في أماكن خطرة كيف تتعاملون معها وما دوركم في حمايتها؟

ــ قمنا بتنسيق مسبق مع الجهات الحكومية والتعليمية فيما يخص الأمطار وخطط الطوارئ ولدينا تواصل دائم مع تلك الجهات ونرفع لها بكل ما نعتبره هاجسا لنا ولا يمكنني القول أن ثمة أماكن خطرة جدا أو لا يوجد أماكن، كذلك كل جهة حكومية تدرك الأخطار التي تمثل هاجسا لنا في الدفاع المدني، أما فيما يخص المدارس فهناك تنظيم مسبق وتدريب متواصل فيما يخص إدارة المواقف، وقد تم تدريب منسوبيها على ذلك.

• لكن جامعة أم القرى في مجرى واد خطر ومنسوبوها في قلق من تداعيات السيول، كيف ترون المعالجة؟

ــــ الجامعة في مجرى واد وعملت لها احتياطات لحمايتها ونحن نطالب وسائل حماية أكثر طمأنة للطلاب وأولياء أمورهم والأكاديميين فرفع معدل السلامة مطلب ملح في الجامعة ونحن نتفق مع القائمين عليها من ناحية القلق من موقعها ونحن نطالب بدراسة تحليلية للموقع تقوم على النمذجة لنعرف كمية الأمطار والمياه وهل المعالجات الحالية كفيلة بحمايتها من السيول أم لا، وقد طلبنا أن تتولى هذه الدراسة جهة مختصة ودقيقة كهيئة المساحة الجيولوجية مع مساندة من معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج وأمانة العاصمة والدفاع المدني فأخذ الاحتياطات بات ضرورة هامة في الجامعة.

• المنطقة المركزية منطقة مكتظة بالمباني والسكان هل هي في مأمن عن السيول المنقولة؟

ــ بالرغم من أن الحرم المكي الشريف يقع في بطن وادي إبراهيم إلا انه يمكنني القول أن المنطقة المركزية في أمان عن السيول المنقولة فهناك شبكات تصريف ضخمة تسهم في حماية المنطقة المركزية.

علي بن غرسان ـ مكة المكرمة