الحجاج والأمطار.. تعددت الأسباب والغرق واحد
كان من الصعب أن تراهم دون أن تشفق على وضعهم في منى أمس لكنه حلم العمر الذي تقهر من أجله الفيافي على مدى سنوات.
كان من الصعب أن تراهم دون أن تشفق على وضعهم في منى أمس لكنه حلم العمر الذي تقهر من أجله الفيافي على مدى سنوات.
فهذا حاج سبعيني يرتعد من البرد وغزارة الأمطار لعدة ساعات متواصلة، وهذا أب يحمل فلذة كبده ولا يعرف كيف يحميه من المطر.
مشاهد عديدة مختلفة عاشها الكثير من الحجاج المفترشين في منى أمس تحت المطر وسط إصرار من جانب البعض على الافتراش اعتقاداً منهم بزيادة الأجر على مقدار التعب والمشقة، فيما البعض الآخر يشكو مؤسسته التي جاءت به على مشارف (منى) وتركته يواجه المطر بصدر عار!.
وإذا كان حجاج الخارج الذين يقدر عددهم بأكثر 1.6 مليون حاج قد وجدوا سقفاً يأويهم في الخيام المطورة إلا أن المطر كان له رؤية مغايرة بالنسبة للمفترشين في أول سطور رحلتهم مع الحج بيوم التروية.
الصعوبة البالغة في الحركة بمنى دفعت البعض إلى التفكير في الافتراش في أي مكان حتى لو كان دورة مياه، أو تحت جسر وكان منظر هذا الحاج مثيراً للحزن لدى الكثيرين عندما كان يصرّ على إدخال ابنه في أحد المخيمات ولكن الحارس يرفض ذلك امتثالاً للنظام كما يقول!.