لجنة في الجامعة لحصر وسداد ديون أكاديمي مكة
دفن أمس في مكة المكرمة أستاذ التاريخ في جامعة أم القرى الدكتور ناصر الحارثي
دفن أمس في مكة المكرمة أستاذ التاريخ في جامعة أم القرى الدكتور ناصر الحارثي، الذي قضى منتحرا قبل نحو 14 يوما، فيما لا تزال جهات التحقيق تنتظر نتائج تشريح الجثمان التي يتوقع صدورها نهاية الأسبوع الحالي.
وفي وقت سابق، تسلمت الأسرة جثمان الحارثي في الساعة السابعة من صباح أمس، قبل نقلة إلى منزله لإلقاء النظرة الأخيرة عليه من قبل أسرته وزوجاته وبناته، ليتم بعدها نقله إلى مقبرة المعلاة وسط حشد من أصدقائه وزملائه.
وأبلغ «عكاظ» أبناء أكاديمي مكة ناصر الحارثي أن جهات التحقيق أكدت لهم عدم وجود أي شبهة جنائية وراء وفاته، مبينين أن نتائج تشريح جثمانه رجحت شبهة الانتحار التي لم يتقبلوها في البداية.
وأرجع أبناء الحارثي، باسم ومحمد وعلي، أسباب وفاة فقيدهم إلى معاناته من مرض نفسي حاد، مضيفين «أطلعنا على صورة من التقرير الطبي بمستشفى خاص قبل ثلاثة أيام يوضح مراجعة والدنا لهم، واكتشافهم أنه يعاني من اكتئاب نفسي حاد».
ويوضح التقرير الطبي الذي حصلت «عكاظ» على نسخة منه، أن المستشفى أجرى للحارثي فحصا للمخ للتأكد من حالة ذاكرته، ومدى تأثرها بالحالة النفسية التي يعاني منها.
وأكد أبناؤه أن امتناعه عن تناول الدواء السبب الأساسي في إقدامه على الانتحار، كاشفين عن استعانته بأشخاص يدعون العلاج بالرقية الشرعية اكتشف بأنهم مشعوذون لا يعتمدون الهدي النبوي في الرقية.
وأفاد أبناء الحارثي أن السلطات الأمنية ستحقق مع الأشخاص المدعين العلاج بالرقية بعد تحديد أرقام هواتفهم من سجل المكالمات الهاتفية في هاتف والدهم المحمول.
وحول وصايا والده التي عثر عليها في مكتبه الخاص عقب وفاته، قال باسم «سنعرضها على عدد من القضاة لطلب المشورة لتنفيذها وفق الشريعة الإسلامية».
ونفى الابن الأكبر باسم أن يكون للخادمتين اللتين كانتا تعملان لدى الأسرة أي علاقة بوفاة والده، باعتبارهما غادرتا المملكة قبل وفاته.
ودعا ابن أكاديمي مكة وسائل الإعلام عدم تشويه صورة والده كونه عمد للانتحار، معتبرا أن المرض النفسي هو الذي دفع والده لإنهاء حياته.
وتقدم مدير جامعة أم القرى الدكتور وليد أبو الفرج وعضو هيئة كبار العلماء الدكتور عبد الوهاب أبو سليمان وعضو مجلس الشورى سليمان الزايدي جموع المشيعين لجثمان الحارثي مع حشد من اساتذة الجامعة وطلابها وأقرباء الفقيد، حيث أديت عليه صلاة الميت في المسجد الحرام عقب صلاة الجمعة أمس ليوارى جثمانه الثرى في مقبرة المعلاة.
وفي سياق متصل، أعلنت جامعة أم القرى تشكيل لجنة طارئه برئاسة وكيل الجامعة الدكتور هاشم بكر حريري لحصر ديون الدكتور الحارثي وتسديدها، وأوضح مدير الجامعة الدكتور وليد أبو الفرج أن اللجنة باشرت عملها تمهيدا لسداد جميع ديون الراحل، وأضاف «بالرغم من قصر معرفتي بالدكتور الحارثي إلى أنني أرى فيه الرجل الصادق المخلص الجاد في عمله».
وأضاف أبو الفرج «أن الجامعة قد فقدت علما من أعلامها، كون الدكتور ناصر يعد الأول في مجاله وبوفاته فقدت الجامعة أحد أبرز علمائها المخلصين الجادين في علمهم ومما يثلج الصدر، أن العلم الذي خلفه مثبت وإن شاء الله أن زملاءه وطلابه سيكملون مسيرته، كما سيتم ترشيحه لأية جائزة في مجال تخصصه لنيلها مستقبلا».
من جهته أكد وكيل جامعة أم القرى الدكتور هاشم حريري، أنه تلقى تكليف مدير الجامعة لتشكيل هذه اللجنة، وأضاف أنها ستبدأ في أعمالها فورا وسيتم الاتصال بذويه لرصد ديونه تمهيدا لتسديدها، مؤكدا أن الجامعة ستقوم بتسمية إحدى قاعات إدارة المتاحف الجديدة باسم الدكتور ناصر تخليدا لاسمه ولما قدمه للجامعة.
وأشار سليمان الزايدي عضو مجلس الشورى أحد أبرز أصدقاء الراحل أن الدكتور ناصر الحارثي مات ولم يأخذ حقه من جامعة أم القرى، فهو من الباحثين الجادين الذين كانوا يقضون غالبية أوقاتهم في البحث والعلم.
وأضاف «ذهبت معه إلى عدة جهات كان يبحث عن نقوش وكتب وأحجار تراثية لاستخراج مجموعة من النقوش المتعلقة بالحرم النبوي الشريف لإحدى طالباته في جامعة ماليزيا، حيث كان حريصا على إيصال المادة العلمية لطلابه أينما كانوا».
وزاد «عرفته رجلا عاقلا متواضعا محبا للخير لا يغلب رأيه حيا في نقاشه، وكان متواضعا حتى في حياته الشخصية وفي ملبسه ومسكنه وسيارته التي يقودها غالبية طلابه».
مشاهدات
* مدير جامعة أم القرى الدكتور فرج أبو العز وعضو هيئة كبار العلماء عبد الوهاب أبو سليمان تقدما المشيعين.
* تم تغسيل الجثمان في مغسلة جامع المهاجرين.
* نقل الجثمان إلى منزله في حي العوالي في الساعة التاسعة صباحا.