عميد شؤون المكتبات بأم القرى: تزاملنا في الثانوية والتدريس بالقسم ومؤتمرات خارجية
وصف عميد شؤون المكتبات بجامعة ام القرى الدكتور عدنان الحارثي علاقته بالفقيد الدكتور ناصر الحارثي، بانها علاقة الأخ بأخيه حيث تعود لمرحلة
وصف عميد شؤون المكتبات بجامعة ام القرى الدكتور عدنان الحارثي علاقته بالفقيد الدكتور ناصر الحارثي، بانها علاقة الأخ بأخيه حيث تعود لمرحلة الثانوية.. مشيرا الى ان خبر وفاته نزل عليه كالصاعقة فلم يستطع ان يقوم من مقعده..
وقال: انني لمت الفقيد عندما شاهدت تدهورا في صحته ولو علمت انه سيصل الى مرحلة الخطر لما تركته يصل اليه، مشيرا الى ان رفيق دربه وصديقه د. ناصر سلط جل اهتمامه على البحث العلمي والمؤلفات في مجال الاثار على حساب صحته التي لم يهتم بها.
وقال: ان هناك بحوثا للدكتور ناصر ما زالت تحت الطبع وقد استعار مني د. ناصر خريطة لجدة القديمة كان ربما سيعمل عليها دراسة وبحثا. وعن بداية معرفته بالدكتور ناصر قال الدكتور عدنان: معرفتي به قديمة فقد تزاملنا في المرحلة الثانوية بثانوية ثقيف بالطائف وكان في القسم الأدبي وأنا في القسم العلمي ثم تزاملنا في جامعة ام القرى في قسم الحضارة والنظم الاسلامية وكان يسبقني بفصل حيث تخرج قبلي وعين معيدا بالجامعة ثم لحقت به في الفصل الذي بعده فكنت معيدا معه بنفس القسم وامتدت الزمالة والصداقة بيننا فكان بالنسبة لي اكثر من صديق حيث تربطني به صداقة عميقة فنزهاتنا وسفراتنا دائما معا سواء في ندوات او مؤتمرات او معارض كان آخرها مؤتمرا في الاسكندرية اقامته مكتبة الاسكندرية ودعينا له فسافرنا معا ولم نفترق.. واضاف د. الحارثي وعينة رقراقة بالدمع قائلا: والله لو علمت أن لدى اخي الدكتور ناصر معاناة أي كان نوع هذه المعاناة لما تأخرت عنه ولقدمت كلما في وسعي له. وقال: ان آخر اتصال لي بالدكتور ناصر كان مساء (الثلاثاء) السابق ليوم وفاته بثلاثة ايام حيث ارسلت له رسالة في بداية الأمر استفسر فيها عن شواهد (نقوش) أثرية على مقابر بمحافظة الليث فاتصل بي في المساء وقال انه ليس لديه خلفية عن هذه الشواهد واقترح علي أن نسأل بعض الزملاء المتخصصين في الدراسات الخاصة بالمنطقة نفسها.
ومضى عميد شؤون المكتبات يقول والحزن يعتصره: زارني د. ناصر في شهر رمضان الماضي في مكتبي ظهرا فلاحظت عليه ضعفا في الصحة فسألته عن السبب، فقال ان السكر تزايد عليه فعاتبته على عدم اهتمامه بصحته فقد كان البحث العلمي يأخذ جل وقته وكان يجهد نفسه ويبحث وكل ذلك على حساب صحته.. وطلبت منه ان يعيد تنظيم أكله ويستمر على دواء السكر وألا يهمله. واضاف: أعتقد ان حالة الوفاة التي تعرض لها كانت انعكاس للتراكمات الصحية التي أهملها كالسكر الذي ربما أثر على قدراته واهماله للدواء وبالتالي أدت إلى تدهور صحته. مشيرا الى انه أخذ منه في شهر رمضان مادة علمية لأنه كان مستمرا في عمل البحوث مما يدل على أنه كان مقبلا على الحياة بكل حب وشغف.
وتوقف د. عدنان الحارثي عن الحديث برهة ثم قال: كلما رايت صورة اخي د. ناصر بالجريدة ألومه وأقول: لمَ لمْ تخبرني بمعاناتك يا ناصر؟ لمَ السكوت والتكتم على رفيق دربك وصديقك؟ ليتني علمت بما تعانيه فوالله لم أكن لاتأخر عنك ولن اتركك لحالك؟
وقال: ان د. ناصر كان كريما الى ابعد الحدود فهو على استعداد ان يستدين في سبيل مساعدة الاخرين ومن المستحيل أن يرد من يطلبه أي طلب بكلمة لا أو ليس معي شيئا، بل لا يتأخر عن ذلك مهما كان الثمن فهو يعتبر المادة اخر شيء ينظر اليه ولذلك تحمل ديونا تحت وطأة الكرم وسعيه الجاد لبناء بيت واسع لاسرته. وكنت دائما ألومه على بعض التصرفات خوفا عليه لكنه في الاخير قال لي: الحمد لله سددت الديون ولا اعلم هل يريد اسكاتي لأنني دائما اعتب عليه في هذا المجال؟ أم أنه بالفعل انهى كافة المستلزمات التي عليه. وحول تلقي الخبر قال الدكتور عدنان: تلقيت الخبر الفاجعة وانا في بيت الوالد بجدة وصدمني الخبر صدمة كبيرة لدرجة أنني لم أستطع أن اقوم من على الكرسي الذي كنت جالسا عليه عندما اخبرني شخص من خلال اتصال هاتفي في نفس الليلة.. فلم اتوقع ان أفقد زميلا وصديقا بهذه الطريقة، مشيرا الى أنه صدر قرار تعيينه رئيسا لقسم الدراسات العليا التاريخية والحضارية كما رشح لنيل جائزة التفوق في البحث العلمي فقد كان قدرة بارعة في مجال البحث والدليل مؤلفاته الكثيرة التي تزخر بها المكتبات.
وقال: إن الدكتور ناصر كان حريصا على ان نجتمع ونتعشى أو نتغدى سويا وكثيرا ما خرجت وناصر والدكتور عبدالله الشنبري لنتعشى أو نتغدى معا باي مطعم من المطاعم التي كان ناصر يحددها لنا حيث كان يتصل علي وعلى الدكتور عبدالله يخبرنا بأنه حدد المطعم الذي سنأكل فيه. وأذكر أنه اجبرنا يوما من الأيام على أن نذهب إلى جدة لنأكل في مطعم يحب أن يأكل فيه. وأشار الى ان الدكتور كان لديه اشراف هذا العام على رسائل علمية لطالبين وطالبة دكتوراه وقد ناقش رسائل علمية عدة.
وتمنى الدكتور عدنان الحارثي في ختام حديثه ان يجد الفقيد تكريما يليق باسمه وسمعته من جامعته جامعة ام القرى نظير الجهود الجبارة التي قدمها والمؤلفات القيمة التي ألفها في مجال الاثار.