انسيابية حشودالحرمين في ليلة ختم القرآن
شهد مليونان ونصف المليون مصلية ومصل في الحرم المكي الشريف في مكة المكرمة
شهد مليونان ونصف المليون مصلية ومصل في الحرم المكي الشريف في مكة المكرمة والمسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة البارحة ختم القرآن الكريم، وسط أجواء إيمانية ومشاهد من التضرع والابتهال بعد أن شارك أغلبهم على مدار 29 يوما، في قراءة أجزاء القرآن الثلاثين عبر صلوات العشاء والتراويح، والتهجد في أيام وليال العشر الأواخر. وجرت مراسم ليلة ختم القرآن بإشراف مباشر من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة، للاطمئنان على الخدمات المقدمة لوفود الرحمن، وتذليل أي عقبات قد تواجههم في تقديم هذه الخدمة.
وسيطرت أجواء الروحانية والإيمان بين صفوف المعتمرين والمصلين، حيث لم تشهد ليلة التاسع والعشرين من رمضان، أحداث تعكر صفوف ضيوف الرحمن، رغم الكثافة الكبيرة من المعتمرين والزوار.
وتزين الحرم المكي بساحاته، والمنطقة المركزية المحيطة، بصفوف المصلين التي تجاوزت ساحات الحرم الخارجية، وامتدت صفوف المصلين على مدى أربعة أحياء من أحياء العاصمة المقدسة المجاورة للحرم المكي الشريف.
من جهته، أوضح الناطق الإعلامي للشؤون الصحية في العاصمة المقدسة فائق حسين، أن المراكز الصحية داخل الحرم المكي الشريف ومستشفى أجياد استقبلت أكثر من 500 مراجع خلال ليلة التاسع والعشرين من شهر رمضان الحالي، مضيفا «جميعهم تفاوتت حالاتهم المرضية بين ارتفاع الضغط أو السكري أو انخفاضهما، والإجهاد، وخاصة من كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة».
وفي المدينة المنورة، وقف صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن ماجد بن عبد العزيز أمير المدينة المنورة البارحة، على سير عمل الأجهزة والإدارات الحكومية القائمة على تقديم الخدمات وتذليل العقبات أمام المصلين وزوار المسجد النبوي الشريف. وفي أجواء مفعمة بالخشوع والإيمان، شهد ما يقارب المليون مصل صلاة القيام ودعاء ختم القرآن في الحرم النبوي الشريف البارحة، وتوزعوا إما داخل الحرم النبوي وسطحه، أو في الساحات الداخلية والخارجية.
وتوالى المصلون من رجال ونساء وأطفال إلى المسجد النبوي الشريف منذ الساعات الأولى من مساء أمس، ولم يغادر معظم من قدموا إلى مسجد النبي محمد عليه الصلاة والسلام الذي شيد بعد انتقاله من مكة إلى المدينة المنورة أو يثرب كما كانت تسمى قديما، بعد طعام الإفطار وصلاة المغرب، خشية على فقدان مواقعهم. وجندت الأجهزة الحكومية في المدينة المنورة كافة طاقاتها لاستقبال المصلين، وتهيئة الساحات والممرات لمواجهة ازدحام الزوار وسكان المدينة والمصلين الذين توافدوا أفرادا وجموعا عقب صلاة العصر. وكثفت شرطة المدينة المنورة من انتشار وتوزيع دورياتها الأمنية عبر الطرق المؤدية إلى المسجد النبوي في المدينة المنورة، وكذلك الدراجات النارية لتسهيل الانتقال بين الطرق المؤدية للحرم، وفي محيط المنطقة المركزية.
ولم تتوقف حركة توافد مركبات المواطنين والزائرين (القادمين بواسطة الطريق البري) عبر طريق الهجرة الواصل بين منطقتي مكة المكرمة والمدينة منذ أمس الأول، مما دفع إلى كثافة أمنية من دوريات الشرطة وأمن الطرق، لضمان انسيابية الحركة المرورية.