60 ألف عين تحرس الأمن في العشر الأواخر وليلتي 27 وختم القرآن
لن يغمض جفن لـ60 ألف عين ساهرة على راحة وأمن وسلامة وطمأنينة ضيوف بيت الله الحرام من زوار ومعتمرين، تلك الأعين التي ستكون ساهرة عليهم هي عيون
لن يغمض جفن لـ60 ألف عين ساهرة على راحة وأمن وسلامة وطمأنينة ضيوف بيت الله الحرام من زوار ومعتمرين، تلك الأعين التي ستكون ساهرة عليهم هي عيون 30 ألف عامل على تنفيذ مهمات من نوع خاص ليس لها مثيل في العالم، مهمات تم تحديدها من لدن الجهات الأمنية والخدمية، الحكومية منها والأهلية، لمواجهة أوقات الذروة في المسجد الحرام، بعاملين يصل تعدادهم إلى قرابة الـ30 ألفا في تنفيذ الخطة العامة لشهر رمضان، بينهم 18 ألف رجل أمن، ستة آلاف من العاملات والعاملين تحت مظلة شؤون الحرمين، ستة آلاف يمثلون باقي الجهات الحكومية والخدمية، بالاستنفار وتنفيذ المهام الموكلة إليهم خلال الفترة المتبقية من الشهر الجاري، مع التركيز والعمل بكامل الطاقة خلال العشر الأواخر وليلة ختم القرآن لحراسة السكينة في المسجد الحرام، ولن يغمض جفنها حتى انتهاء مهمتها بنجاح يضاف إلى النجاحات التي تحققت في الأيام المنقضية من رمضان، حيث إن جميع العاملين الذين نذروا أنفسهم لتحمل المسؤولية كل في ما يخصه، متيقنين بأن أجرهم في خدمة ضيوف الرحمن عند ربهم عز وجل لن ينقص عن أجر الطائفين والركع السجود، حيث إنهم أثناء تنفيذ مهامهم يرددون «عينان لا تمسهما النار.. عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله».
رصد فريق «عكاظ» في جولة تفقدية أمس في المسجد الحرام والمنطقة المركزية، حال جل العاملين في هذا الواجب: معنويات مرتفعة، وأهداف سامية يسعون إلى تحقيقها في الميدان نساء كانوا أو رجالا. وعندما التقت «عكاظ» عددا من العاملين في الميدان، كان حديثهم مستوحى من الرغبة والطموح والتضحيات التي تتميز بأنها ليست مخصوصة على من هو من مكة المكرمة، بل إنهم قدموا من مختلف أنحاء المملكة، يجمعهم هدف واحد ومهمة واحدة.
حراس السكينة
المهمة الملقاة على عاتق حراس السكينة محددة وفق زمان ومكان، فالزمان ليلة الـ27 أرجح ليالي القدر، وليلة الـ29 ليلة ختم القرآن، اللتان تشهدان توافدا كثيفا للمصلين يصل ذروته في صلاتي العشاء والتراويح، أما المكان فهو بيت الله الحرام، الكعبة المشرفة، مقام إبراهيم، الصفا والمروة، وبئر زمزم، حيث تسجل جنبات البيت العتيق حضور مليونين ونصف المليون مصل، فيواجه المرابطون مهمة ثالثة هي كيفية التعامل مع الكثافة العددية، فيبادرون إلى تنفيذها، ويتولى رجال الأمن البواسل تنظيم دخول المركبات إلى مكة المكرمة، وتأمين سلامة المعتمرين والزوار منذ وصولهم الأراضي المقدسة حتى مغادرتهم، في حين يتولى المرابطون في المسجد الحرام من رجال الأمن تنظيم الحشود البشرية، منع التدافع في مواقع الكثافات، حفظ ممتلكات الزوار والعمار والمصلين، ملاحقة الباعة الجائلين، القضاء على الظواهر السلوكية السيئة، والتعامل الإنساني مع وفود الرحمن، في حين يتولى منسوبو رئاسة شؤون الحرمين تأمين كل ما يحتاجه الزائر داخل أروقة المسجد الحرام وساحاته، وتباشر أعمال النظافة، تأمين مياه زمزم، توفير مواقع الاعتكاف، وتوفير العربات للمعاقين وكبار السن، فيما تتولى الجهات الحكومية والخدمية الأخرى تنفيذ مهمات لا تقل أبدا عن غيرها كل حسب تخصصها، وسط منظومة من الخدمات المتكاملة التي وفرتها أجهزة الدولة المختلفة.
وتشهد مكة خلال الأيام والليالي المتبقية من هذا الشهر، زيادة عددية وكثافة كبيرة من الزوار والمعتمرين، ولمواجهة هذه الزيادة أعدت الجهات المعنية خططا متكاملة لتوفير أفضل الخدمات، وتحقيق المزيد من الراحة لهم، وبدأت في تنفيذها حيث تتابع إمارة منطقة مكة المكرمة بصفة دائمة ومستمرة مع المسؤولين في القطاعات المعنية الخدمات المقدمة، وتذليل أي عقبات قد تواجههم ومعالجتها معالجة فورية كما تشرف إشرافا مباشرا على أداء هذه الخدمات.
شؤون الحرمين
جندت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي ستة آلاف عاملة وعامل، ووفرت جميع الخدمات للزوار والمعتمرين في المسجد الحرام، وهيأت المناخ التعبدي لهم، وكثفت برامج الوعظ والإرشاد من خلال الدروس الدينية ومكاتب الفتوى المنتشرة في المسجد الحرام لتوجيه وإرشاد المعتمرين والإجابة على أسئلتهم واستفساراتهم المتعلقة بأمور دينهم وأداء مناسكهم، ووفرت آلاف العربات في المسعى بالمجان للمحتاجين والعجزة وكبار السن، وخصصت ممرات لهذه العربات وفصلها عن حركة من يؤدون شعيرة السعي أو الطواف، وسلالم لخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة، وشغلت السلالم الكهربائية لنقل المصلين إلى الدور الأول وسطوح المسجد الحرام لتخفيف الازدحام داخله، كما كثفت المراقبة على عملية الطواف والسعي وتنظيمهما وتنظيم عملية الدخول والخروج من وإلى الحرم، ووفرت ماء زمزم المبرد في حافظات موزعة في جميع أروقة وأدوار المسجد الحرام وسطحه وساحاته، علاوة على مجمعات ماء زمزم المنتشرة داخل المسجد الحرام وساحاته وهيأت ساحات الحرم للصلاة.
مواقع الاعتكاف
وأوضح لـ«عكاظ» الوكيل المساعد لشؤون المسجد الحرام لشؤون الخدمات الدكتور يوسف الوابل أن اللجان المكلفة بملاحقة المتورطين في تأجير المواقع كثفت أعمالها خلال العشر الأواخر، وسيرتفع عمل اللجان خلال ليلتي الـ27 و29 ولن نتساهل مع أي شخص يثبت تورطه وسينال جزاءه.
وزاد الوابل: تم تجهيز مواقع للاعتكاف في الدور الأرضي للمسجد الحرام بطاقة استيعابية بلغت 30 ألف معتكف، فيها قسمان، إضافة إلى قسم للنساء المعتكفات على يمين باب الملك فهد، وروعي فيها حفظ خصوصية المرأة أثناء اعتكافها من خلال وضع السواتر وتزويدها بالمياه والمصاحف والندوات وربطها بمكبرات الصوت للفتوى، كما خصص موقع ثالث للرجال من المعتكفين.
وبين الدكتور يوسف الوابل أنه تم تحديد ما يسمح للمعتكف بإدخاله لموقع الاعتكاف، إضافة إلى ثلاث لجان لمتابعة المعتكفين على مدار الـ24 ساعة، وتشهد حضورا كثيفا من الرجال والنساء وتتم بطرق عمليه ومنظمة.
قوة أمن الحرم
من جهتها وضعت قوة أمن الحرم أيضا خططها الأمنية لتنظيم عملية الدخول والخروج من وإلى الحرم المكي، ومنع الجلوس في الممرات داخله، والساحات المحيطة به، توجيه النساء إلى الأماكن المخصصة لهن، مكافحة الظواهر السلبية التي قد تحدث من ضعفاء النفوس والتي قد يتعرض لها المعتمرون والزوار، التحفظ على من يمارس ظواهر سلبية بالتعاون والتنسيق مع الجهات المعنية، مراقبة حركة وفود الرحمن داخل المسجد الحرام وساحاته من خلال كاميرات المراقبة المنتشرة داخل المسجد الحرام لمعالجة أي طارئ قد يحدث في حينه، المحافظة على الأطفال التائهين عن ذويهم حتى يتم تسليمهم لهم، كذلك المحافظة على المفقودات التي يعثر عليها داخل المسجد الحرام وساحاته، ومساعدة قاصدي بيت الله الحرام وتوجيهم وإرشادهم في ما يحتاجون إليه.
الحفاظ على النظافة
كما كثفت أمانة العاصمة المقدسة أعمال النظافة ونقل النفايات والمخلفات بصورة مستمرة ودائمة، وركزت في خطتها على المنطقة المركزية، وتسعى لتكثيف أعمال المراقبة على المطاعم والأسواق والمحلات التجارية للتأكد من توفر الشروط المطلوبة وصلاحية المواد الغذائية والشهادات الصحية لدى العاملين في المطاعم ومحلات بيع المواد الغذائية، وتكثيف أعمال الإصحاح البيئي حيث إن جميع هذه البرامج تنفذ خلال شهر رمضان.
كما أعدت إدارة مرور العاصمة المقدسة خطتها لمواجهة الكثافة المرورية في شوارع مكة المكرمة في الليالي الأخيرة من رمضان، من خلال متابعة الحركة المرورية وتنظيمها ومنع وقوع الازدحامات وتسهيل الحركة أمام وفود المصلين من خلال توجيه المعتمرين إلى المواقف المخصصة للسيارات في مداخل مكة المكرمة.
وأكد لـ«عكاظ» مدير إدارة مرور العاصمة المقدسة العقيد أحمد بن ناشي أن إدارته تنفذ خطتها في مرحلتها الأخيرة المخصصة للعشر الأواخر، مع التركيز على ليلتي السابع والعشرين والتاسع والعشرين اللتين دائما ما تشهد كثافة في أعداد السيارات التي تدخل مكة المكرمة.. مؤكدا أن المرور سوف تقوم بتنفيذ الخطة وفق ما هو مرسوم لها بفضل الجهود التي يبذلها القائمون على تنظيم الحركة المرورية ومتابعتها من ضباط وأفراد علاوة على تعاون المعتمرين والمواطنين والمقيمين مع رجال المرور والتزامهم بتعليمات الخطة والتقيد بها، وأمل بن ناشي أن تحقق الخطة الأهداف المرجوة منها في الأيام المقبلة.
محاصرة الفيروس
وعملت الشؤون الصحية في العاصمة المقدسة على تهيئة جميع المستشفيات والمراكز الصحية في مكة، وتكثيف العمل في المراكز الصحية الستة التي تم توزيعها في المسجد الحرام، والمجهزة بكامل المعدات الطبية المتطورة، ووزعت فرقا طبية في الطواف والمسعى لعلاج الحالات الطارئة في مواقعها ونقلها فورا للمراكز أو المستشفيات القريبة، بهدف محاصرة مرض انفلونزا الخنازير ومنع انتشاره، وتم دعم المراكز الصحية بعدد من الأطباء، حيث تم التعاقد مع عدد من الأطباء من داخل المملكة وخارجها للعمل خلال شهر رمضان المبارك بهدف ضمان استمرارية العمل على مدار الساعة، وتقديم الرعاية الصحية الشاملة لقاصدي بيت الله الحرام، وزيادة دعمها بالكوادر الطبية في الليالي الأخيرة من الشهر، لما تشهده من كثافة عددية للمعتمرين.
مواجهة الحرائق
من جهته أكد لـ«عكاظ» مدير إدارة الدفاع المدني في العاصمة المقدسة العميد جميل بن محمد أربعين أن خطة الدفاع المدني لليلتي 27 و29 من رمضان تتضمن تخصيص 350 فردا لتنفيذ خطة السلامة والإنقاذ داخل الحرم المكي الشريف، والتدخل السريع عند حدوث الازدحام وكذلك تخصيص 32 فرقة للمسح الوقائي للقيام بجولات ميدانية لرصد مخالفات السلامة وإزالة مسببات الخطورة في مساكن المعتمرين كالفنادق والشقق والدور المفروشة، وتتكون كل فرقة من عدد من الضباط والأفراد المتخصصين وتوفير خمس فرق إطفاء ودوريات سلامة في مواقف حجز سيارات المعتمرين في مداخل مكة المكرمة، وتخصيص فرق للإطفاء والإنقاذ والإسعاف، حيث قسمت العاصمة المقدسة إلى تسع مناطق تمت تغطيتها بـ55 وحدة إطفاء، 31 وحدة إنقاذ، سبع فرق سلالم وسنوكل، 281 دورية سلامة، 12 فرقة تدخل سريع.
حفظ الأمن
كذلك كثفت شرطة العاصمة المقدسة الدوريات الأمنية في الأسواق، الميادين، والشوارع والطرقات للحفاظ على أمن وسلامة الزوار والمعتمرين وتقديم المساعدة لهم في ما يحتاجون إليه وتوجيههم وإرشادهم، كما تراقب لجنة مكافحة الظواهر السلبية والتي تضم في عضويتها عددا من الجهات الحكومية كافة الظواهر السلبية التي تحدث في هذه المنطقة مثل التسول، الافتراش، والباعة الجائلين، حيث ترصد اللجنة هذه الظواهر والقضاء عليها