60 جامعية يقدمن الإفطار للصائمات في ساحات الحرم
الوقت الذي تجتمع فيه العائلات على موائد الطعام في المنازل، اختارت عدد من السيدات في مكة المكرمة
في الوقت الذي تجتمع فيه العائلات على موائد الطعام في المنازل، اختارت عدد من السيدات في مكة المكرمة الالتزام بخدمة ضيوف بيت الله الحرام، طوال ليالي شهر رمضان المبارك، ويقضين جزءا من ساعات الصيام في خدمة ضيوف الرحمن، وعند أذان المغرب يفطرن على حبات من التمر والماء ويواصلن مهام عملهن لحين انتهاء فترة المناوبة.
ومن بين هؤلاء 60 فتاة جامعية يشاركن في تقديم وتنظيم وجبات الإفطار للصائمات في ساحات المسجد الحرام من خلال الإطعام الخيري. وقال أحمد شريعة مدير ساحات الحرم أن هؤلاء الجامعيات يقدمن مثالا رائعا للفتاة السعودية، ولا يقتصر عملهن على تقديم الإفطار، لكنهن يشاركن في منع الظواهر السلبية في ساحات النساء ومنع البيع والتسول وجمع التبرعات بطرق غير نظامية، ويبدأن عملهن من الساعة الثالثة عصرا حتى الحادية عشرة ليلا.
تقول أم محمد وهي أحدى العاملات في ساحات الحرم، إنها اختارت العمل في المسجد الحرام برغبتها «لأني اعتدت على ذلك الأمر، وأجد متعة كبيرة في ذلك، رغم ساعات العمل الطويلة»، وتضيف «تنظيم الصفوف غالبا ما يكون في وقت الصلاة فلا أستطيع حينها أن أتناول سوى كأس ماء وحبات من التمر».
أما أم عبد الله فتؤكد أن التعامل مع الزوار أمر شاق ويحتاج الكثير من الطاقة، مشيرة إلى أنها تفطر عادة على كأس ماء وتكمل عملها في تنظيم الصفوف ومراقبة الممرات، ولكنها تجد القليل من الوقت بعد بدء الصلاة لتناول حبات من التمر وفنجان قهوة وبعض الطعام.
وتقول أم أنس «مرهق جدا التعامل مع الزائرات اللاتي يقفن في ممرات المشي لأداء الصلاة، وبعضهن يعتبرن عملنا تسلطا فيبدأن بالدعاء والدفع ويصل أحيانا إلى التلاسن، ولكن دائما ما نحاول حل المشكلات بعقلانية أكبر وسياسة حتى لا تصبح ساحات الحرم مكانا للعراك.
وتضيف أنها تحب عملها بقدر حاجتها أيضاً وتفضل العمل في الحرم مهما بلغ العناء لكسب المثوبة والأجر، ولأنها تجد أنه عمل يحفظ لها كرامتها كامراة، ولكنها تشتاق أحيانا إلى الجلوس مع أسرتها على مائدة الإفطار.
ورغم المخاطر والتحذيرات التي تواكب انتشار مرض انفلونزا الخنازير، إلا أن العاملات في ساحات الحرم اخترن البقاء على رأس العمل، وهو ما تؤكده أم محمد، تقول «الإحساس الذي نشعر به في جنبات الحرم يزيل كل المخاوف وينهي عناء العمل الطويل والشاق الذي يتطلب منا الوقوف والمراقبة والحرص على تنفيذ التعليمات بدقة وعدم التساهل، وتضيف من الممتع الإفطار في الحرم حتى وإن كانت حبات من التمر وكأس ماء، فهي تشعرنا بلذة الصوم عوضا عن مائدات الإفطار العريضة التي تفرش في رمضان.