معتمر سوداني: تحققت أمنيتي برؤية البيت العتيق بعد أن بلغت خريف العمر
يعمل فوق المراكب العابرة في البحر الاحمر ويغيب عن اهله بالاسابيع والشهور من اجل توفير لقمة العيش
ظل يعمل فوق المراكب العابرة في البحر الاحمر ويغيب عن اهله بالاسابيع والشهور من اجل توفير لقمة العيش لهم، ولكن حلمه بالحج والعمرة لم يفارق مخيلته، وكلما ادخر شيئا من المال ليوافي موسم الحج وهو مستعد له، تذهب احلامه أدراج الرياح فيبقى لأيام حزينا على ضياع الفرصة، وهكذا تتوالى السنون عليه دون ان يحقق حلمه.
هذه باختصار حكاية المعتمر السوداني داوود محمود محمد - 82 عاما - الذي جاب البحار وواجه اهوالها، وهو يقول: (لم يكن بينى وبين بلاد الحرمين سوى “فركة قدم” ورغم ذلك عجزت عن الوصول اليها، ورغم تجاوزى الثمانين من العمر لم ينقطع أملي فى الله).
ويستطرد: “وأخبرا وبعد أن بلغت خريف العمر تحققت أمنيتى فى أداء العمرة وزيارة بيت الله الحرام، حيث حصل ابنى على عقد عمل فى دولة الإمارات العربية المتحدة، وكانت مشيئة الله ان اصل الى مكة المكرمة بعد ان تكفل فلذة كبدي بتكاليف رحلتي وإقامتي”.
وأضاف: “بكيت كثيرا وأنا أمتع ناظري برؤية بيت الله الحرام الشريف، وأتأمل في مكة المكرمة وجبالها ومعالمها، غير مصدق أنني هنا في أقدس وأطهر بقاع الأرض، ذلك أن الأمر لم يكن سهلا بالنسبة لي”.
توقف العم داوود عن الحديث وهو يمسح بطرف ثوبه العربي الاصيل دمعة غلبته مرددا، انها دمعة فرح يابني لايعرف حلاوتها الا من عانى مثلي من أجل تحقيق هذه الأمنية الغالية.
وواصل: اصدقك القول أنني لازلت اعتقد انني في حلم لا اريده ان ينتهي، واقول لكل مسلم لم يكتب له الحج أو العمرة تعلق بالله، فأنا قضيت حياتى حتى بلغت من الكبر عتياً ولم ينقطع أملى فى الله حتى تحققت أمنيتى بتوفيقه عز وجل وها أنا اليوم فى رحاب البيت الحرام، أشكر الله العلى القدير على هذه النعمة الكبيرة