البخاري:47 عاما في دار الرعاية الاجتماعية للمسنين بمكة
مايزال العم محمد عبدالله البخاري يتذكر اليوم الذي أدخل فيه إلى دار الرعاية الاجتماعية للمسنين بمكة المكرمة
عبدالله الدهاس- مكة المكرمة
مايزال العم محمد عبدالله البخاري يتذكر اليوم الذي أدخل فيه إلى دار الرعاية الاجتماعية للمسنين بمكة المكرمة وكأنه الأمس القريب رغم مرور 47 عامًا على ذلك الحدث الذي غير مجرى حياته -كما يقول- حيث أصبح أقدم وأكبر نزيل في أول دار لرعاية المسنين على مستوى المملكة. حيث دخلها وعمره في الاربعينات لإيوائه بعد تعرضه لظروف خاصة.
العم البخاري (في عقده التاسع)، يقول كان ذلك عام 1383هـ حيث أجريت لي أول دراسة لحالتي الاجتماعية في شهر جمادى الأولى وتم تسجيلي رسميًا كأحد نزلاء الدار حيث أعيش حاليًا ضمن 63 مسنًا وسط أجواء اجتماعية تنسيني كثيرًا الحياة الأسرية التي افتقدتها منذ سنوات طويلة.
وقال لـ«المدينة»: «أشعر وكأنني أعيش بين أهلي خاصة وأن المسنين في الدار مقاربون لي في العمر، حيث نقضي أوقات الفراغ في لعب الضومنة والأحاديث الودية، ونحظى بالرعاية الطبية والاجتماعية والأسرية».
الأخصائي الاجتماعي بالدار حسن محمد المدخلي أوضح أن العم بخاري كانت له أخت تزوره ولكنها انقطعت عن زيارته منذ عشرات السنين، مشيرًا إلى أنه يحظى بقبول من كافة نزلاء الدار على اختلاف أعمارهم على اعتبار انه أقدم نزيل. وقد حرمت الشيخوخة والأمراض 82 مسنًا ومسنة من منسوبي الدار من صيام شهر رمضان المبارك.
وأوضح مدير الدار عبيدالله المسعودي لـ«المدينة» أن الدار تضم 107 نزلاء منهم 63 رجلاً و44 امرأة، مشيرًا إلى أن عدد القادرين على الصيام 25 فقط منهم عشر نساء فقط.
وأضاف إن عدم قدرة هؤلاء على الصيام بسبب بعض الأمراض التي يعانون منها مثل الضغط والسكري وأمراض القلب، إضافة إلى كبر السن والشيخوخة، مشيرًا إلى أن اكبر نزيل يبلغ عمره 98 عامًا ويسكن الدار منذ 36 عامًا. وأبان انه يتم عمل إفطار للصائمين طوال شهر رمضان يحضره جميع النزلاء من الصائمين وغيرهم كنوع من المشاركة الاجتماعية بحضور الموظفين وكافة العاملين والعاملات، إضافة إلى تخصيص خيمة للسمر يلتقي فيها المسنون خلال ليالي الشهر الكريم للأحاديث الودية وممارسة بعض الألعاب الشعبية المسلية، مشيرًا إلى انه يتم إقامة صلاة التراويح في المسجد الملحق بالدار ويؤمهم أحد حفظة القران، كما يتم تنظيم رحلة لأداء مناسك العمرة للقادرين منهم.
وبين المسعودي ان بعض النزلاء يطلب خلال شهر رمضان المبارك أكلات معينة خاصة الشعبية من خارج الدار فيتم إحضارها بعد التأكد من سلامتها ونظافتها حفاظًا على سلامة المسنين، لافتًا إلى أن جميع الوجبات الغذائية يتم إعدادها وتجهيزها في الدار عبر إحدى الشركات الغذائية المتخصصة في هذا المجال.
وأبان المدخلي انه يتم اقامة احتفالية خاصة بعيد الفطر لكافة النزلاء والنزيلات ويتم خلالها توزيع كسوة العيد التي تشتمل على الملابس الكاملة اضافة الى توزيع الحلويات الشعبية على كافة النزلاء، مشيرًا الى انه يتم استقبال أقارب النزلاء ان وجدوا خلال ايام العيد لمشاركتهم الفرحة وإدخال البهجة والسرور عليهم.