آل طالب : زلازل اليوم مقدمات وإرهاصات لقيام الساعة
أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام بمكة المكرمة فضيلة الشيخ صالح بن محمد آل طالب المسلمين بتقوى الله عز وجل في السر والعلن . وقال فضيلته في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس بالمسجد الحرام : في غمرة قسوة القلوب
أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام بمكة المكرمة فضيلة الشيخ صالح بن محمد آل طالب المسلمين بتقوى الله عز وجل في السر والعلن .
وقال فضيلته في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس بالمسجد الحرام : في غمرة قسوة القلوب وجفافها والإغراق في الدنيا ونسيان الآخرة وفي سكرة القوة ونشوة الاقتدار وتجبر الإنسان في هذه الأرض يظن أنه القادر عليها والمتمكن فيها بإذن الله لبعض آياته أن تظهر ولصورة من قوته أن تزأر في زلزال مدمر أو طوفان مزمجر يقلب أعالي الأرض سافلها ويجعل ظاهرها باطنها ويغير معالم الكون مشيرا فضيلته إلى أن الزلزال من آيات الله الكبرى تريك عظمة الله وقوته وجبروته في طرفة عين ولمحة بصر وبلا مقدمات يغير الله معالم الأرض ويمحو دولا ويدفن مدنا سبعون ألفا من البشر ما بين قتيل وجريح ومئات آلاف من المصابين والمشردين ودمار وخراب لا يعلم مداه إلا الله .وأبان فضيلته إن زلازل الأرض وكوارث الطبيعة تهون أمام الزلزلة الكبرى والقيامة العظمى وذلك حين يأذن الله بانقضاء الدنيا وزوالها فترتج الأرض كلها ويخرج مكنونها ويوم تكور الشمس وتتناثر النجوم وتسجر البحار فتلتهب نارا ( يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات وبرزوا لله الواحد القهار) لافتا النظر إلى أن يوم الزلزال العظيم سيأتي لا محالة ولكن أين المؤمنون؟! ، واصفا أهوال يوم القيامة بأنها تترك المرضع رضيعها من شدة الذهول وتسقط الحامل ما في بطنها من شدة الفزع وترى الناس تحسبهم سكارى من هول الموقف وماهم بسكارى ولكن عذاب الله شديد .وأوضح فضيلته أن زلازل اليوم مقدمات وإرهاصات وقد جاء في السنة أن الزلازل تهيج قبل قيام الساعة وكأنها للأرض صحوة الموت أو انتفاضة الوداع الأخير ،مبيناً أن الزلازل والكوارث تفضح عجز البشر وتظهر الضعف والذل والعجز والهزيمة أمام قوة رب العالمين فهي لمن تدبرها .وقال امام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ صالح آل طالب : يغتر الخلق بقوتهم حين يعمرون الأرض ويملكونها حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها اتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلنها حصيدا كأن لم تغن بالأمس ، متسائلا فضيلته كم من البشر اليوم في قوتهم يتغطرسون وبدنياهم يتباهون ويقولون من أشد منا قوة أو لم يروا ان الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة إنها والله فأين المعتبرون .
واكد فضيلته أن عظمة الله وقوته وقهره تبعث الرهبة في القلوب وتزرع الخشية في النفوس وتدعو الى قدر الله حق قدره والخوف من حسابه وعذابه وانتقامه وعقابه وما تجرأ من تجرأ على المعاصي والذنوب ومحادة الله في أمره وشرعه وحكمه وقدره الا حين قل خوفهم من الله وتناسوا قوة الله وبطشه .
واشار فضيلته إلى أن المواعظ الربانية والزواجر الإلهية مذكرة بعظمة الله ولقائه وقدرته وقوته وقهره ، وهو سن للداعين الى الله ان يعظموا الله في قلوب الخلق وان يعظموا امره ونهيه ، مؤكدا أن ثمة عبرة في الزلازل والكوارث وما ترى في اعطافها من المصائب والمشاهد الداميات التي تعبر عنها مقولة الحكيم الرباني (ألا ما أهون الخلق على الله إن هم عصوا).وقال فضيلته : رجال ونساء واطفال بينما هم نائمون أو في دنياهم غافلون إذا بالأرض تنطبق على الأرض والبحر يطغى ويغرق الأرض ويهلك الجميع وتدمر القرى والبنايات ويسدل الستار على خراب ودمار .
وبين فضيلة الشيخ صالح آل طالب انه ليس بيننا وبين الله حسب او نسب ، وسنن الله لا تحابي احدا وإذا كثر الخبث عم العذاب وهذه النذر في كل ناحية زلازل وفيضانات وحروب وتهديدات وغلاء في الأسعار وقلة في الأمطار وذنوب ومعاصي وإنحدار سريع في التفلت من حبال الدين , مشيرا إلى أن استحضار عظمة الله واليقين بمعرفة قدره وقهره باعث على الثقة بالله والتوكل عليه والتعلق به ورجائه وعدم الخوف مما سواه وذلك من صميم التوحيد .
وأوضح فضيلته أن الإيمان أن تعلم حقا أن التقدير والتدبير بيد الله وأنه مالك السموات والأرض يتصرف فيها كيف يشاء وأن الخلق مهما أوتوا من علم الدنيا وقوتها فإنهم لايخرجون عن سلطان الله وملكه وقهره وإذا كان الأمر كذلك فكيف يرجى غير الله لجلب نفع أو دفع ضر أو كيف يخشى غير الله وهو القوي القاهر والعزيز الناصر .
وأفاد ان اليقين بالله والتوكل عليه يعني التعلق به في كل حال واعتماد القلب على الله واستناده عليه وسكونه اليه .