بلدوزرات تدك قصرا أثريا بمكة المكرمة والسياحة صامتة
القصر قبل الهدم و الازلة
على الرغم من تدخل أمانة العاصمة المقدسة في إيقاف أعمال الهدم والإزالة عن قصر الحريقي بحي الجميزة العام الماضي، باعتباره تراثا عمرانيا يبرز الفن المعماري الذي كان سائدا في مكة المكرمة آنذاك، إلا أن صوت البلدوزرات كان أعلى حيث دكت القصر وساوته بالأرض، الأمر الذي أثار جدلا لدى الأهالي بسبب خسارة أحد القصور الأثرية التي تعكس الفن المعماري المكي قبل نحو 100عام، في حين تواصلت «مكة « مع الأمانة والهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني ولم تتلق أي رد.
من جهته أوضح مدير مركز تاريخ مكة المكرمة الدكتور فواز الدهاس للصحيفة أن هدم قصر بهذه القيمة التاريخية يعد إهمالا للتراث المكي وقطعا للصلة بين الماضي والحاضر، مطالبا بضرورة المحافظة على ما تبقى من القصور في مكة من الاندثار، باعتبارها صورة مشرقة من الفن المعماري الحجازي. ولفت إلى ضرورة أخذ العظة والعبرة من بقية المحافظات المجاورة، كالطائف وجدة، والتي استطاعت الإبقاء على قصورها الأثرية وتاريخها العظيم.
وأبدى عدد من الأهالي تأثرهم بهدم القصر، حيث أشار بعضهم إلى أهميته، كونه أحد القصور المهمة ومن معالم البناء البيئي في حقبة تاريخية محددة، مما يشكل ثقافة ومسيرة أمة، مستشهدين بأن المباني القديمة في معظم بلدان أوروبا لا يمكن إزالتها أوهدمها حتى ولو كانت آيلة للسقوط، بل تتم معالجتها وجعلها وجهة أثرية وسياحية للمنطقة.
ولفتوا إلى أن هناك قرارا من وزير الداخلية يوجه بعدم إزالة أي موقع أثري أو تراثي إلا بالتنسيق مع هيئة السياحة، مطالبين في الوقت نفسه بالتحقيق في الموضوع ومحاسبة المتسببين في هدم هذا القصر الأثري.
يذكر أن «مكة» نشرت في 23 ديسمبر 2018 مادة بعنوان «للمرة الثانية، التراث المكي العمراني ينتصر»، أوضحت فيها أن التراث العمراني المكي ينتصر بعد أن أوقفت الأمانة أعمال الهدم والإزالة عن قصر الحريقي بحي الجميزة، وذلك بعد مطالبات مكية بإبعاد شبح الإزالة عن القصر الذي كان من المقرر استبداله بفندق تجاري، باعتباره تراثا عمرانيا يبرز الفن المعماري الذي كان سائدا في مكة آنذاك.
قصر الحريقي:
- بني في 1370هـ
- يقع في طريق الملوك
- يتميز بالأشكال الجبسية
- فريد في تصميمه من شبابيك وأبواب ومداخل وقاعات
- شيد بالحجر وليس بالنورة البلدية التي كان يُعمل بها