معرض الكتاب يستحضر روح جدة التاريخية

في قلب معرض جدة للكتاب وبين أروقته التي تملؤها روح الفن والتشكيل تواجدت جدة التاريخية بعبق تاريخها وآثارها في معرض جدة الدولي الرابع للكتاب كما تواجدت العديد من الأعمال الفنية والمجسمات والمنحوتات للكثير من الفنانين المتميزين في هذا المجال الواسع، ولكن هنالك بعض الأعمال التي أخذت جزء كبير من الأضواء ومنها عمل الفنان عدنان أمريكي، والذي جسد جدة التاريخية بمجسمات متقنة للحواري القديمة وبيوتها الفريدةوموروثها الشعبي .

التقينا بالفنان عدنان امريكي وهو فنان مجسمات تراثية ليحكي عن العمل الذي يشارك فيه بمعرض جدة الدولي للكتاب بنسخته الرابعة ونتعرف أكثر على فكرة المجسم..

بدأ الفنان عدنان حديثه وقال :خلال العشرين سنة الأخيرة اتجهت لعمل مجسمات عن مدينة جدة لتاريخية وخاصة البيوت القديمة منها والحارات والمعروفة، أردت أن أحافظ على هذه الأعمال ونفذتمنها عدة مجسمات لحارات جدة التاريخية، وصنعت ما يقارب العشرون مجسم، منها عملي هذا الذي أشارك فيه بمعرض جدة الدولي للكتاب، والذي يتحدث عن بيوت جدة التاريخية الشهيرة، كما يحوي تفاصيل تصور كيف كان الناس في ذلك الوقت يعملون ويعيشون حياتهم اليومية.

مجسم جدة التاريخية:

يضم العمل تفاصيل عدة منها باب مكة و بيت نصيف الذي يتميز بتصميمه الفريد عن باقي البيوت وبيت مغربي وبيت باعشن الذي كان يشتهر بأن لديه ثلاث أخوه وبيت حزوقة وبيت البلد.

مما يميز عمل الفنان عدنان أنه مهتم بالتفاصيل حيث احتوى عمله على مجسمات صغيرة لأشخاص يضيئون الشوارع وهم يحملون مجموعة من الأتاريك المضيئة ويعلقونها في كل شارع، وكذلك يوجد مجسم لبائع الآيسكريم وبائع البليلة وحامل السكاكين، وكذلك اهتم بتجسيم كيف كانت النساء قديماً تغسل الثياب فوق اسطح المنازل، كما يوجدفوق البيوت المجسمة أشخاص يساعدون في البناء ويجلسون على خشبة كانت تسمى بالرحمانية، وتوجد عربة حول بيت نصيف تحمل حجارة تسمى بالحجر المنقبي، والقراري هو الشخص الذي يقوم بتصليح الحجر المنقبي بحيث يصبح مناسب للبناء.

كل تلك التفصيل الصغيرة في العمل المميز للفنان عدنان عن جدة التاريخية و التي تصور الحياة القديمة بكل تفاصيها لفتت أنظار زوار المعرض الذين التفوا حول المجسم لتصويره والتقاط الصور بجانبه، وهم يتبادلون أطراف الحديث حول الذكريات الحقيقة في جدة التاريخية.