أمين العاصمة المقدسة : شركة حكومية لما عجز عنه القطاع الخاص في العشوائيات
كشف أمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامة البار عن مشروع لإنشاء شركة البلد الأمين
كشف أمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامة البار عن مشروع لإنشاء شركة البلد الأمين التي ستتولى تطوير المناطق العشوائية في مكة المكرمة. وقال إن مشروع الشركة حاليا في طور الموافقة عليه من الجهات المختصة، وستكون باكورة مشاريعها الضاحيتين الغربية والجنوبية، وستكون هذه الشركة مماثلة لشركة جدة للتطوير العمراني، وتعتبر الذراع الاستثمارية للأمانة للتعاون مع القطاع الخاص. وقال أمين العاصمة المقدسة: إن هناك توجها لإنشاء شركة خاصة بتنفيذ شبكة القطارات داخل مدينة مكة المكرمة التي أصبحت واقعا، حيث يتم الآن تنفيذ مشروعين ضخمين الأول: مشروع قطار المشاعر المقدسة بتكلفة سبعة مليارات ريال، ومشروع قطار الحرمين التي تشرف عليه وزارة النقل، الذي تبلغ تكلفة مرحلتيه الأولى والثانية ما يفوق سبعة مليارات ريال، يعني دخول تقنية شبكة القطارات لمكة المكرمة وهو ما أدى إلى تأسيس هذه الشركة.
وسيعمل قطار الحرمين على ربط المسجد الحرام في مكة المكرمة بالمسجد النبوي في المدينة المنورة إلى جانب ربط العاصمة المقدسة من كافة النواحي بشبكة القطار.
وبين الدكتور أسامة البار خلال اللقاء الأول التعريفي بفرص الاستثمار والشراكة مع القطاع الخاص في مكة المكرمة أمس وبحضور وكيل إمارة منطقة مكة المكرمة الدكتور عبد العزيز الخضيري أن مكة المكرمة مدينة جذب عالمي يقصدها عشرة ملايين زائر ومعتمر سنويا، وهي المدينة الأولى لتكون فيها مثل هذه المشاريع التطويرية.
وأشار إلى أنه تم البدء في مشروع الطريق الدائري الرابع الذي سيربط المشاعر المقدسة في مرحلته الأولى بطريق الليث، وسيكون هناك نزع ملكية لقطع الأراضي التي يمر عبرها الطريق.
وكان قد تم تقديم عرض مرئي أمس لشركات التطوير العقاري عرض من خلالها الرؤية المستقبلية لمدينة مكة المكرمة التي يطمح ولاة الأمر الوصول بها لتصبح من أفضل المدن عالميا تخطيطيا وعمرانيا وبيئيا واجتماعيا.
وأكد أمين العاصمة المقدسة أن الإنفاق على مشاريع هذه المدينة المقدسة لم يتأثر بالأزمة المالية العالمية بل ازداد، فمشروع توسعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ـــ حفظه الله ـــ قد انتهت المرحلة الأولى منه، حيث تمت إزالة 1200 عقار في التوسعة الأضخم في التاريخ للمسجد الحرام وبمساحة إجمالية زادت عن 300 ألف متر مربع.
وأوضح أن التعويضات لأصحاب العقارات والدور التي أزيلت قد صرفت بنسبة 80 في المائة، والبقية في طريقها لاستكمال الإجراءات النظامية، وهذا يحدث لأول مرة وبهذه السرعة.
وكشف البار أن شركة البلد الأمين ستعمل في مجال تنفيذ المشاريع الخدمية التي يعجز عنها القطاع الخاص.
وقال إن هذه شركة استثمارية لصالح مشاريع البنى التحتية للمنطقة، وستكون مملوكة 100 في المائة للدولة برأس مال قدر بـ 1200 مليون ريال وبعدد 120 مليون سهم.
وبين أن الأمانة حريصة على دفع عجلة التطوير في المنطقة، وأن الجهات المسؤولة عن التطوير في مكة المكرمة تعمل على دارسة مشروع الإسكان الميسر للمنزوع عقاراتهم.
إن التقدير للتعويض يتم على قيمة الأرض وليس الأنقاض، وهي لا تفي في معظم الأحيان لتوفير مجال سكن لهذا المعوض، لذلك بدأنا في هذه الدراسة لتلافي مشكلة تأمين السكن البديل عن المنزوع عقاراتهم. وستشهد العاصمة المقدسة خلال الفترة المقبلة كثيرا من عمليات النزع لصالح مشاريع تنموية في المنطقة، حيث ستتم إزالة قرابة 650 عقارا لصالح مشروع الدائري الثالث و162 لصالح مشروع توسعة منطقة الخنساء و900 عقار لتطور منطقة الضلع الغربي، والذي يشمل حي الزاهر والشهداء وربطها بشارع المنصور وشارع إبراهيم الخليل، وكذلك مشروع طريق الملك عبد العزيز والذي سيتم فيه نزع كثير من الملكيات حسب الأنظمة واللوائح المعمول بها، لافتا إلى أنه تم رصد عدد الأحياء العشوائية في مكة المكرمة بنحو 60 حيا بمساحة تقدر بـ 1229 هكتارا.
وأوضح أنه تم الاهتمام بتطوير الأحياء العشوائية من خلال ثلاث لجان رئيسية، أولها: اللجنة الأمنية لمعالجة التخلف والاستيطان غير القانوني، واللجنة الاجتماعية ومهمتها تنمية الأوضاع الاجتماعية لسكان هذه الأحياء، وثالثها اللجنة الفنية للتطوير على المستوى العمراني والخدمي للأحياء العشوائية، التي تعد منبعا لتفشي الجريمة ومأوى التخلف المعروف بتدهور الأحوال الصحية فيه وصعوبة معالجتها وقلة المرافق والخدمات، كذلك ضعف البنية التحتية وتهالك البيئة العمرانية، لذلك تم اعتماد خمس جهات مسؤولة لتطبيق الخطط وتلافي المشكلات وأولى هذه الجهات هي الدولة، وثانيها سكان الأحياء العشوائية، وكذلك بيوت الاستشارات والجامعات، إضافة إلى الجهات ذات العلاقة بالتطوير، وأخيراً رجال الأعمال المساهمين بشكل فاعل في هذا المشروع.
وكشف الدكتور عبد العزيز الخضيري عن رصد 10 مليارات ريال لصالح تنفيذ مشاريع شبكات المياه داخل الأحياء في منطقة مكة المكرمة، وبين الخضيري أن عملية التطوير التنموي في المنطقة تتم على الجانبين البشري والعمراني، حيث لا غنى أحدهما عن الآخر، وتشمل الخطط الموضوعة ثلاث مراحل الأولى منها حددت بعامين وتعد خطة عاجلة لمعالجة القضايا الحرجة، والثانية حددت بـ 10 أعوام لتنفيذ المشاريع الحيوية والمهمة، والثالثة بـ 25 عاما وتشمل جميع ما سبق لتجعلنا بوابة نحو العالم الأول كون مكة المكرمة منطقة يفد إليها ما يقارب 10 ملايين زائر سنوياً من جميع أنحاء العالم.
وبين أن عملية التطوير للمناطق العشوائية مطبقة في مدينة جدة التي تحتضن حوالي 54 منطقة أي بما يعادل ستة في المائة من إجمالي مناطق جدة العمرانية والطائف التي تضم حوالي 40 كم من مساحتها لصالح المناطق العشوائية، لذلك جار العمل على الانتهاء من أزمة المناطق العشوائية. وكان اللقاء التعريفي بفرص الاستثمار بمشاريع تطوير المناطق العشوائية في مكة المكرمة مع الشركات الخاصة بحضور أكثر من 300 مستشمر وشركة من جميع أنحاء المملكة.