تقاطر المعزين في سيد الإنشاد النبوي

تقاطرت حشود أمس إلى مخطط بدر بمكة المكرمة، للعزاء في الراحل عباس علوي مالكي من مسؤولين ووجهاء المجتمع المكي وعلماء منطقة مكة المكرمة، يتقدمهم أمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامة البار.
تقاطرت حشود أمس إلى مخطط بدر بمكة المكرمة، للعزاء في الراحل عباس علوي مالكي من مسؤولين ووجهاء المجتمع المكي وعلماء منطقة مكة المكرمة، يتقدمهم أمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامة البار.
إلى ذلك، قال مكيون إن الفقيد رحل عن الدنيا وترك حبه في قلوبهم، مشيرين خلال حديثهم لـ«مكة» إلى أن لسيد الإنشاد النبوي وفقيد مكة صفتين ميزتا الراحل الذي وافاه الأجل أمس الأول حيث ووري الثرى في مقابر المعلاة.
وعبروا عن حجم محبة الفقيد في قلوبهم، وما يمثل رحيله من فقد وخسارة لطلاب العلم والمقربين منه والعارفين بصفاته الجليلة وأخلاقه الفاضلة وعلمه الجم وما يمتلك من سمات تواضع الكبار، وعطائه السخي لكل من زاره في مجلسه الدعوي.
حشود تعزي في وفاة عباس مالكي
في مساحة تجاوزت 2000 متر في مخطط بدر بمكة المكرمة تقاطرت حشود أمس للعزاء في الراحل السيد عباس علوي مالكي ولم يتوقف صف العزاء من كثرة الوفود التي جاءت لتقدم واجب العزاء من مسؤولين ووجهاء المجتمع المكي وعلماء منطقة مكة المكرمة، يتقدمهم أمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامة البار والذي عبر عن حزنه الشديد في فقد السيد علوي الذي كان جزءا لا يتجزأ من معالم مكة ورموزها.
وتوافد طلاب العلم الذين عرفوا الرحيل وأخذوا منه، كما شهد العزاء توافد كبار السن والذين فضلوا المجيء والمشاركة كتعبير منهم لمكانة عباس مالكي في قلوبهم.
واضطر أهل العزاء من عائلة الفقيد إلى الوقوف من بداية العزاء وحتى نهاية من أجل تقبل عزاء الراحل، فكثرة المعزين لم تترك لهم فرصة الجلوس على كراسيهم.
وتسببت الوفود التي جاءت في تواجد الفرق الميدانية لمرور العاصمة المقدسة من أجل تنظيم الحركة ومركبات المعزين خارج موقع العزاء.
من جهته أكد مدير جامعة أم القرى سابقا الدكتور حاتم قاضي أنه برحيل السيد عباس مالكي فقدت مكة الإنشاد الأصيل «الذي عودنا عليه الراحل فكان إذا حضر مجلسا من المجالس استمع إليه الجميع، حيث اشتهر في مدح خير البرية وخاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم، ومكة المكرمة»، مشيرا إلى أن الراحل ترك أثرا انعكس بعد ذلك على المكانة الكبيرة التي حصدها من خلال مسيرته الإنشادية.
إلى ذلك عد الشيخ عبدالرحمن عمر خياط، رحيل السيد عباس علوي مالكي خسارة كبيرة على مكة المكرمة وأهلها وساكنيها، لافتا إلى أن مجلسه الدعوي ظل منارة تقدم دروس السيرة النبوية وستتبقى مقصدا لطلاب العلم.
وقال خياط: عاصرت الفقيد عباس وشقيقة الأكبر محمد، ومن قبلهما والدهما العالم الجليل السيد علوي، والتحقت بمجلسه العلمي آنذاك، ونهلت منه السيرة العطرة للمصطفى صلى الله عليه وسلم، وتوثق بدواخلنا شغف محبته وآل بيته وصحابته رضوان الله عليهم.
وبين أن العزاء في استمرار ابنه علوي مالكي وأشقائه في الدروس النبوية التي استمرت وعرف بها المجلس العلمي منذ عهود مضت.
وتابع: شهدت جنازات شخصيات كتب الله لها الدفن في هذه الأرض الطاهرة، وشهدت آنذاك إقبالا لا مثيل له من المعزين الذين صاحبوها حتى مواراتها الثرى، غير أني وقفت وغيري لا نعلم هل نكمل ألم الفراق للفقيد، أم نطلق لوجوهنا بشاشتها من هول ما رأته أعيننا من تزاحم آلاف مؤلفة من الناس، بينهم علماء وطلاب ومسؤولون، اتحدوا جميعهم على الحرص على حضور تشييع جثمان فقيد مكة وأعينهم لم تكف من ذرف الدموع على حسرة الفقد.
وزاد خياط: نسأل الله أن يجبر مصابنا ومصاب أهل مكة على الفقد الجلل، ونحمد الله على أن من الله على عبده العابد المحب لرسوله المصطفى أن نطق بالشهادتين قبيل وفاته بثوان.
مكيون: رحل سيد الإنشاد النبويوحبه باق في قلوبنا
قال مكيون إن الفقيد عباس مالكي رحل عن الدنيا وترك حبه في قلوبهم، مشيرين خلال حديثهم لـ»مكة» إلى أن سيد الإنشاد النبوي وفقيد مكة صفتان ميزتا الراحل الذي وافاه الأجل أمس الأول حيث ووري الثرى في مقابر المعلاة وسط حشد مهيب من المعزين الذين توافدوا لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة، وذرفوا الدموع وامتلأت بهم ساحات مقابر المعلاة، بعد أن حل نبأ وفاته كالصاعقة على قلوب وأفئدة محبيه، وعبروا عن حجم مساحة الفقيد في قلوبهم، وما يمثله رحيله من فقد وخسارة لطلاب العلم والمقربين منه والعارفين بصفاته الجليلة وأخلاقه الفاضلة وعلمه الجم وما يمتلك من سمات تواضع الكبار، وعطائه السخي لكل من زاره في مجلسه الدعوي.
ستفقده مجالس مكة
برحيل السيد عباس فقدنا رمزا وعلما من أعلام مكة، كانت المجالس في مكة تنصت له عندما يكون حاضرا ليسمع الجميع ما جادت به نفسه من مديح ومواقف للنبي، صلى الله عليه وسلم، وكان يعرف الكثير عن مكة، لأنه تربى وترعرع فيها، من أجل ذلك أخذت من إنشاده الشيء الكثير، فتجده عندما ينشد فيها يتأثر الجميع بوصفه البليغ لأم القرى، فكانت تحمل الكثير من الذكريات الجميلة في قلب فقيدنا الغالي، نسال الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يتغمده برحمته الواسعة وأن يسكنه جنانه.
المهندس سمير نحاس - مدير البرق والبريد بالعاصمة المقدسة
بيت علم
بيت السيد عباس مالكي نموذج حي للعلم والمعرفة، فقد كان والده علامة وكذلك أخوه الدكتور محمد علوي مالكي، إضافة إلى فقيدنا الغالي الذي نعزي أنفسنا وأهل مكة قاطبة في وفاته ورحيله.
فكل أهل مكة يعرفونه بعلمه وإنشاده ومناصحته ومديحه.
وكانت المجالس المكية، وفي كل الأحياء، حريصة على أن يتواجد فيها بأي طريقة ممكنة، وهذا إنما يدل على المحبة التي يحملها أهل مكة للفقيد.
ولو نظرنا إلى هذه الجموع الغفيرة التي أتت من مكة وخارجها لتصلي عليه وتودعه لأدركنا عمق المكانة العظيمة التي كانوا يحملونها للفقيد.
فرحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته.
جمال تونسي - رئيس نادي الوحدة سابقا
كبير المنشدين
عباس هو ابن الأسرة المكية العريقة، ومعروف أنه كان من كبار المنشدين في حب الرسول، صلى الله عليه وسلم، وخدم السيرة النبوية في مكة باعتدال ووسطية ومنهج علمي دقيق، حتى كانت كل اللقاءات والمجالس الدينية التي ينظمها في الدين، يحرص أن يكون ذا رأي وسطي دون تحيز.
كما كان رجلا مؤرخا حرص على إبراز موقع مكة وأهميتها وعلمائها، ويعتبر من الكبار الذين أنشدوا في كثير من دول العالم وبالذات في داخل المملكة، ويجيد الأنغام الإنشادية بكافة أنواعها ومنها: العراقي، والشامي، والحجازي، واليمني، وكانت له جلسات أسبوعية في منزله لتدريس القرآن والسيرة النبوية.
السفير محمد ولي - دبلوماسي سابق في وزارة الخارجية
عالم جليل
كان من أسرة كريمة ومن عائلة علم وأدب وفضل وبيت كريم كابرا عن كابر، فقدموا لمكة الكثير هو ووالده العالم الرباني السيد علوي مالكي، وأخوه العالم الجليل الذي بلغ بعلمه الآفاق الدكتور محمد علوي مالكي.
نسأل الله لهم الرحمة والمغفرة، وعوضهم الجنة مع النبيين والصديقين والشهداء.
سليمان الزايدي - رئيس الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بالعاصمة المقدسة
شيخ الإنشاد النبوي
نعزي أنفسنا وأحبابنا في مكة على فقد السيد علوي مالكي، وهو أحد الرموز الذين حنبكي عليهم مطولا، لأننا رأيناه الأخ والصديق والمعلم والابن البار لمكة والمحب للخير والناشر للبسمة والزارع للتفاؤل والناصح الذي يعتبر الكل إخوة له، فكلنا لمسنا منه هذا العطف والأخوة.
ولحرصه على طلب العلم والتزود به، شأنه شأن العائلة الكريمة والتي خرج منها الكثير من أهل العلم والإنشاد، فتوجه إلى أخذ الدروس من العلماء، حيث درس على يد كثير منهم السيرة النبوية والتفسير، وتنوع مشايخه من علماء الشافعية والمالكية، وكان صب اهتمامه على السيرة النبوية، حيث كانت هي الأقرب إلى قلبه وفؤاده، وكان ذلك واضحا على إنشاده ومدحه النبي، صلى الله عليه وسلم.
لذلك فالسيد عباس مالكي يعتبره الكثيرون شيخ الإنشاد النبوي وتسمع منه ما لا تستطيع أن تجده عند منشد آخر.
من أجل ذلك كان أهل مكة حريصين على مجالسته والاستماع إليه وآذانهم صاغية راغبة بالمزيد من سماع المديح لرسول الله، صلى الله عليه وسلم.
فاليوم مكة تبكيه وهذه الجموع الغفيرة أتت لتودعه بقلوب محبة مخلصة ستفتقده في الأيام القادمة، ولكن ليس بأيدينا إلا أن نسأل الله تعالى أن يتغمده برحمته الواسعة ومغفرته وأن يسكنه فسيح جناته.
الدكتور فيصل بغدادي - عميد كلية الجموم
ستبكيه الأطلال
رحم الله السيد عباس علوي مالكي وهو من أسرة مكية أصيلة وهم حسيبو النسب، حيث يمتد نسبهم إلى النبي، صلى الله عليه وسلم، لذلك الكل في مكة المكرمة يعرفون الأسرة الكريمة والعلماء الذين خرجوا منها وكان لهم الأثر في نشر العلم النافع ومنهم السيد علوي مالكي الذي كان حريصا على نشر العلم والنور لدى الكثير من أبناء مكة والذين تتلمذوا على يده حتى إنهم أخذوا منه العلم النافع والمعارف، كما أن أسرته اشتهرت بالعلم والمعرفة والحرص على التزود بالمناقب الجميلة، فكان السيد عباس يملأ مجالسه بالمديح والصلاة على الحبيب، فكان كل من سمعه تأثر بصوته ومديحه لدرجة أنهم يطلبون منه مرارا وتكرارا بأن ينعش القلوب بهذه الأذكار والترانيم العطرة.
يذكر أن السيد عباس، رحمه الله، على رأس هرم العائلة وأكبرهم، فكان له حق التقدم والاحترام لدى جميع أفراد الأسرة الأصيلة، وبشكل عام لا يستطيع المنشدون أن يصلوا إلى ما وصل إليه السيد ولا حتى جزء منه، وما زالت الأماكن التي تعود على الإنشاد فيها تشتاق لترانيمه ومديحه ووصفه البليغ، ومن أجل ذلك ستبكي عليه الأطلال.
ياسر محمد عبده يماني