اكتشافات تبعث جدة المدفونة

أعاد العثور على محراب المسجد العتيق ومجرى مائي مجددا الحديث عن فرضية وجود مدينة مدفونة بأكملها تحت جدة التاريخية، حيث يتوقع أن يكشف عن هذه الفرضية في مراحل قريبة، وهي الفرضية التي كانت شبه مستحيلة وباتت أقرب إلى الحقيقة.

أعاد العثور على محراب المسجد العتيق ومجرى مائي مجددا الحديث عن فرضية وجود مدينة مدفونة بأكملها تحت جدة التاريخية، حيث يتوقع أن يكشف عن هذه الفرضية في مراحل قريبة، وهي الفرضية التي كانت شبه مستحيلة وباتت أقرب إلى الحقيقة.


وعزز تلك الفرضية محراب مسجد العتيق أو ما يطلق عليه الشافعي الآن، والذي وجد مدفونا في عمق مترين تحت سطح المسجد، وهو الذي يخضع حاليا لعمليات ترميم كشفت عن العديد من القطع الأثرية النادرة منها المحراب الأصلي.


ومن الحقائق التي برهنت على ردم المدينة وكشف عنها لـ«مكة» رئيس بلدية جدة التاريخية المهندس سامي نوار، أنه أثناء عملية الرفع والحفر لقاعدة البنط وباب الفرضة وجد في منطقة عميقة تحت الأرض مجرى مائي مغطى بالخشب قد يعود تاريخه إلى ما قبل 500 أو 600 عام، وكان حينها على وجه الأرض وتم دفنه، وأثناء عملية بناء باب شريف في الجانب الآخر وجدنا قطع السور وبعض أدوات قديمة في عمق مترين ونصف المتر.


ويضيف نوار أيضا وجدنا قبل تسعة أعوام رحى كانت تستخدم لطحن الحبوب وأدوات لدكان تشير التوقعات إلى أنه كان المحل الحقيقي لشخص كان يطحن في ذات الموقع بدليل عثورنا على الرحى.


وحول ما تؤكده هذه الحقائق عن وجود مدينة تحت الأرض أفاد نوار أنه لا يمكن تأكيد ذلك، ولكن المؤكد فعلا أن المدينة كانت أكثر انخفاضا من ذلك بكثير بدليل مسجد الشافعي والمحراب، أيضا المنطقة شمال المدينة أدنى منها في غربها في كثير من الشوارع.


ولفت نوار إلى أن مشروع إعادة تأهيل عين فرج سيكون هو الفيصل في الأمر، وهناك عدد كبير من المنازل القريبة من عين فرج يتم التواصل مع ملاكها للحصول على إذن بهدمها والتنقيب تحتها، ومن الواضح أن العين تمتد إلى مساحة أوسع من هذه التي اكتشفت.


وأوضح نوار، أن اكتشاف بعض الآثار المهمة في مسجد الشافعي أثناء عملية الترميم ومنه قطع ونقود معدنية وكذلك القطع التي كانت ترسو عليها السفن في ميناء جدة لميناء يعود إلى نحو 1400 عام، وكانت تمثل الميناء لحجاج بيت الله الحرام في ذلك الوقت كلها تؤكد عراقة المدينة، لافتا إلى أنها تعود إلى ما قبل الإسلام لأن قبيلة قضاعة العربية العدنانية سكنتها، وأحد أبنائها سمي بها واسمه جدة بن جرهم بن قضاعة.