البار: اعتماد مشاريع بمكة بمليار ريال.. وإعادة النظر في نظام الارتفاعات بالمخططات

نفى أمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامة البار تأثير الأزمة المالية العالمية على المشاريع التطويرية في المنطقة المركزية، مشيرا إلى أن مكتبا استشاريا

علي العميري - مكة المكرمةتصوير: علي بخيت

نفى أمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامة البار تأثير الأزمة المالية العالمية على المشاريع التطويرية في المنطقة المركزية، مشيرا إلى أن مكتبا استشاريا متخصصا يقوم في الوقت الحالي بإجراء دراسة مسحية على جميع مخططات مكة المكرمة لبحث مدى احتياج تلك المخططات إلى زيادة عدد الطوابق المتكررة في مبانيها، وسيتم الانتهاء من الدراسة قريبا وعلى ضوء نتيجة الدراسة سيتم توحيد المعايير لتكرار الطوابق السكنية في جميع أحياء مكة المكرمة.

وأضاف أن المناطق السكنية التي تحتاج إلى البت في أمر زيادة الطوابق في مساكنها سيتم النظر فيها واتخاذ القرارات المناسبة حيالها في وقت وجيز ووفقا لما سيشمله المخطط الجديد لمساكن مكة، مستدركا أن التصوير الجوي يؤكد أن منطقة العمران في العاصمة المقدسة مازال بها فراغات سكانية، إذ إن هناك بعض المخططات لم تكتمل بسبب عدم اكتمال البنية التحتية فيها.

وأكد البار في كلمة خلال رعايته توقيع عقد الدراسات التخطيطية لمشروع تطوير «أجياد المصافي» أنه تم اعتماد مشاريع بلدية في الميزانية تصل تكلفتها إلى 1.1 مليار ريال، وأن الميزانية الإجمالية المخصصة للأمانة تتجاوز نحو 1.6 مليار ريال، كاشفا أن من المشاريع الجديدة التي وردت في ميزانية العام الجاري وأخذت حيزا كبيرا من الميزانية هي مشاريع إتمام الطرق الدائرية. وبيَّن أمين العاصمة المقدسة أن مشكلة النقل في العاصمة المقدسة في طريقها إلى الحل حيث تم اعتماد مشروع الضلع الغربي للطريق الدائري الثاني ضمن ميزانية وزارة النقل بتكلفة تقارب 452 مليون ريال، وهو الجزء الذي سيسهم في حال تنفيذه في اكتمال أول طريق دائري في العاصمة المقدسة. مشيرا إلى أن مشروع الطريق الدائري الثالث لا يزال تحت التنفيذ ويربط بين طريق «مكة المكرمة - جدة» السريع وطريق «مكة المكرمة - المدينة المنورة»، كما أن الطريق الدائري الأول سيحظى قريبا بالترسية للبدء في تنفيذه، وتابع: بذلك ستكون المحاولات جادة لإكمال طريقين من الطرق الدائرية الأربعة في مكة، كما أن الطريق الدائري الرابع بدأ العمل فيه، وهو في حال اكتماله سيسهل من خروج الحجاج من منطقة المشاعر المقدسة إلى طريق «جدة - مكة المكرمة» السريع وكذلك الطريق القديم في مرحلته الأولى.

وبيَّن البار خلال توقيع المالكين والمطورين لمشروع تطوير منطقة «أجياد المصافي» «منصور أبو رياش وفايز زقزوق» أن العاصمة المقدسة تعيش خلال الوقت الحالي عصرا ذهبيا نادرا فيما يتعلق بحركتها العمرانية، حيث إن مكرمات خادم الحرمين الشريفين تتوالى على العاصمة المقدسة.. فبعد تطوير مشروع المسعى أتى مشروع توسعة المسجد الحرام الذي أضاف ما مساحته 300 ألف متر مربع في الناحية الشمالية والغربية للمسجد الحرام، ومن المكرمات الملكية على مكة توقيع عقد مشروع قطار الحرمين الرابط للمدينتين المقدستين، بالإضافة إلى توقيع عقد قطار المشاعر المقدسة وهو الذي سيحدث نقلة نوعية وكبيرة في النقل بين المشاعر المقدسة، إضافة إلى تلك المكرمة الأخيرة والمتعلقة بوضع المخطط الشامل لمكة المكرمة والمشاعر المقدسة والمدينة المنورة.

وكشف أمين العاصمة المقدسة أن هناك توجها لإقامة معرض مستديم يضم بين جنباته جميع المشاريع القائمة في مكة المكرمة، مقسما تلك المشاريع إلى نوعين: مشاريع ذات ملكية فردية وتشرف عليها أمانة العاصمة المقدسة بحكم الاختصاص، والنوع الآخر من المشاريع يتطلب تجميعا للملكيات والآليات المساعدة للبدء في تنفيذها وتشرف عليها الهيئة العليا لتطوير مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة.

وكان حفل التوقيع الذي حضره العديد من العقاريين والمسؤولين بدأ بكلمة لمنصور أبو رياش «رئيس اللجنة العقارية في الغرفة التجارية الصناعية في مكة المكرمة» الشريك في المشروع، بيَّن فيها أن أعمال الدراسات الفنية والتصاميم للمشروع سيتم الانتهاء منها بعد نحو ثمانية أشهر، مستبعدا أن يكون بالإمكان الإفصاح في الوقت الراهن عن موعد البدء الفعلي في تنفيذ المشروع التطويري.

وأوضح أبو رياش أن المشروع لا يعد شركة مساهمة، وأنه ملكية كاملة بين المالكين والمطورين للمشروع، وأن أرض المشروع مملوكة بالكامل منذ نحو 12 عاما ولن تشهد أي عمليات نزع للملكيات، وليس من المستبعد أن يفتح المشروع أبوابه للمساهمة في حال صدور التراخيص اللازمة له، وهو الأمر الذي عاد ليوصفه بأنه ليس من ضمن الخطط التي هم يرون إمكانية تطبيقها أو طرحها في الوقت الحالي في ظل رصد قيمة التكاليف اللازمة لتنفيذ المشروع.

وقال أبو رياش: نطمح من خلال توقيع عقد أعمال الدراسات المتخصصة والتصاميم لمشروع تطوير منطقة «أجياد المصافي» المتميز بإطلالة مباشرة على الطريق الدائري الثاني وعلى المنطقة المركزية إلى التميز الأكبر من خلال رؤية المشروع، الهادفة إلى أحياء تلك المنطقة وتطويرها وتنمية الخدمات المرتبطة بها من طرق ومرافق وخدمات وطرق مشاة وشبكة خدمية للمرافق المتعددة، والتي تهدف إلى تعزيز وضعها بما يحدث نقلة نوعية في كافة المناشط بإذن الله، ثم طموحاتنا وجهود فريق العمل التي تسعى إلى تطوير المنطقة وأحداث نقلة متميزة التي نرجو أن تكون معلما حضاريا بارزا، ومثلا يقتدي به كل من أراد التطوير على أسس علمية ومدروسة. وأشار إلى أنهم كملاك ومطورين للمشروع حرصوا على إظهار المشروع بالصورة اللائقة، من خلال اتباعهم مسلكا احترافيا ذا مهنية عالية، حيث تمت مخاطبة ودعوة أعرق المكاتب الاستشارية المتخصصة في أعمال الدراسات والتصاميم، والذين تم استقطاب عروضهم التي خضعت للمفاضلة بعد ذلك وفقا للأسس العلمية والمهنية العالية الجودة. وخلال المداخلات أوضح أمين العاصمة المقدسة الأسبق المهندس عمر قاضي أن المشاريع التطويرية تجمع بين الأجر المادي والأجر الأخروي، معتبرا المشروع من المشاريع الهامة.. وقال يوسف الأحمدي «عضو اللجنة العقارية بالغرفة» إن الشركات تركز على المجسمات في حين أن مشروع تطوير «أجياد المصافي» ركَّز على الطرق بالدرجة الأولى وهذا الأمر في غاية الأهمية لأن مكة تعيش أزمة طرق ولابد وأن تركز المشاربع التطويرية على الطرق والبنية التحتيتة قبل المشاريع العمرانية.