آثار جبل البنات

فوق هامة جبل السبع بنات في حي المصافي بمكة المكرمة، ما زالت تقف صامدة مبانٍ تراثية وقديمة، بعدما هجرها أهلها وانتقلوا إلى مواقع أسهل وأيسر للسكنى والحصول على

فوق هامة جبل السبع بنات في حي المصافي بمكة المكرمة، ما زالت تقف صامدة مبانٍ تراثية وقديمة، بعدما هجرها أهلها وانتقلوا إلى مواقع أسهل وأيسر للسكنى والحصول على الخدمات المختلفة، ورغم خلو معظمها من السكان إلا أنها لم تسلم من الحوادث كالحرائق والانهيارات الجزئية، واستخدام بعضها في أغراض مشبوهة من قبل بعض الشبان ومخالفي أنظمة الإقامة في بعض الأحيان.

سكان الجبل خاصة كبار السن منهم طالبوا بالحفاظ على تلك المنازل قدر الإمكان، مشيرين إلى أنها تشكل جزءا من التراث المكي، وتمثل حقبة من تاريخ البناء وطرقه والمواد المستخدمة فيه، ومن جهة أخرى طالبوا بتوفير آلية للحفاظ على المياه المهدورة لسوء التمديدات من خزان المياه إلى منازل السكان، وضرورة تأمين عدادات الكهرباء وتمديداتها العشوائية، المتقاطعة في مواقع عدة مع ليات المياه.

أكد أحد سكان المنطقة باسم العريفي على أن الإصلاحات لا تعني بالضرورة الهدف، ويوضح في حديثه لـ»مكة»: هناك عدة منازل قديمة حجرية في قمة الجبل ما زالت تحتفظ برونقها وبنيتها الكاملة، ولا بد على الجهات المعنية العمل على الحفاظ عليها باعتبارها تمثل تاريخا من حقبة زمنية مضت، ومن المعلوم أن الجبل والمنطقة المحيطة، ضمن خطط التطوير التي ستطال المنطقة المركزية المحيطة بالحرم المكي الشريف، وربما قد تطول بداية الإعلان عن العمل فيها، وذلك لا يعني بالضرورة هدم تلك المنازل، ولا بد من وجود حلول تكفل الحفاظ عليها جنباً إلى جنب مع مراحل التطوير، وهي حالياً مهملة بعدما هجرها معظم مالكيها وانتقلوا إلى أحياء أخرى، وذلك يعود غالبا لصعوبة الوصول إليها، وأتمنى من هيئة الآثار والسياحة أن تنزع ملكيتها كخطوة أولى للحفاظ عليها قبل أن تزال بفعل فاعل أو بسبب عوامل الزمن أياً كانت.

عن هدر المياه في المنطقة يقول المقيم العربي وأحد سكان المنطقة خالد متين «الصعوبة في سكن هذه البيوت تكمن في مشقة الوصول إليها ورفع الأغراض إليها، إلى جانب عدم توفر شبكة للمياه فيها، ونحن نحصل عليها من الخزان الموفر في أعلى الجبل والذي تصله المياه عن طريق عين زبيدة ومنه تصل إلى معظم المنازل عن طريق ليات أوصلناها بالخزان بشكل بسيط، وللأسف إن هذه الطريقة تتسبب في هدر قسم كبير من المياه، في حين يمكن معالجة الوضع بتمديدات أكثر جودة تعمتد على الأنابيب بدلاً من الليات».

وطالب الساكن عابد البخاري بالاهتمام بتمديدات المياه قائلا «لا بد من تحسين جودة تمديدات المياه وفي الوقت ذاته تأمين عدادات الكهرباء وتمديداتها، إذ لا يمكن أن يجتمعا، وإن لم تقع كارثة حتى الآن، فالمسألة مسألة وقت ليس إلا، وأطالب أصحاب البيوت المهجورة تحديداً بتأمين عدادات الكهرباء أو رفعها لمنع ضررها عن الناس».