أكد المدير العام لقطار الحرمين، المهندس باسم غلمان أن ميناء جدة سيكون نهاية ديسمبر المقبل، على موعد مع استقبال عربات قطار الحرمين التي سيتم شحنها برا لمنطقة المدينة المنورة بالتنسيق مع شركة تالجو الإسبانية المنفذة للمشروع.

وقال إن القطار وعرباته الـ13 سيتم شحنه بحرا من ميناء برشلونة بعدما وقف وزير النقل الدكتور جبارة الصريصري عليه، ورئيس عام المؤسسة العامة للخطوط الحديدية المهندس محمد السويكت، مشيرا إلى أن المشروع يتضمن تشييد وإنشاء خط سكة حديد حديث يربط أربع مدن رئيسية، ويصل عدد المحطات به بعد استحداث محطة جديدة في مطار الملك عبدالعزيز إلى خمس محطات.

وأفاد أن المشروع يجري العمل فيه على مرحلتين مقسمتين إلى جزأين، الأولى عبارة عن الأعمال المدنية في البنية التحتية، والمحطات الخمس، أما المرحلة الثانية من المشروع فهي القطارات، وتشمل المسارات والقضبان والخطوط الكهربائية المغذية للمشروع وورش الصيانة المركزية وأنظمة التحكم والعمليات والرقابة والتشغيل وبرامج التشغيل والصيانة.


300 كلم في الساعة

وأكد أن إجمالي الأطوال من نقطة البداية من مكة إلى المدينة 450 كلم، وأن المشروع عبارة عن قطارات كهربائية، إذ تصل السرعة التشغيلية للقطار 300 كلم في الساعة، وفق أحدث ما توصل إليه العلم الحديث، مشيرا إلى أن السرعات بفعل الانحناءات تتغير خاصة في مكة وجدة لتقل إلى 200 كلم في الساعة نتيجة وجود تضاريس معينة، بينما ترتفع في المناطق المفتوحة كرابغ إلى 300 كلم، لافتا إلى أنه ينبغي التفريق بين السرعة التصميمية والتشغيلية، رغم قدرة القطار على تجاوز سرعة الـ 300 كلم مبينا أنهم فضلوا عدم الدخول في المخاطرة.

وبين المدير العام للمشاريع أن المحطات الخمس لن يقتصر دورها على الإركاب والتنزيل، بل سيمتد إلى الجانب التثقيفي بالقطارات قبيل افتتاح المحطات بشكل رئيسي ولمدة ستة أشهر من أجل دخول الأسر السعودية لتلك المحطات والتنزه بها مؤكداً أن خط القطاع الجنوبي لمكة – جدة – رابغ سيتم تشغيله في منتصف 2016 وقبله في منتصف 2015 سيتم تشغيل القطاع الشمالي من رابغ إلى المدينة، وأن تشغيل محطات القطار سيتم بنهاية ديسمبر 2014.


مكة أهم محطاته

واعتبر محطة مكة أكبر وأهم المحطات التي يمر بها القطار من حيث حجم الأعمال والقيمة التعاقدية، وأنها من المحطات الطرفية أي نهاية المسار كمحطة المدينة، كاشفا عن وجود قطع صخري يقدر بملايين الأمتار المكعبة في محطة الرصيفة نتيجة طبيعة تضاريسها.

ولفت إلى أن المشروع مصمم للعمل في ظروف مناخية بين خمس درجات تحت الصفر إلى 55 درجة فوق الصفر، وهو الوحيد في العالم الذي يعمل في درجات حرارة مرتفعة، وطول المسار 450 كلم، والجانب الآخر بعض التفاصيل الفنية مثل مقاومة زحف الرمال، خصوصاً في المناطق الصحراوية البعيدة عن النطاق العمراني، كالتي بين رابغ والمدينة، مؤكداً أنه تم تصميم واعتماد خاص للمسارات والقضبان بما يمنع تراكم وتجمع الرمال على امتداد المسار.

وقال إنه تم إنشاء معابر للجمال عبارة عن كباري على طول المسار، ومصدات وحوائط استنادية كالخرسانة المسلحة لحماية مسار القطار، والمناطق التي يخترقها المسار داخل النطاق العمراني والمناطق المزدحمة كالطريق الدائري في جدة لعزل الناس عن مسار القطارات، وحمايته في حال خروجه عن مساره بارتفاع يفوق ثمانية أمتار.