البار: 4 أسباب وراء تأخر تطوير العاصمة المقدسة
علل أمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامة البار تأخر مدينة مكة في التنمية على الرغم من ضخ
علل أمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامة البار تأخر مدينة مكة في التنمية على الرغم من ضخ الدولة مليارات الريالات بأنه لأسباب تضاريسية وطبوغرافية وافتقار بنيتها التحتية وطرقها إلى الحد الأدنى للتنمية، مؤكدا أن 80 % من النفايات المتكدسة في المشاعر سببها الأعمال الخيرية.
وأوضح في حوار لـ»مكة» أن المخطط الشامل في طريقه من المرحلة التمهيدية إلى التنفيذية.
1 - جرى في مكة أخيرا افتتاح عدة مشاريع محورية، الأمر الذي من شأنه أن يحدث تغييرات جوهرية في ملف الحج والعمرة، ما تعليقكم؟
المشاريع تم افتتاحها بطريقة موقتة كالدائري الرابع بنسبة 100% ، بيد أن هناك تقاطعات افتتحت هذا العام بنسبة 80 % ، وسيتم افتتاح البقية بعد موسم هذا الحج.
بالتأكيد الجسور التي فتحت في الدائري الرابع، خاصة في منطقة المعيصم أو منطقة الأعلام، من شأنها أن تسهم إيجابا في تخفيف الزحام وتسهيل الحركة المرورية في أحياء العاصمة المقدسة، حيث من شأن تلك الخطوط المحورية والجوهرية التعاطي مع ملفات الحج والعمرة بشكل أيسر وأنجع، خاصة الطريق الذي يربط بين المعيصم وطريق المدينة السريع إلى طريق مكة ـ جدة القديم، وفي حال اكتماله سيسهم في انسيابية الحركة مباشرة في المحاور الثلاثة.
كل المشاريع المرورية في الجسور والطرق في منطقة مكة المكرمة تسهم في تسهيل الحركة المرورية والتيسير على الحجيج في المشاعر المقدسة.
2- تنفيذ التنمية في مكة يختلف من ناحية الإنجاز عن أي مدينة أخرى، لماذا؟ وما هي الأسباب؟
مشكلة مكة مناخية وطبوغرافية وزمنية لتعدد المواسم، أيضا عدم وجود بنية تحتية قديمة يتم الاستفادة منها في جميع المرافق الخدمية الكبرى والرئيسة في مكة، بالذات في مجال الطرق، وهو ما شهدناه في بعض مدن سعودية بأن أصبح مجال الطرق فيها بعرض 100 متر، فحينما تقوم بعمل جسر في الوسط تقوم وقتها بتحويلات في أطراف الطريق، ومن ثم تستطيع العمل على تحويلات وجسور وأنفاق تستفيد منها في البنى التحتية الرئيسة في العاصمة المقدسة، كما أن مشكلة مكة أن طرقها وشوارعها ضيقة في الأساس، لذلك لا تستطيع مد بنية تحتية قوية.
هناك جبال تعترض سير الطرق وإنشاء الطرق، وبالتالي تحتاج إلى أعمال تفجير تتطلب وقتا.
واجهنا في الدائري الرابع بعض العمليات العاجلة في إزالة الجبال، خاصة أن في واحدة منها تمت إزالة 6 ملايين طن، أتوقع أننا في مكة خرجنا من عنق الزجاجة الذي كان في الطريق الدائري الأول والثاني والثالث.
3 - الأعداد الضخمة المخالفة في كل عام تربك خطط الأمانة، كيف ترون ذلك؟
وجود أعداد مخالفة هو إرباك لجميع القطاعات الحكومية بما فيها أمانة العاصمة المقدسة، وما تقوم به أي جهة حكومية في ظل وجود من يفسد سير عملها أمر يبعث على القلق ويخفي جهود القطاعات الخدمية، وهو أمر تقف له الأجهزة الأمنية بكل حزم، كثافة الافتراش، والكتل البشرية الموجودة أمر يربك أي جهاز ويقوض من مهامه، سواء كانت خدمات مرورية أو طبية أو خدمية.
في المحصلة ستنصب الجهود كلها على صعوبة التنفيذ، على الرغم من إحكام السيطرة الأمنية وجهود الزملاء في مختلف القطاعات الأمنية إلا أن وجود المخالفين لأنظمة الحج سيناريو بات يتكرر.
يبدو أن هناك خططا ممنهجة للتسرب داخل العاصمة المقدسة وبعدة طرق، وللأسف يقوم بها أناس يفترض بهم مراعاة المصالح الوطنية والسعي نحو خدمة الحج والحجيج، والجهات المنظمة للحج أتوقع أنها ستعيد النظر في هذا الأمر.
4 - الأعمال الخيرية وانتشارها على الطرقات في المشاعر المقدسة أمر يشوه الشكل الجمالي ويكدس مرامي النفايات، أليس كذلك؟
عدت قبل قليل من جبل الرحمة، وأثناء العودة من الخط العرضي الثاني كانت هناك سيارات توزع المياه السبيل ووجبات غذائية وبرادات توزع مياها مبردة، وكان حريا بهذه المؤسسات الخيرية أن تسخر عمالة تصاحب توزيع الأعمال الخيرية وتقوم بعملية تنظيف النفايات والكميات الكبيرة المتزامنة مع عمليات التوزيع الكبيرة والمتشكلة في عدة نقاط متقاربة مع بعضها.
الجميع يحب فعل الخير لكن لابد من تنظيم العملية والعمل الحثيث على عدم مضايقة الحجيج وتعكير حجهم بإلقاء المخلفات تلو المخلفات في الطرق الرئيسة والأزقة الفرعية، لا بد من مواجهة الأمر ومتابعته بشكل لا يضر بسلامة الحاج وتعكير صفوه.
80% من النفايات الموجودة في المشاعر المقدسة هي من أعمال المبرات الخيرية الناتجة عن التوزيع الخيري العشوائي.
5 - ثقافة الحجيج في مكة لا تنبئ عن حضارة، ولم يراعوا قدسية المكان، وساهموا جنبا إلى جنب مع المواطنين في تحويلها إلى مكان غير حضاري، هل تذهب مع هذا القول؟
عند التعامل مع ثقافة الحاج تواجه عميلا جديدا في كل عام، لا تغني معه الثقافة ولا التعبئة الإعلامية، لأنك في الأغلب لن تراه ثانية، من يأت للحج هذا العام فلن يأتي له إن كان نظاميا إلا بعد عدة سنوات طويلة، تعبئة الحجاج في مقراتهم بما يختص بضرورة احترام قدسية مكة والمحافظة على نظافتها أمر لن يأتي بجديد، وهو أمر عديم الجدوى.
6 - ما برح مشروع تدوير النفايات الصلبة يراوح مكانه في مكة، لماذا؟
إدارة النفايات الصلبة تمر بثلاث مراحل، الجمع والنقل والتخلص، وتصب فيما بعد في عملية التدوير، وجود مئات الألوف من الأطنان في مكان واحد والفصل من المنشأ عملية مكلفة في الجهد والوقت وتثير هدرا لا مبرر له، فلذلك المرمى لا جدوى منه، لأنه سيكون مختلطا اختلاطا كاملا يصعب معه الفصل.
ما تقوم به الأمانة يتمركز في حماية الحاج أولا بأول بعيدا عن الأوبئة والجراثيم التي من الممكن أن تصاحب ردم وتكدس النفايات، حتى لا تتسبب في تلوث بيئي للحاج، ولذلك عملية التخلص والتدوير هي عملية ثانوية وليست أساسية تتطلب جهدا بعد ذلك.
7 - مشعر مزدلفة لم ينل حصته في التطوير، لماذا؟
الأمانة بدأت هذا العام بتطوير مشعر مزدلفة، وتخصيص مناطق إيواء فرشت بنجيلة صناعية بمزدلفة بشكل أكبر، بمساحة 12500 م2، وأسهم أحد المحسنين في إزالة أعداد كبيرة من أكوام النفايات، وبذلك أسهمنا في تنظيف المشاعر المقدسة وخاصة منى.
8 - لماذا تتأخر مدينة مكة في التطوير عن غيرها، على الرغم من ضخ الخزانة السعودية مبالغ طائلة؟
مخطط تطوير المشاعر يأخذ في الاعتبار عملية استخدام المسارات المتحركة كمساند لطرق المشاة، واستخدامها لابد أن تتوفر فيه الظروف المواتية لاستخدام المسارات الآمنة وتكون مغطاة..كل هذه الأمور في طريقها للتطوير والتغيير.
هناك شركات عالمية وضعت المخطط الشامل مع فريق محلي من أرقى الجامعات السعودية والمختصين من الجامعات العالمية المعنية بالتقويم والتطوير، ويقومون ذلك أولا بأول.
المشاعر ومساحتها الجغرافية محدودة، إذا تنازعتها الحدائق والخدمات الترفيهية مع الإيواء فستصعب المشكلة وساعتئذ تصبح الأمور أكثر صعوبة، مع الأخذ بالاعتبار الحاجة نحو زيادة الطاقة الاستيعابية لمشعر منى، والمخطط الشامل شبه جاهز في مرحلته التمهيدية، وقريبا سيتم نقله من المرحلة التمهيدية للمرحلة التنفيذية.
تجربة سفوح منى من التجارب المفتوحة والممكنة، وهناك عدة تصاميم صممت في المخطط الشامل للمباني الشريطية، منها مبان على سفوح الجبال وسوف تؤخذ بالاعتبار عند تنفيذ المخطط.