مصطبات تهدد موقع مولد النبي

قبل أيام خمدت ألسنة النار التي نشبت في جزء من ورشة أعمال تنفيذ المصطبات الشمالية لتوسعة المسجد الحرام، وهي ثاني حادثة في غضون شهر، لكن التساؤلات حول هذا المشروع الذي قدم نموذجا قائما في جواز قص ونسف الجبال الشوامخ حول البيت العتيق

  • عمر المضواحي - مكة المكرمة

قبل أيام خمدت ألسنة النار التي نشبت في جزء من ورشة أعمال تنفيذ المصطبات الشمالية لتوسعة المسجد الحرام، وهي ثاني حادثة في غضون شهر، لكن التساؤلات حول هذا المشروع الذي قدم نموذجا قائما في جواز قص ونسف الجبال الشوامخ حول البيت العتيق، تبقى معلقة بلا أجوبة، حول تأثيرها ومدى تجاوبها مستقبلا مع احترام ما بقي من الأمكنة النبوية والتاريخية حول مناطق التوسعة والتطوير.


بدأت حكاية مصطبات الساحات الشمالية كمكوّن مكمل لمشروع الساحات، بمساحة كلية تبلغ 56660 م2 لتمهيد الوصول إلى مبنى التوسعة التاريخية لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للمسجد الحرام الشريف في الجهة الشمالية للمسجد الحرام (حي الشامية).


وستستوعب ساحات وأسطح المصطبات الشمالية وحدها نحو (187500مصل إضافي تقريبا) للمسجد الحرام، في شكل مريح وآمن يضمن أفضل شروط ممكنة لأداء العبادة في يسر وسلامة وفخامة ممكنة.


فقد وقع اختيار المصممين على النمط الدائري اقتباسا من حركة دوران الطواف حول الكعبة المشرفة.


وكان هذا النمط من التصميم محل تفكر وتدبر كثيرين، كونه يؤسس لمنظور مستقبلي لعمارة المسجد الحرام، حيث تقع أكثر التخوفات على إكمال الشكل الدائري حول الحرم، مما يستوجب مسح الجهة الشرقية بما تضم من مكونات رئيسة في تاريخية وهوية مكة المكرمة.


فهناك جبل أبي قبيس أول جبال الأرض، وموقع شعب بني هاشم، وما يضمه من مواقع حساسة منها موقع مولد وحياة النبي صلى الله عليه وسلم في مكة، وبقية المعالم التاريخية المشهورة، والثابتة يقينا لا شك فيه.


وفي الوقت الذي أخضع فيه جبلا قيقعان والكعبة، لضروس وأنياب الحفارات والبلدوزرات، لتهيئة المصطبات الشمالية للمشروع، بدأ مقاول مشروع التوسعة بتنفيذ قوس جديد للدائرة المقترحة في الاتجاه الشرقي فعلا، لتلتهم جزءا وافرا من جبل خندمة.


مما زاد حجم التخوفات، على مصير شعب بني هاشم وموقع المولد النبوي رمانة ميزان تاريخ مكة في الإسلام.


لا حاضر بلا ماض

وأكد رئيس مبادرة معاد لتعزيز الهوية المكية الدكتور فايز جمال، طرح مبادرة خاصة بتدارك الملاحظات التي حسبت على تصاميم المصطبات في الساحتين الشمالية والشرقية للمسجد الحرام قبل أكثر من عام على المسؤولين في إمارة مكة المكرمة ومجموعة بن لادن السعودية وغيرهما.


وقال: المبادرة تعزز أهم وأحدث المفاهيم في تنمية وتطوير المدن، مثل مفهوم التنمية المستدامة، وذلك من خلال حماية تراث المدن والمحافظة عليه والاعتزاز به، وتعزيز الهوية وبناء الشخصية المكية، والتعلم وتنمية المعرفة لدى أهل مكة وزوارها، وبالتالي تحفيز السعي لتحقيق مفاهيم تشكل قفزات نوعية تحافظ على الماضي التليد وتواكب الحاضر الزاهر وتتطلع للمستقبل المشرق، مثل تطبيق مفهوم المدن الخضراء والمدن الذكية بطريقة غير مسبوقة تتناسب مع خصوصية المكان والمكانة، لذا فمن الواجب أن تتجاوز أهداف مشاريع التنمية في مكة المكرمة الجانب المادي إلى الجوانب البيئية والروحية والاجتماعية، بما يجعل من البيئة بيئة تصطبغ بشكل فعلي وعملي بالمفاهيم العامة للإسلام كنظام حياة متكامل يؤثر في حياة الفرد وسلوكياته وأخلاقياته، بحيث تصبح تلك البيئة تجربة عملية تؤثر وتطبع شخصية كل من يعيش أو يمر على هذه البقاع المقدسة (ساكنا أو مقيما أو زائرا)، وتحوله إلى ممارس للأخلاق والسلوكيات الإسلامية على كل الأصعدة الحياتية والروحية.


مخاوف الصداع

ويكشف عضو مبادرة معاد، الخبير في المعالم النبوية والتاريخية الدكتور سمير برقة أن معاد سبق أن اجتمعت مع مجموعة بن لادن قبل نحو 15 شهرا، ولم تكن فكرة المصاطب الشرقية قد تبلورت بعد، ونخشى من إقامتها في الجهة (الشرقية) تحديدا، لئلا تزيل معالم تشكلت عبر التاريخ.


وأشار إلى أن هذه المنطقة فيها مكان مولد الرسول سيدنا محمد عليه الصلاة السلام، وهو اليوم مكتبة مكة المكرمة، وكذلك تعتبر هذه المنطقة مهمة في تاريخ سرد السيرة النبوية، ففيها ولادة وحياة وتربية سيدنا محمد، وفيها تم حصار بني هاشم، وإقامة مصاطب مكانها سيسبب صداعا في غنى عنه.


وختم برقة: نرى أن يكتفى بالمصاطب الشمالية، وإذا كان لا بد منها في الجهة الشرقية، فالأمل ألا تتمدد إلى داخل شعب بني هاشم، لا سيما أن مشروع الملك عبدالله للتراث الحضاري ينصّ على ضرورة المحافظة على مواقع التاريخ الإسلامي.


كما نطالب بإزالة الحمامات القريبة من المروة لقربها من بيت السيدة خديجة حيث عاش رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم 28 سنة.


تذويب الهوية

ورصد المدير العام للتخطيط والدراسات في هيئة تطوير مكة المكرمة والمشاعر المقدسة جمال يوسف شقدار ملاحظات لخصها في قوله: مع تقديرنا لاجتهاد فريق وزارة التعليم العالي وزملائهم المساهمين في التصاميم الحالية لمصاطب الساحات الشمالية التي غلبت عليها “الروح النمطية المعمارية” فأصبحت “رتيبة” الشكل والمضمون ولا تكاد تمت بصلة للطابع المعماري المكي... قد يكون لمشاركة جهات ذات علاقة بإعادة الهوية المكية مثل هيئة تطوير مكة المكرمة والمشاعر المقدسة وأمانة العاصمة المقدسة ومجموعة “معاد” في عملية تصميم المصاطب، دور مهم في تعزيز الهوية العمرانية لمكة، ولنؤكد للعالم أننا جادون في الحفاظ على تراثها العمراني.


ويؤكد شقدار، وهو عضو في مبادرة “معاد”، إن مواليد الستينات الميلادية كانوا هم آخر جيل تذوق “الهوية المكية” بمجالاتها الاجتماعية والفنية والعمرانية والبيئية، فرائحة زهور “شجرة النيم” التي اختفت اليوم كانت ترجع لهم ذكريات فصول الربيع المكي، و”الرواشين” كانت بمثابة برج مراقبة للأمهات يتابعن من خلالها تفاصيل الحياة اليومية أصبحت في “خبر كان”.


وقال: للأسف، اليوم اختفت غالب مفردات “الهوية المكية”، وأصبحت صورتها الذهنية بعيدة عن شباب مكة وشاباتها، وهم بعيدون عنها، وبالكاد يعرف أحدهم شيئا عن الحارات القديمة التي أزيلت تماما.


ومن هنا جاءت فكرة مشروع “مبادرة معاد” لتطوير “مصاطب الساحات الشمالية” لتأخذ “صبغة” الهوية المكية، وحتى تعيد مسميات الحارات القديمة ومفرداتها المعمارية مثل “الرواشين”، لتزدان بها واجهات المصاطب و”الشوابير”، لتكون جزءا من سترة الأسطح المخصصة كمصليات مفتوحة يتابع فيها الأهالي والزوار صلواتهم خلف إمام الحرم.


وبجعل المرافق والخدمات التجارية والإدارية تحاكي بتنوعها وتصميمها نماذج الحارات المكية القديمة نكون قد عززنا بعض مفردات الهوية المكية للمنطقة المحيطة بالحرم في الشكل والمضمون من خلال تنفيذ مشروع “مبادرة معاد لتطوير مصاطب الساحات الشمالية”.


وسيكون مجرد تجول الزوار والأهالي في حارات مكة الجديدة / القديمة ضمن مصاطب الساحات الشمالية للحرم، وهم يتمتعون بشذى زهور أشجار النيم المغروسة في جنباتها، إحياء للهوية “المفقودة” في النفوس وإعادة لها بقوة وبمنهجية التنمية العمرانية المستدامة.


الشرق روحانية مكة!

من جهته قال رئيس مجلس إدارة مكتب الأبنية للاستشارات الهندسية في جدة المهندس أنس صيرفي: “الساحات الشرقية للمسجد الحرام وبما تضم من معالم نبوية وتاريخية تعد الأكثر ثراء، وشهدت جوانبها محور حياة رسولنا الأعظم بدءا بمولده الشريف وإقامته بدار السيدة خديجة، ومكان مولد السيدة فاطمة الزهراء فيها، وموطن ديار بني هاشم في الشعب الذي عرف باسمهم وشهد حصار قريش لهم فيه، والشارع الأعظم المعروف بمسيل وادي إبراهيم الذي شهد خطى الرسول صلى الله عليه وسلم إلى غار حراء حتى نزول سيدنا جبريل عليه بالنبوة والقرآن.. وهو طريق دخوله إلى مكة يوم الفتح وحمل لواءه وفيه غز رايته، وعلى ترابه الطاهر خط طريقه للباب الذي يحمل اسمه بالمسجد الحرام”.


وزاد: كل هذه المعالم والتاريخ الحافل بالأحداث والوعي المتصاعد نحو المحافظة على تراث المنطقة الحضاري تحتم التعامل الخاص معها، خاصة وهي تشهد اليوم مشروع التوسعة، وحزمة من مشاريع النقل والخدمات العامة، فالأمل في ألا تفقد منطقة الساحات والمصطبات الشرقية هويتها التاريخية في خضم تلك التوسعات والمشاريع التنموية، بل هي فرصة للإبداع في المواءمة بينهما.


وقال: “أتمنى أن يؤخذ كنموذج لما يمكن أن يتم به تطوير المناطق المنزوعة التالية للمصاطب الحالية أو الساحات الشرقية التي شرع للتو في تصميمها، خاصة أن منطقتها تعتبر شعب بني هاشم الذي ولد وعاش فيه رسولنا الأعظم، وتجسيدا لحدوده لإعطائه نمطا عمرانيا يميزه ويحفظ تاريخه ومعالمه، وقد يكون له صدى أكبر”.


قيم مضافة للمشروع

وكشف صيرفي أن مكتبه ساهم مع مجموعة مبادرة معاد، بطرح عدد من الأفكار واقتراح الحلول الكفيلة بالجمع بينهما.


وحول الرؤية التي سعى مكتب الأبنية إلى تحقيقها من خلال التعديلات المقترحة على التصميم الأصلي الخاص بمصطبات الساحات الشرقية للتوسعة كقيم مضافة مع مراعاتها للتصاميم الرئيسة التي وضعها منفذ المشروع، قال: “هي في أساسها تنطلق من مبدأ أرساه المغفور له بإذن الله الملك فيصل بن عبدالعزيز عندما أمر بالمحافظة على الرواق القديم للحرم وأبوابه التاريخية كبابي السلام والصفا، وما أكد عليه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حين اعتماده ـ حفظه الله ـ لمشروع التوسعة وتوجيهه الكريم بالمحافظة على الروحانية والتي نراها في مبادرة معاد.. كلمة جامعة لا تتوقف عند الأماكن والأسماء، بل تتعداها إلى أسلوب التعامل في شتى مناحي الحياة الاجتماعية والاقتصادية والعمرانية والتي تشكل هوية مكة التي تنفرد بها على مرّ السنين”.


وأضاف: تأتي أهمية إعطاء هذا القطاع من التوسعة سمة خاصة لتعكس العمق التاريخي للمنطقة ولتجنب التكرار والتماثل في الشكل مع قطاعات التوسعة بعضها مع البعض الآخر، فتسهل الاستدلال في تنظيم حركة الحشود من وإلى الحرم عبر تنوع الأشكال والمعالم البارزة التي يمكن من خلالها أيضا استعادة أنماط من مفردات العمارة المكية الأصيلة المعروفة ومآذن الحرم بتصاميمها القديمة الفريدة واستعادة روح الحارات الراسخة في الذاكرة وتعويضها بإطلاق مسميات الأحياء العتيقة على أجزاء من المصطبات وإحياء أشكال الأبواب والمنائر القديمة ودمجها في الرؤية الجديدة لمصطبات الساحة الشرقية.


وأكد صيرفي أن إعادة تشكيل كتل المصاطب بحيث تأخذ تكوين شعب بني هاشم التاريخي في الاعتبار، ستسهم ليس فقط في المحافظة على معالم الشعب التاريخي ولكن في كسر الشكل النمطي الهندسي الدائري للتوسعة بخلاف التصميم المعتمد، ونكون بهذا قد حافظنا على الوظيفة المستهدفة للمشروع.

 

أبو سليمان يقدم رؤية شرعية لتطوير موقع المولد النبوي

لا يمكن فهم استلام الشركة المنفذة للمشروع لموقع مكة النبوية (شعب بني هاشم) الذي عاش فيه النبي محمد صلى الله عليه وسلم 53 عاما قبل هجرته إلى المدينة النبوية لتعمل فيها مشاريع (المصطبات والساحات الشرقية)، والتي لا تقوم على احترام تاريخية المكان وأهميته في السيرة النبوية الشريفة، بل عمدت إلى تغيير جغرافيته بقص الشعاب وإزالة كلّ ما عليها من مواقع نبوية وتاريخية من دون وجود لجنة شرعية وعلمية متخصصة، تشرف على أعمال تنفيذ هذه المشروعات التطويرية، من دون سلخ تاريخها والتعامل معها بما يليق من عناية واهتمام ورعاية.


وفي غياب مثل هذه اللجنة الشرعية والعلمية، لا يمكن افتراض أن الشركة المنفذة بما فيها من خبراء ومخططين ومهندسين لم يطلعوا قطّ على كتاب شهير وفريد في بابه طبع في 1416 تحت عنوان (مكتبة مكة المكرمة قديما وحديثا، دراسة موجزة لموقعها وتاريخيها وأدواتها ومجموعاتها) وأعيد طبعه في 2012 حيث وضعت فيه خاتمة ضافية تبين رؤيته ومقترحات تخص تطوير مكتبة مكة المكرمة.


يقول العلامة الدكتور عبدالوهاب بن إبراهيم أبو سليمان عضو هيئة كبار العلماء مؤلف الكتاب؛ إن طباعته مرة أخرى جاءت استجابة لإلحاح المتعطشين إلى معرفة تاريخ هذا المكان المبارك ماضيا، وما عليه حاضرا، وما يخطط له مستقبلا في خضم التغيير الشامل لمكة القديمة.


مضيفا أنه تم تطوير هذه المنطقة بعد توسعة الحرم الشريف الأولى في 1375هـ حيث كانت البداية، ثم تبع ذلك تطورات، وتغييرات لتخطيط المنطقة بصورة كلية، أجهز على المتبقي من القديم منها في 1416، وقد شاهدت السنون بعد هذا تغييرا شاملا لهذه المنطقة التي تعد المنطقة التاريخية الإسلامية الأولى؛ ثم أصبح من الواجب وصف محيط المكان في وضعه السابق، والحالي، وتزويده بالخرائط، والصور ما أمكن، حتى لا تلتبس المعالم التاريخية على الأجيال القادمة في خضم هذا التغيير الذي تشهده مكة المكرمة عموما.


وشدد العلامة أبو سليمان في مقدمة الطبعة الثانية للكتاب على القول «أما مستقبل هذا المكان التاريخي الشريف في خضم هذا التغيير الواسع للمنطقة فإن الأمل معقود بالله عز وجل، ثم بولاة أمر هذه البلاد بالإبقاء عليه أثرا خالدا، تعيه الأجيال القادمة للوقوف على بداية تاريخ الرسالة المحمدية، وجعله منارة علمية معرفية تتناسب وتاريخ بداياته العظيمة، كما حافظ عليه سلف الأمة؛ حيث يأتي الملك عبدالعزيز آل سعود رحمه الله في السلسلة المباركة لولاة مكة المكرمة الذين حافظوا عليه أثرا إسلاميا خالدا».


وأفرد العلامة أبو سليمان خاتمة جديدة ألحقها للطبعة الثانية (2012) لخص فيها رؤيته لضرورة المحافظة على الموقع، استعرضها في 21 سببا ضافيا.


محذرا من أنه ليس من الحكمة إزالة مكان ولادة النبي صلى الله عليه وسلم، فإزالته إزالة لأعظم شواهد التاريخ الإسلامي، وجرح لمشاعر المسلمين قاطبة، وإثارة بلبلة فكرية بين جموع المسلمين، وسيكون لهذا العمل آثاره السيئة حاضرا، وسبة تاريخية تتناقلها الأجيال، ورحم الله القائل (صديقك من صدقك لا من صدقك).


وختم بقوله: إن الآمال معقودة في الله عز وجل ثم في غيرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود أن تنال هذه المكتبة في عهده عناية خاصة، يشعر منها المسلمون في جميع بقاع الدنيا الرغبة الحقيقية في الحفاظ على تراث الأمة، وصيانته من الضياع».

 

إغراق قوقل ويوتيوب بصور ومقاطع تصميم مشاريع التوسعة يثير الأسئلة

مكة وادٍ غير ذي زرع، لكن جبالها المحيطة ببيت الله العتيق، تتحول يوما بعد آخر إلى مصطبات ومدارج دائرية الشكل، لتزرع ساحاتها وأروقتها بالمصلين وضيوف الرحمن، وتنشأ فيها وتحتها مباني الخدمات العامة للمسجد الحرام، وترتبط بجسور وممرات تنتهي بصحنالطواف المتكرر.


وهي ابتداء ونهاية خارج وخلف مبنى التوسعة الجديدة.
لا بد هنا من الإشارة إلى ملاحظة عابرة تتعلق بتصاميم توسعة الحرم المكي بالتحديد.


فخلال الأعوام الأخيرة شهدت محركات البحث حملة إغراق وبمئات التصاميم والصور للشكل المتوقع للتوسعة المنتظرة، وتم ضخ عشرات المقاطع والأفلام المخصصة لمخططات التوسعة عبر “يوتيوب”، الأمر الذي ترك المتابعين في حيرة وعدم يقين عن التصميم المعتمد والرسمي للشكل النهائي، من الجهات المختصة.
في عشية وضع حجر الأساس السبت 20 أغسطس 2011م الموافق 20 رمضان 1432هـ بث التلفزيون السعودي وعبر قناته الأولى فيلما وثائقيا استعرض المشاريع التطويرية لتوسعة الحرم المكي الشريف والتي سيتم إنشاؤها خلال سنتين من تاريخ وضع حجر الأساس.


وبحسب الفلم التعريفي بالمشروع فإن “المصاطب شكلت بستة مستويات متدرجة تتماشى مع الطبيعة الطبوغرافية للجبال المحيطة بالمنطقة يستعمل سطحها ساحات إضافية للمصلين، وتم في أسفلها تأمين دورات مياه، ومواضئ، إضافة إلى متطلبات الخدمات التشغيلية والإدارية.