خارطة جديدة لعشوائيات مكة
ما بين أمس واليوم، ملامح كثيرة ومشاهد أضحت تتراوح في مخيلة من عاشر واستوطن العاصمة المقدسة طوال عقود مضت، وظل يسير بين أزقة عشوائياتها التي كانت معالم تاريخية تعرف بها مكة المكرمة، إلا أن معاول التطوير أسهمت في إزالتها وإعادة تشكيل ملامح الخارطة الإنشائية لأكثر من 66 حيا عشوائيا، تقدمتها 10 أحياء مشهورة بتعرجات وتداخلات منازلها.
ما بين أمس واليوم، ملامح كثيرة ومشاهد أضحت تتراوح في مخيلة من عاشر واستوطن العاصمة المقدسة طوال عقود مضت، وظل يسير بين أزقة عشوائياتها التي كانت معالم تاريخية تعرف بها مكة المكرمة، إلا أن معاول التطوير أسهمت في إزالتها وإعادة تشكيل ملامح الخارطة الإنشائية لأكثر من 66 حيا عشوائيا، تقدمتها 10 أحياء مشهورة بتعرجات وتداخلات منازلها.
إحلال وإبدالكل تلك الإزالات التي نفذت والقائمة حاليا، اعتبر مراقبون أنها لم تقض على ظاهرة العشوائيات، بل إنها أسهمت بما سموه بعملية “الإحلال والإبدال”، بمعنى أن الأحياء العشوائية الموجودة في السابق كانت تتصدرها الأبراج الشاهقة التي تقبع على مداخلها، ولم تكن ترى إلا بعد تجاوز تلك الأبراج، بينما ما يلاحظ حاليا أن المساحات الكبيرة التي خلفتها إزالة تلك الأحياء العشوائية أظهرت أحياء أخرى جديدة على خارطة مكة المكرمة، تتصدر المشهد أو على أقل تقدير تنتظر قرار الإزالة الذي لن يتم تنفيذه إلا بعد سنوات طويلة مقبلة.
وأوضح أمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامة بن فضل البار لـ”مكة”، أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أمر بتطوير العشوائيات وتحويل مكة إلى مدينة متقدمة، علما بأن المشروع يحظى برعاية كبيرة من أمير مكة مشعل بن عبدالله، ويعمل المشروع على تطوير أحياء مكة وجهاتها.
وأضاف البار: هناك فرق بين الهدم لغرض الهدم وبين الهدم لغرض الإعمار، فـمكة تستقبل سنويا الملايين من الحجاج والمعتمرين، وتحتاج إلى تطوير ومواكبة حاجة الزوار والمعتمرين الذين يرتادونها بين حين وآخر، فلا بد من تحديث هذه المدينة، والهوية المكية يمكن تعزيزها من خلال المشاريع الجديدة، بالمحافظة على النمط العمراني المميز لها.
ومنذ أكثر من ستة أعوام، بدأت آليات التطوير في تنفيذ مشاريع تنموية سواء حول محيط المسجد الحرام، أو المناطق المجاورة للمنطقة المركزية، وهي المواقع التي تكتنز بالكثير من الأحياء العشوائية.
جبل الشراشف
تعتبر منطقة جبل الشراشف ذات أولوية قصوى في التطوير، وذلك لقربها من الحرم المكي الشريف ووضعها العمراني المتدني، ويوجد بها أكثر من 12 ألف عقار، وسيتم تحويل المنطقة العشوائية القريبة من المسجد الحرام إلى مخطط عمراني متعدد الاستخدامات على مستوى عالمي، مما يسهم في تحسين النسيج الحضري العمراني لمكة المكرمة.
تبلغ مساحة جبل الشراشف تحت التطوير ما يقارب 1.7 مليون متر مربع على بعد 500 متر من المسجد الحرام، ويحد المنطقة من الشمال طريق الملك عبدالعزيز الموازي ومشروع جبل عمر، ومن الشرق شارع إبراهيم الخليل، ومن الجنوب التقاء شارع إبراهيم الخليل وشارع جرهم، ومن الغرب شارع جرهم.
كما تم إعداد كامل الدراسات اللازمة للمشروع بواسطة استشاريين عالميين ومحليين.
وفي بداية هذا العام تم الإعلان عن منطقة جبل الشراشف كمنطقة تطوير.
وحول هذا الأمر أكد أمين العاصمة المقدسة، الدكتور أسامة البار، أن أول محاور تطوير المناطق العشوائية لـ66 حيا ستبدأ بخمسة مشاريع كبرى في قوز النكّاسة، والكدوة، وحي الزهور، ومنطقة جبل الشراشف.
وبين البار أن لجنة تقدير العقارات ستبدأ في تسعير نحو 12 ألف عقار لصالح مشروع تطوير حي “جبل الشراشف”، وهي المرحلة التي سيعقبها استقبال الصكوك الشرعية والمستندات، مبينا أن خطة تطوير جبل الشراشف تعتمد على إقامة خط دائري يلتف حول سفح الجبل بعد إزالة المناطق العشوائية، وإنشاء الفنادق والمساكن للحجاج والمعتمرين على جانبيه، على أن تكون نسبة السكان المحليين %30، والموسميين %70، مشيراً إلى أن سيغطي نحو 1.631.000 متر مربع بهدف تحويل المنطقة إلى مركز حضري حديث الطراز في العاصمة المقدسة، عن طريق إعادة التطوير كاملة، كما سيشمل مرافق فندقية وسكنية وتجارية وتربوية وصحية.
وأضاف البار أن شركة “البلد الأمين للتنمية والتطوير العمراني”، وهي الذراع الإنشائية لأمانة العاصمة المقدسة، ستقوم بإنشاء مساكن بأسعار معقولة.
شارع المنصور
يعد حي شارع المنصور من أبرز الأحياء العشوائية الموجودة في العاصمة المقدسة، والذي كان يعد صداعا مزمنا للعديد من الجهات المعنية لا سيما أمانة العاصمة المقدسة في تتبعها للأسواق البدائية والمخالفة لاشتراطاتها الإدارية أو الصحية، والجهات الأمنية في ملاحقتها لأرباب السوابق، إضافة إلى شركة الكهرباء التي كانت تشتكي من سرقة تيارها الكهربائي دون استطاعتها التدخل لمنع هذا التصرف الخاطئ من قبل السكان.
بدأت ومنذ عدة أشهر، عمليات إزالة واسعة لهذا الحي العشوائي، وذلك لمصلحة مشروع طريق الملك عبدالعزيز الموازي، الأمر الذي أسهم في خلخلة تلك العشوائيات، والازدحامات المرورية التي لا تهدأ على مدار الساعة.
وكانت هيئة تطوير مكة المكرمة والمشاعر المقدسة أعلنت في وقت سابق عن أن مشروع طريق الملك عبدالعزيز قُسم إلى 3 مراحل تشمل المنطقة الواقعة غرب مشروع جبل عمر إلى شارع جرهم بمساحة 176 ألف م2، وتضم المرحلة ذاتها حي الزهارين الواقع غرب شارع عبدالله عريف وصولاً إلى الطريق الدائري الثالث بمساحة 289 ألف م2.
والمرحلة الثانية تشمل تنفيذ الطريق الجنوبي للمشروع بمساحة 226 ألف م2.
والمرحلة الثالثة سيُنزع ما تبقى من العقارات التي تبدأ من مسجد الملك عبدالله إلى شارع جرهم شرقا، وغربا من مسجد الملك عبدالله حتى شارع عبدالله عريف على مساحة إجمالية تتجاوز 381 ألف م2.