ودعت مكة المكرمة فقيدها الاجتماعي والعلمي والخيري، أمين عطاس، عن عمر يناهز الـ 80 عاما، والذي ووري الثرى بمقبرة المعلاة التي شهدت جمعا كثيفاً من جيرانه وأصدقائه وذوي الفقيد، يتقدمهم ابنه الدكتور خالد أمين عطاس رئيس قسم جراحة القلب (أطفال).

وكان وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة ضمن صفوف أسرة الفقيد في المقبرة التي استمر توافد المعزين إليها لبعد صلاة العشاء، في حين تواجدت فرق المرور لتنظيم حركة السير في ظل كثافة المعزين، وحضر التشييع كل من رئيس مؤسسة البريد السعودي الدكتور محمد بنتن وأمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامة البار، ووكلاء وزارة الحج ووجهاء وأعيان مكة المكرمة.

معاناته مع المرض

وكان يقيناً أن يكون المرض الذي لحق بجسد عطاس دليلاً على نفسه العظيمة التي أتعب مرادها جسدها، وظل أكثر من 90 يوماً طريح الفراش ما بين مستشفى النور الطبي والحرس الوطني، بحسب ما يرويه ابنه خالد الذي تحشرج صوته باكيا ومتحدثاً عن الوداع الأخير.
وقال خالد: إنه من أهم وأقوى الشخصيات إشراقا وتفرداً في مكة، وكان دؤوبا حريصا على خدمة الحجاج والعمار، أفنى عمره وهو يفاخر بشرف خدمتهم، ووضع نصب عينيه طيلة حياته أن أبناء مكة سخرهم الله لخدمة مكة ورفعتها.

بداية مسيرته

عطاس كان من أوائل المبتعثين في بداية الخمسينات، وأحد أهم الأسماء التي عبرت الحدود نحو القاهرة، المعقل المعرفي الأكبر لرجل اعتبرته الأوساط المكية بأنه أحد أبرز القامات التي نضحت بالمعرفة وشربت من ينابيعها.

تدرجه الوظيفي

تهادت المعارف في خلجات عطاس، وزانت في خضم ذلك جماليات معتركه الفكري، وشاءت الأقدار في نفس العام الذي تخرج فيه من مصر أن يتسنم مقعده مباشرة في مؤسسة النقد، تمهيداً لانتقال عمله إلى الإدارة العامة لمصلحة الزكاة والدخل، حتى صدر قرار مجلس الوزراء بتعيينه وكيلاً لوزارة الحج والأوقاف لشؤون الأوقاف، وإعارة خدماته لرابطة العالم الإسلامي مشرفاً على الشؤون الإدارية والمالية، إذ شغل منصب الأمين العام المساعد للشؤون الإدارية والمالية بالرابطة لسنوات عديدة.

---

وصانا بالحسنى وبصلة الرحم

«عاشرته أكثر من 50 عاما فلم أجد منه إلا المثالية في التعامل والحرص على تعليم أبنائه ومساعدتهم إلى الوصول إلى أرقى المناصب العملية والإدارية، وكان يوصينا بحسن المعاملة مع الأهل والأقارب والأصدقاء، وكان محبوبا من الجيران، وكان يسعى دائما إلى الاهتمام بصلة الأرحام والجار، ويوصينا بالتعاون مع الآخرين، ومد أيدينا لمساعدتهم، وقد لازمته أثناء مرضه المزمن حتى فارق الحياة.

زوجة الفقيد من عائلة الشيبي

---

الفقيد له مآثر كثيرة، ونسأل الله أن يعوضنا في مكة خيرا ويعوض أهل الفقيد، ويجبر كسر الجميع في فقدان أمين عطاس، ولو عدنا إلى الوراء كثيرا كان من زملاء الدكتور عبده يماني، ويذكرنا الحضور الكبير في عزاء الفقيد ما له من مآثر، وأيضا شهادة الناس له بالخير دائما، وهذا مما يحسب للإنسان.

ماهر جمال رئيس الغرفة التجارية الصناعية بمكة المكرمة

---

كان رحمه الله يهتم بالأعمال الخيرية، ويسعى دائما إلى مساعدة الآخرين، وكنت المرافق له في السفريات الخارجية.
.لم أجد منه غير مكارم الأخلاق وحسن التعامل مع الآخرين، وفي ظل غضبه من أحد العاملين يتعامل بالنصيحة أولا قبل العقاب، وكان يسعى دائما إلى نشر الدين الإسلامي من خلال التعامل مع الآخرين.

إبراهيم أبو عباة عضو مجلس الشورى

---

عطاس شخصية مكية متميزة، ومن أسرة كريمة عرفت بخدمة حجاج بيت الله الحرام، وشارك في عدد من الدراسات والاستشارات الناجحة بالوزارة، وكان عضوا بارزا في الهيئة الاستشارية، وله مساهمات في كثير من الإيجابيات..وفقدانه خسارة كبيرة للمطوفين وأهل مكة.

عبدالواحد سيف الدين رئيس الهيئة التنسيقية لأرباب الطوائف