قاتل النمر العربي: سممته انتقاما لإبلي

أعادت الهيئة الوطنية لأبحاث الحياة الفطرية، جثة النمر المسروق أمس الذي قتل بوادي نعمان بمكة المكرمة من قبل مواطن، عقب سرقته في محافظة الطائف، بعد أن أعلن السارق أن هدفه لم يكن السرقة وإنما لتحنيط النمر الذي يعد أحد الأنواع النادرة والمهددة بالانقراض بشكل حرج، ووجهت بسرعة القبض على القاتل

أعادت الهيئة الوطنية لأبحاث الحياة الفطرية، جثة النمر المسروق أمس الذي قتل بوادي نعمان بمكة المكرمة من قبل مواطن، عقب سرقته في محافظة الطائف، بعد أن أعلن السارق أن هدفه لم يكن السرقة وإنما لتحنيط النمر الذي يعد أحد الأنواع النادرة والمهددة بالانقراض بشكل حرج، ووجهت بسرعة القبض على القاتل


وأوضح مدير المركز الوطني لأبحاث الحياة الفطرية بمحافظة الطائف أحمد البوق أنه وفور انتشار الصور للنمر العربي المقتول عصر أمس الأول تم تشكيل فرقتين وإيفادهما عاجلا إلى المنطقة، وبعد الالتقاء بالأهالي تأكد لأعضاء الفرقتين صحة الحادثة عن تعرض نمر عربي نادر للقتل على يد أحد أبناء المنطقة، وذلك من خلاله وضع سم له على خلفية قتله أحد ماشيته من الإبل


ولفت البوق إلى أن حادثة مقتل النمر العربي النادر من الحوادث الصادمة، مبينا أن تحقيقات الحماية الفطرية توصلت إلى أن تسميم النمر جاء من خلال وضع كميات كبيرة من سم البودرة الخاص بقتل الفئران


وشدد على أنه بعد اكتشاف أعضاء الفرقتين عدم وجود جثة النمر تم عمل التحريات التي كشفت عن وجودها لدى أحد المواطنين وبالاتصال به تم إفهامه بأهمية تسليمها ووعد بذلك


ولفت البوق إلى أنه تم عمل رصد كامل بالمنطقة والعمل على وضع كاميرات لمعرفة ما إن كانت هناك حيوانات مفترسة بجبال المنطقة


من جهتهم، حذر مواطنون في منطقة نعمان من وجود نمر آخر في المنطقة يتربص بالأهالي ويهدد حياتهم بشكل يومي، في وقت وجهت فيه هيئة الحماية الفطرية وإنمائها الجهات المختصة بسرعة القبض على قاتل النمر العربي في وادي نعمان بمكة المكرمة، ووقوف لجنة من قبلها على الموقع ورصد التفاصيل المصاحبة للحادثة


من جانبه، قال قاتل النمر جبير المطرفي لـ»مكة» إن قتله للنمر كان حماية لروحه وأبنائه العشرة وقطيع له من الإبل والأغنام بعد أن تمكن النمر من قتل سبعة من الإبل


وأضاف المطري الذي أنصف العقد السادس مع عمره وكان محتجبا عن الأنظار ومتواريا عنها بمنزله المبني من القش، بوادي حجيلة بمنطقة الشق بوادي نعمان على طريق الهدا أنه لم يكن يعرف نوعية الحيوان المفترس الذي سبب له قلقا على مدار ثلاثة أشهر، وجعله يلزم أبناءه الصغار المنزل خشية أن يتعرضوا للأذى


وأفاد المطرفي أنه في ليلة مقتل النمر، كانت فكرة وضع بودرة من السم قد خطرت على باله بعدما تعرض بعيرا له للافتراس من قبله، وبعد سويعات قليلة من دسه السم للنمر شاهده جثة بجوار ناقته المقتولة من قبله


ولفت المطرفي أنه لا يمتلك ما يسد به رمقه وأبنائه العشرة وزوجته المسنة سوى هذه القلائل من الإبل والأغنام، وأن ما يرده شهريا من الضمان الاجتماعي لا يتجاوز 2400 ريال، ودعا المطرفي الجهات الأمنية أن تكف البحث عنه


وردا على سؤال «مكة» عن عدم وجود جثة النمر، وما أشيع عن قيامه ببيعه لأحد سكان الطائف بـ8 آلاف ريال، أجاب المطرفي أنه لا علم له بمكان وجوده
وأشار إلى أنه أثناء مقتل النمر وبعد تصويره، تركه وعدد من أبنائه معلق في شجرة وفضل العودة له مرة أخرى، غير أنه صدم بعدم وجود الجثة.

 

السم.. سنارة اصطياد العظماء

لم يدر بخلد جبير المطرفي، أن سنارته التي كان أغلى طموحها اصطياد ذئب، ذهبت لجر وقتل أغلى الحيوانات مكانة وقدرا، بحكم أن النمر العربي كان وما زال الطفل المدلل الذي ترمى في صحنه أطايب اللحوم وأشهاها


صورة النمر المعلق، كانت مستفزة لأنصار البيئة وحمايتها، باحثين عن إجابة آلاف الأسئلة دفعة واحدة: كيف أتى؟ أين موطنه؟ أين قتل؟ ولماذا قتل؟ مستندين على مجموعة صور لأناس تجمهروا حول الحادثة، ومقاطع فيديو تواترها المغردون أثناء نصب المقصلة لأقوى الوحوش الضارية على الإطلاق
ومنذ فجر التاريخ، استخدم السم للقضاء على الخصومة السياسية والرؤساء، وبات أقصر الطرق لاصطياد العظماء في التاريخ حين تضعف المواجهة وجها لوجه، لمزاج النمر الذي لم يرض شغفه في الأكل، عدا مجموعة من الإبل اتخذها طعاما، ومات في إثرها


النمر في عرف البيولوجيين، يحتل منزلة السباع في المرتبة الثانية بعد الأسد ويصفونه بأنه من أشرس الحيوانات، يبقى دائما في وضعية اليقظة، ولا يهدأ له بالا حتى يصل إلى مبتغاه من الفرائس


اكتسب النمر عربيته في المناطق الجافة جنوبي شبه الجزيرة العربية، وبذلت السعودية جهودا حثيثة في إبقاء نسل النمور العربية وافرا، وسعت في تهيئة البيئة المناسبة لذلك، باعتباره من الحيوانات المهددة بالانقراض، وتقدر أعداده المتبقية اليوم بـ200 نمر يتواجد في الريف الجبلي الوعر، وسلاسل التلال التي تحف بالسهل الساحلي