المخطط الشامل يستعيد آثار مكة
فند وكيل إمارة منطقة مكة المكرمة الأمين العام للهيئة العليا لتطوير مكة المكرمة والمشاعر المقدسة الدكتور عبدالعزيز الخضيري
فند وكيل إمارة منطقة مكة المكرمة الأمين العام للهيئة العليا لتطوير مكة المكرمة والمشاعر المقدسة الدكتور عبدالعزيز الخضيري الشكوك التي تحوم حول عمل وأداء هيئة تطوير مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، مؤكدا أنها تقوم بجهود جبارة في خدمة العاصمة المقدسة، وعكفت على إعداد المخطط الهيكلي الشامل لآلاف الساعات لتقديم المخرجات التي وضعتها بين أيادي أهل مكة، واصفا الهيئة بالطبيب المعالج الوحيد في مكة المكرمة، ما يجعلها تحت ضغط وتأثير كبير كونها في الواجهة، إضافة إلى تحملها المسؤولية تجاه البلد الحرام وأهله
وأضاف الخضيري في حديثه لـ»مكة» بالنسبة لوضع ذوي الدخل المحدود في ظل هذه المشاريع العملاقة التي يتم تنفيذها في مكة المكرمة، فقد تم تأمين مشروع واحة مكة لاستيعابهم، وتمت مراعاة حالتهم وظروفهم المادية من قبل القائمين على تنفيذ المشروع مستبعدا أن يتم تهميش أي نسيج اجتماعي من أهالي مكة المكرمة
وأشار إلى أن مكة المكرمة شهدت في الماضي تطويرا للحرم والمشاعر، دون بقية الأحياء والطرقات والميادين، ولذلك جاء مشروع الملك عبدالله الشامل لتطوير مكة
ودعا الخضيري إلى ضرورة استعادة أسماء مكة القديمة بشكل حضاري، واستعادة الآثار التاريخية المكية، لافتا إلى أن العمل بدأ فعلا على تغيير كثير من المفاهيم، فأصبحت هناك منظومة متكاملة للتطوير الشامل، مطالبا بإبراز هوية مكة العمرانية إضافة إلى روحانيتها والتشديد على تعظيمها، منوها بأهمية تطوير مكة بالقيم والمبادئ بدلا من إدارتها بالمصالح، داعيا إلى تجاوز الخلافات، والاتجاه إلى الهدف المشترك المتمثل في خدمة مكة المكرمة
جاء ذلك خلال رعايته أمس الأول إعلان الهيئة العليا لتطوير مكة المكرمة والمشاعر المقدسة المخطط الهيكلي الشامل في المناسبة التي نظمتها جمعية العمران السعودية للمخطط الشامل، الذي حظي بموافقة المقام السامي في 25 رمضان 1433 في مكة المكرمة، ويستمر على مدى 30 عاما لينتهي في 1462، لتظهر مكة المكرمة بشكل يتلاءم مع مكانتها الدينية ومركزيتها العالمية
وشمل الحفل عرضا تلفزيونيا لمخطط مكة المكرمة والمشاعر المقدسة الشامل بشرح المدير العام للتخطيط والدراسات في هيئة تطوير مكة المكرمة والمشاعر المقدسة المهندس المستشار جمال شقدار، وبمشاركة مسؤول مخطط مكة الشامل بالهيئة الدكتور عبدالله الغامدي، وعرضت فيه عدة أطروحات، من أهمها مشاركة خبراء عالميين إضافة إلى المحليين للوصول إلى أفضل الخطط العالمية التي يجري عليها العمل في الوقت الحالي لتنفيذها على الأراضي والمشاعر المقدسة، إضافة إلى معالجة ازدحام حركة السيارات وحشود المشاة في مواسم الحج والعمرة، بربط مكة بطرق إقليمية كافية ومطورة، وإكمال تنفيذ الخطوط الدائرية الأربعة المحيطة بمكة المكرمة، وتنفيذ عدد من الطرق الإشعاعية (شمالا وجنوبا/شرقا وغربا) المخترقة لمكة والموصلة للمنطقة المركزية، إضافة إلى تنفيذ مخطط شامل للنقل العام بخدمة القطارات «مترو مكة»، وحافلات بمسارات مخصصة للنقل العام ومحطات نقل ومواقف سيارات عامة بكل أنحاء مكة وأطرافها ومحاورها الإقليمية ليستخدمها السكان والزوار بإيقاف سياراتهم الخاصة والتمتع برحلات نقل عام مطورة تنقلهم للمسجد الحرام ومنه خلال دقائق معدودة
كما يقوم المشروع أيضا بمعالجة العشوائيات واستبدالها بمساكن حديثة تخترقها الطرق والقطارات وتبنى عليها المحطات والمراكز الحضرية وفقا لأعلى المعايير المتبعة عالميا، إضافة لوضع خطة خاصة لتغطية حاجة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة للمباني الخدمية والاجتماعية والاقتصادية العامة والخاصة كالمدارس والمستشفيات والمتنزهات العامة
ويعتني المشروع بالجوانب البيئية وتنفيذ مشروعات «العمارة الخضراء» واستخدامات الطاقة البديلة والصديقة للبيئة، مع العناية بأودية مكة التاريخية مثل «وادي عرنة» و»وادي فاطمة» و»وادي نعمان» بمشروعات تحافظ على بيئتها الطبيعية والاستفادة من مياه الأمطار والسيول ومعالجات مياه الصرف الصحي لتحويل الأودية التاريخية لمتنزهات عامة لأهالي مكة المكرمة وزوارها، كما يحدد أحواض ومناطق تجمع مياه الأمطار والسيول لمعالجتها وفق أساليب وطرق حديثة، وضرورة التعامل معها خارج البنيان قبل تعمقها في وسط المدينة
ويولي المشروع اهتماما واسعا بمواقع الآثار وإعادة تأهيلها، ومعاهدة المواقع التاريخية بالحفاظ عليها من العبث والاعتداءات، وتطويرها بما لا يتعارض مع مقاصد العقيدة الإسلامية، وإنشاء مراكز ثقافية متطورة حولها لبث الوعي الديني السليم، ولتقديم عروض بانورامية لمواقع السيرة النبوية والتاريخية.
250 ألف وحدة سكنية بالمخطط الشامل
*يوصي المخطط الشامل ببناء ٢٥٠ ألف وحدة سكنية منها ١٠٠ ألف خلال السنوات العشر الأولى، كما ينادي بالبناء التدريجي في المواقع المحددة للإزالة، وعدم إزالتها جميعا قبل إيجاد البديل،ويضيف مسؤول المخطط الشامل عبد الله الغامدي أن هناك ٣٢ مركزا حضريا للخدمات، ويكون بينها نوع من التنافس، ومن ضمن برامج المشروع إدارة حركة الحجاج باستخدام التقنيات الحديثة، كما أن هناك تطويرا وتحديثا في جبل النور وجبل ثور لخدمة الزوار والمعتمرين، لافتا إلى أن المشروع لم ينس الخدمات الذكية في الطرق الإقليمية والمطارات إضافة إلى الألياف البصرية
وشدد الغامدي على أن المخطط ليس جامدا، بل قابل للتعديل، كما نوه إلى أن الهيئة ترحب بكل الآراء التي من شأنها تطوير العمل والرقي به لما يخدم مكة بوجهها الحضاري المأمول، مؤكدا أن المشروع وضع على مراحل عديدة، لكل مرحلة سنتان
ومن المشاريع الحالية التي بدأ تنفيذها استكمال الطرق الدائرية والإشعاعية ووادي عرنة، وتأهيل عين زبيدة، ومنع الزحف إلى جبل النور وجبل ثور
شفافية وتنسيق لضمان جودة التنفيذ
أكد رئيس الجمعية السعودية لعلوم العمران المهندس عمر قاضي أن المشروع وما تولد عنه من مشاريع تنفيذية يؤكد حرص خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على مكة المكرمة والعناية بها، والعناية بسكانها وحجاجها ومعتمريها
وحول التعاون ما بين الجمعية وهيئة تطوير مكة أشار قاضي إلى أن الجمعية تضم العمرانيين في مكة، ونحن نستقبل جميع الاقتراحات وكل ما فيه تعاون ويخدم مكة المكرمة وأهلها ومن يفد إليها، ولا شك أن الهيئة والأمانة وجميع الإدارات المعنية لها ممثلون وأعضاء في الجمعية، فالتعاون والترابط وثيق ما بين هذه الإدارات التي تؤدي الخدمة لمكة
وطالب قاضي بمزيد من الشفافية والتعاون والتنسيق حول المخطط الشامل لمكة حتى ترى هذه المشاريع النور في أقرب وقت وتنفذ بكفاءة عالية، عاداً ما طرح من انتقادات للمشروع عبارة عن وجهات نظر، وقد تكون هذه الوجهات لم تطلع على تفاصيل هذا المشروع، ولكن كما وعد الإخوة في الهيئة أنه ستكون هناك ورش عمل متعددة تضم عناصر مختلفة عن هذا المشروع، ويدعى إليها المختصون، كما سيكون هذا المشروع على صفحات الشبكة العنكبوتية للتعريف به والترحيب بالمقترحات والأطروحات المفيدة